أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - ملف الاعمار والترميم مرآة اللجوء الفلسطيني في لبنان















المزيد.....

ملف الاعمار والترميم مرآة اللجوء الفلسطيني في لبنان


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 14:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


أزمتان حادتان يعيشهما مخيم عين الحلوة أكبر التجمعات الفلسطينية وأكثرها كثافة سكانية والذي يشكل العاصمة السياسية والعنوان المركزي للجوء الفلسطيني بسبب تركيبته السياسية والاجتماعية وموقعه الجغرافي الذي يجعله على تماس واضح ومباشر مع الانقسام اللبناني الحاد منذ اغتيال الرئيسي رفيق الحريري شباط 2005.
الأزمة الأمنية والتي ادى تكرارها الدائم الى تحويلها قانون يتحكم بكل مناحي الحياة في المخيم , دون ادنى شعور لدى السكان بحلول مرتقبة او رهان على جدية اداء المعنيين وهو ما يجعل تصريحاتهم مادة تندر وتعابيرهم " الامن ممسوك والوضع تحت السيطرة"
تجد طريقها بسرعة متناهية الى موسوعة غينس لاكثر التعابير المتداولة استخداما.
مفاعيل الازمة الامنية واداء المعنيين اديا الى انتشار حالة احباط عارمة بين الناس وتزايد غير مسبوق في مشاعر الغربة ما بين المكونات السياسية من جهة والواقع الشعبي من الجهة الاخرى.
لقد تراجع بشكل مذهل موقع العديد من القيم والمفاهيم والمبادئ في اذهان الناس والتي قامت على اساسها العلاقة بين المكونات الاجتماعية ومن ثم السياسية داخل المخيم منذ بدايات اللجوء كالتضامن الاجتماعي والوعي والمشاركة الجماعية والترابط العاطفي والبديهي تجاه العناوين الوطنية والقومية ..... الخ
ملف الاعمار و الترميم الذي نفذته الاونروا بتمويل من الاتحاد الاوروبي والذي أظهر حرمان عشرات البيوت الاكثر استحقاقا لصالح بيوت أقل ما يقال فيها انها لا تتوافق مع المعايير المهنية والهندسية المحددة, دفع الى الامام حقيقة سيادة ثالوث" الاستخدام - المال - النفوذ".
كمحرك للعلاقة ما بين المكونات السياسية من جهة والشعبية من الجهة الاخرى, بعد ان سادت لأمد طويل قيم المشاركة والوحدة والتضامن السياسي والتكافل والتعاضد الاجتماعي .
بغض النظر عن دقة التوصيف من عدمه , فالاداء والنتائج هم المقياس والمعيار الحاسم , ولكن لا بد من الاعتراف بحقيقة الاشياء ,والنقاش حولها والاستخلاص بشانها من قبل المكونات السياسية و الفصائلية اولا ومن ثم الاخرين .
معلوماتي المتواضعة تشير الى ان اطار سياسي واحد
" حماس " تؤرقه حالة البعد والجفاء والتململ الشعبي عن المكونات السياسية وتشهد اطره القيادية والقاعدية نقاشا معمقا", اما الاخرين فلا يعطون أهمية تذكر لهذا الواقع , والبعض منهم يتهرب متكابرا" بهيكليات ورقية وارقام مالية وشعبية لا تضاهى ونفوذ وتأثير لا يقاوم , لكنه يبقى اسير الغرف المغلقة.
لا ادعي اني املك جوابا" شافيا" او رؤية متكاملة , لكن ذلك لا يمنع من طرح بعض الملاحظات , لعلها تسهم في فتح نقاش بالموضوع , الهروب منه او التستر عليه يعقده بدلا" ان يساعد في ايجاد حلول ولو محددة له.
اولا": شكل انهيار الاتحاد السوفياتي والاعلان المتسرع عن الانتصار الحاسم للرأسمالية وسيادة عالم القطب الاميركي الواحدة الى انتشار مترامي ساد الغالبية العظمى من نخب الشعوب لفكرة القبول بالواقع و الارتهان الى افرازاته , و بما يخصنا القبول السياسي والى حد بعيد الشعبي بفكرة التسوية السياسية للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي في ظل موازين قوى مختلة نهائيا لصالح المعسكر الاخر, فكان مدريد- و من ثم اوسلو و الدخول في اطار عملية سياسية – تفاوضية افرزت تجليات مادية واضحة " السلطة-التمويل الغربي- التنسيق الامني – جيش الموظفين و الجهاز البيروقراطي ... الخ"
بما يخدم موضوعنا نتوقف امام مسالتين غاية في الاهمية .
أ‌- شعور عارم لدى اللاجئين ولا سيما في لبنان, بان متطلبات التسوية تنسف اساس مصالحهم الوطنية المتمثلة ب " حق العودة" بمعناه السياسي " الاعتراف بالرواية الفلسطينية – العربية للصراع " او الاجرائي – التنفيذي , وهو ما ولد تحلل في الطموحات الوطنية الجماعية للاجئين وانسداد في افق المستقبل الوطني , كان من نتيجته تراجع مذهل في الوعي والاداء الجماعي لصالح تقدم مذهل للطموحات والمصالح الشخصية وانتشار روح الانانية الفردية – سيادة واقع البحث عن حلول فردية وشخصية خارج اطار الرهان على المستقبل الوطني الجماعي ( الهجرة مثالا بارزا")
