سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 5253 - 2016 / 8 / 13 - 12:43
المحور:
الادب والفن
أمي
(أمي طَشْتْ غَيبِتي بمْاي العَصِرْ
والطَيره المَعرْسَه إسْتَحَتْ)علي الشباني.
كانت تهرع حال حمل حقيبتي ذاهبا إلى بغداد نهاية الأسبوع حيث كنت ادرس وبيدها طاسة الماء، تتمتم بكلام مع نفسها وترش الماء خلفي ناظراً إلى السماء ومتضرعة بذراعيها المفرودتين كي يحفظني من أقدار الطريق.
لم تكف، أيام الحرب العراقية الإيرانية وهذه المرة تودعني بالماء وفي عينيها هلع. لكنني نجوت
وفي أخر مرة أغادر إلى الثوار لم أسر لها بالأمر، عانقتها وشممتُ رائحتها المسكرة عميقاً. كنتُ أودعها مع نفسي. أبعدتني ونظرت في عيني طويلا وقالت:
- ها يمه رايح؟!
- ..
- أعرف قلبي يقول لي ذلك. أنتَ رايح يمكن بعد ما أشوفك!.
وضمتني بقوة وكأنها تريد أن أسكن أحشائها وأجهشت.
وصدقت، لم أرها أبدا.
ماتت 1996 وأنا في المنفى
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