أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق وخيارات المرحلة.ح1














المزيد.....

العراق وخيارات المرحلة.ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار النقاش الذي جرى على خلفية أستجواب السيد وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي أمام البرلمان العراقي يوم 1-8-2016، وما حدث من كشف المستور من علاقات يقال إنها مشبوهة ولا تتوافق مع الصفة التمثيلية لرئيس ويعض أعضاء مجلس النواب وأخرين من خارجه، ترتبط بمنظومة الفساد والإفساد التي تطحن بالواقع العراقي وأثرت في كل مفاصل الحياة اليومية للشعب العراقي واقتصاده ووحدة أراضيه ومستقبله، هذه النقاشات تدور حول محورين مهمين، الأول المحور القانوني والقضائي وما يمكن أن يدفع هذا الحدث بالقضاء العراقي ليتصدر المشهد من جديد، أما لجهة حماية العراق وشعبه من الفساد والفاسدين ووضع كل مافيات وحيتان الفساد أمام المسئولية الجزائية، وإعادة الأعتبار للعمل السياسي والمهني المحترف الديمقراطي تحت مظلة القانون والدستور والمسئولية الأخلاقية أمام الشعب والوطن، أو ممارسة دوره المعهود بالخضوع لابتزاز المؤسسة الفاسدة والخروج بنتائج لا تضر ولا تنفع، وبالتالي تشجيع الفساد والمشاركة الفعلية في بقاءه وتمدده وليذهب العراق وشعبه للجحيم حماية لمصالح شخصية وفئوية خاصة.
أما المحور الثاني والأهم من المحور الأول ومرتبط به هو ما سيكون رد المؤسسات الرأسية في المجتمع العراقي وأقصد بها الرئاسة العامة للعراق ممثلة برئيس الجمهورية والسلطة التنفيذية، والسلطة السياسية التي يمثل المتهمون والشخص الذي أثار الفضيحة بعضا من مكوناتها، وكذلك المرجعيات الروحية والدينية التي ينتمي لها الجميع ومنها المرجعية الكبرى الدينية التي تنتمي لها الأكثرية العراقية والممثلة بمرجعية السيد السيستاني في النجف، وما يمكن أن تقدمة كحلول أو رؤى أو تصورات للمرحلة القادمة، بعد أن خرج حديث الفساد والمفسدين بهذه الحدة والوضوح من دائرة الاتهامات المتبادلة إلى ساحة القضاء والتحقيق، وكقارئ ومتابع للتطورات الميدانية السياسية في العراق وبدون مقدمة تفاؤلية أشك تماما أن تتحرك هذه القوى بأتجاه الأصطفاف مع الشارع العراقي المتذمر والمعبأ لينفجر في أي لحظة بوجه العملية السياسية.
ولكن من المؤكد أن السكوت ومحاولة مسك العصا من الوسط تحت عناوين العقلانية والمحافظة على الوضع الراهن، وبحجة حماية العمليات العسكرية القادمة والمتبقية لأجل تحرير باقي الأراضي العراقية سيشكل ردة فعل عاصفة، ستضع هذه المؤسسات وجها لوجه أمام أتباعها والعصيان المدني ضدهم، مما يعجل بسقوط الأطر الحاضنة للإسلام السياسي أولا، وللديمقراطية التوافقية العرجاء والتي لا تتناسب مطلقا مع الوضع العراقي في هذا الظرف الدقيق والحيوي، ليصبح العراق في لحظة تأريخية مهمة وعملية تحول رهيب شبيهة بأحداث 9-4-2003، ليعاد الوضع العراقي للمربع صفر الذي أنطلق منه الجميع ولكن محملا بالكثير من الأستحقاقات التي نتجت من أخطاء كارثية أرتكبها الأحتلال الأمريكي للعام وفشل في تصويبها لاحقا، معتمدا هذه المرة على استراتيجية التغيير من الداخل وكنس نفس القوى التي تربعت على السلطة دون هدف واضح، أو محاولة ناجحة لإعادة ضبط الإيقاع العراقي على النغمة الأمريكية المعروفة بكل نتائجها وأهدافها البعيدة والقريبة.
