الإنسان هش ضعيف مسكين يكابر يمثل البأس والصلابة مثلي في لحظتي الراهنة مثلي وأنا أكتب في بقعة آمنة وكأس نبيذ أكابر كرهت البكاء كرهت كل ما يمت للشكوى بصلة هش وصلب بذات اللحظة وبعد كل بوحي في الروايات والقصائد والسكر أجدني مكتوما بسرٍ موغل في الروح واللحم خنجر
قبل اكثر من قرن ونصف من الزمان كتب الروائي الروسي الفذ دوستويفسكي قصة (في قبــوي) متحدثا عن الانسان الهش الهلامي الذي لم يكن شيئاً مذكورا....
( لم أستطع أن أصبح أي شئ ‘ لم أستطع أن أصبح حتى شريراً . لا خبيثاً ولا طيباً ‘ لا دنيئاً ولا شريفاً ‘ لا بطلاً ولا حشره . وأنا اليوم ‘ في هذا الركن الصغير ‘ اختم حياتي ‘ محاولا ً أن أواسي نفسي بعزاء لا طائل فيه ‘ قائلاً ان الرجل الذكي لا يفلح قط في أن يصبح شيئاً ‘ وأن الغبي وحده يصل الى ذلك . نعم ‘ وا أسفاه ! أن انسان القرن التاسع عشر يجب أن لاتكون له عزيمه ‘ ان انسان القرن التاسع عشر مكره على أن لايكون له طبع قوي . أما الانسان الذي له شئ من ذلك ‘ أما الانسان الفعَّـال ‘ فهو في جوهره محدود لا قيمة له.) *