ب‌- تراجع مكانة ودور المؤسسات الجامعة والشاملة الفلسطينية اي منظمة التحرير كعنوان وطني او كمؤسسات لصالح تقدم مؤسسات ، الجغرافية الفلسطينية الواحدة اي السلطة الفلسطينية " مرجعية الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1967".
هذا التراجع ادى الى سيادة مفاهيم العصبوية والقبلية وارتقاء المصالح الشخصية والاداء الفردي الاناني ل" هيئات ونخب و رموز قيادية فلسطينية في لبنان , وكان مدخلا" منطقيا" لانتشار ظاهرة الفساد والاستزلام وتفشي ظاهرة الاستخدام الشعبي.
ان توالد عشرات الهيئات والمرجعيات الفصائلية انما يأتي انسجاما" مع مصالح شخصية لقيادات محددة تفرض حضورها من خلال تأثير فصائلي ونفوذي وامني وعشائري اكثر مما هي تلبية لحاجات ووظائف سياسية امنية واجتماعية وخدماتية للناس, وهو ما يجعل هذه الهيئات في حالة تنافر دائم وتنازع على السلطات وعرقلة العمل وتضييع المسؤوليات والتهرب من المحاسبة .
ثانيا": يشكل الصراع الاقليمي وامتداداته الدولية تأثير حاسم له في اوساط اللاجئين في لبنان من خلال جماعات منظمة او متناثرة تلعب دورا" مؤثرا" في ازاحة البوصلة عن العنوان الوطني الفلسطيني لصالح عناوين اخرى, وهو ما يؤدي ليس الى زيادة وحدة الانقسام السياسي والفكري , بل يتمدد الى التسليم بانقسام مجتمعي له تجلياته الثقافية والسلوكية .... الخ.
ثالثا:ان نظام التحاصص الطائفي - النافذ في لبنان وزيادة حدة الانقسام السياسي وتأزم التنافر المذهبي مع ما يشكله من دور متناقض لقوى سياسية واجهزة امنية لهما باع طويل في العمل والتأثير في اوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومخيم عين الحلوة خصوصا" بما يخدم رؤية ونفوذ كل منهما بعيدا" عن الهم الوطني والاجتماعي والامني الفلسطيني الجامع.
رابعا": توضح من خلال مسار المفاوضات ما بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بأن توجها اسرائيليا" وغربيا" يعمل دون كلل على ايجاد حل ما لقضية اللاجئين ولا سيما في لبنان لما تشكله من عقبه واضحة في مسار ايجاد تسوية , وهو ما ادى الى زيادة الضغوط الامنية والاجتماعية والخدماتية من ضمنها تقليصات الانروا والعمل المحموم وان بشكل غير مرئي لايجاد مرجعيات خدماتية دولية متنوعة تمهد لانسحاب تدريجي للانروا باعتبارها عنوان وحدة اللاجئين وقضيتهم
ان التراجع على مستوى الخدمات والحقوق على كافة الاصعدة ومن كل الجهات لا يقابل بجدية من قبل القائمين والمتربعين على مقدرات اللاجئين في لبنان , بل وتواجه من قبلهم اي محاولة جدية لتحرك شعبي تحت مسميات مختلفة , وهو ما يطرح اكثر من تساؤل وعلامة استفهام , فاللاجئون يدركون ان الاداء عاجز ومرتبك ولا يؤدي الى اي هدف , والقوى السياسية ترى بالتحركات الشعبية وكأنها موجه اليها .
هذا التناقض يزيد الامور تعقيدا" ويوسع الهوة ما بين المكونات السياسية والاطار الشعبي العريض.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربات البيوت في عين الحلوة .... فئة مهمشة ومشاريع تنموية ليست ...
- عشر سنوات على حرب تموز.. اسرائيل من ذروة القوة الى دولة القل ...
- القضية الفلسطينية بين خياري التسوية والمقاومة.. حتى لو, لا ت ...
- النازحون الفلسطينون من سوريا بين تخلي المعنيين ومغناطيس الهج ...
- دراسة الانروا الجديدة : السياسي المضمر والخدمات المتراجعة
- السفارة الفلسطينية في لبنان من حضن للطيف السياسي المتنوع الى ...
- لكي لا ننسى .. شهداء 23 نيسان 1969 ... تاريخهم المضئ.. حاضرن ...
- على أعتاب المفاوضات مع الانروا .. إستراتيجيه حقوق ام مطالب ا ...
- على أبواب المفاوضات.. شخصنة المواجهة مع الانروا: مصلحة ام ضر ...
- إسهاما في النقاش مع بيرسيو .. المشاركة الشعبية أولا.. وأخيرا
- خلية ازمه الانروا ... معركة نفوذ ام حقوق
- التكامل في الأدوار بين الجدل العقيم والأداء الباهت
- في ذكرى انطلاقة الثورة،... فلتتجدّد الثورة
- لماذا تتحول لجان الأحياء في عين الحلوة إلى مبنى فصائل
- الأداء الفصائلي سبباً أولاً … ولماذا لا نهاجر…؟
- المحاور الاقليميه و ما يجري في فلسطين
- خطاب ابو مازن و الاستخدام المتدرج لاوراق القوه...(2)
- خطاب الرئيس ابو مازن و الخيارات المفتوحه......(1)
- خطاب ابو مازن و العوده الى المؤتمر الدولي:البراغماتيه الفلسط ...
- فتح تريد :الوقف النهائي لعمليات القتل و الاغتيال


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - ملف الاعمار والترميم مرآة اللجوء الفلسطيني في لبنان