السياسة الأمريكية وخاصة في جزئها العراقي وضعت كل القوى العراقية التي ناصبتها العداء سابقا بشعارات خالية من معنى سوى التسويق السياسي أمام المحك، وسلمتها السلطة بكل سلاسة تحت شعار الديمقراطية التوافقية والمحاصصة وحقوق الكيانات الفرعية، لتضعها في أمتحان السقوط وهي تعرف أن هذه القوى والحركات لا تملك مشروع سياسي وطني حقيقي يؤهلها لقيادة العراق وتنميته، وتعلم أيضا أن التناقضات بين هذه القوى يكفيها عبء التدخل المستمر لضبط الأمور، وهي متأكدة أيضا أن الجميع متجه للحظة السقوط المدوية تحت منهج اللهاث وراء المال السياسي والامتيازات والمحاصصة في النهب والفساد، فهي تنتقم بهم منهم بمعنى أنها أستخدمتهم كأوراق ستحترق تلقائيا وسيحترق مصيرها معها حين يكشف الشعب العراقي مدى أجرامها وفسادها وعبثيتها، وعند ذلك ستكون المواجهة معها سهلة وغير مكلفة لتسقط إلى الأبد دون خسائر أو أمل في العودة لشعاراتها السابقة.
المراقب الدقيق يقرأ من خلال الأحداث أن هناك تغيرات تكتيكية وليست تحولات في الموقف الأمريكي وهو الثابت الوحيد في المنطقة نحو ضرب الخطوط الخلفية للحلفاء والأعداء في آن واحد، تمهيدا للصفحة الثانية من الفوضى الخلاقة التي تنتج وجها جديدا للشرق الأوسط الجديد ا يتضمن خارطة أكثر واقعية وأستجابة للمعادلات الدولية والمصالح الأمريكية خاصة، كما تتضمن أولا إزاحة الأنظمة الراديكالية والرجعية والأنظمة التي لا تعمل وفق أطار العصر ومتطلباته، وهذا ما يفسر مثلا توريط السعودية في حرب اليمن والتلويح اليومي لها بقضية أرتكاب جرائم حرب وأنتهاك للمبادئ الدولية لأبتزازها وتمهيدا لفرض إرادة دولية عامة بضرورة تغيرات جذرية في المنطقة، السياسة الأمريكية تنتقل من تحالفاتها القديمة إلى تفاهمات جيو سياسية بعد أن أصبح مفهوم التحالف يمثل تهديدا أخلاقيا لسياستها المعلنة ودعواتها المستمرة لمراعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان، سوف تضرب أمريكا حلفاء وذيول حلفاءها التقليديين لتقص أجنحة الأنظمة القديمة وسحب قوة التأثير الإقليمي لها، لتعود هي لتنفرد متحكمة بالشرق الأوسط الجديد في ظل التحدي الروسي الصيني والتنافس الأقتصادي القادم من الشرق و من شركائها العالميين أيضا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقهى عبد ننه ... قراءة في تأريخ مدينة يسكنها وهج السياسة ويت ...
- من أفسد نواب الشعب
- الأيديولوجيا القذرة
- النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من المم ...
- غضب .... ليس على وقع الجمر _ قصة قصيرة
- الدين الأجتماعي وقضية الحرية في المجتمع الإسلامي
- حروف للقاء ..... لقاء أخر بيننا
- العمامة والزي الديني توظيف للأنا المتضخمة وخداع للمؤمنين بأن ...
- هلوسات رجل مهزوم ..... لكنه يحلم
- أحلام الوطن البديل
- عوامل التغير وطريق الثورة
- العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني
- يوميات عاشق .... مسافر مع الحروف
- صندوق جدتي وسفينة نوح
- قوة الأصالة الأجتماعية ونجاحها في مواجهة التغيرات الفكرية وا ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة ...
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح3
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2


المزيد.....




- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق وخيارات المرحلة.ح1