أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من الممارسة














المزيد.....

النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من الممارسة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5239 - 2016 / 7 / 30 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من الممارسة


بين الفشل والنجاح لا بد لنا من مراجعة نقدية لكل المفاهيم ولجميع المناهج التي تعلمنا من خلالها ماهية الدين، نحتاج لشجاعة أن نتحرر من وهم القداسة الزائفة ورفع الغطاء عن كل المقولات التي تمنع الإنسان من التدبر والتفكير بطريق أخر غير طريق الكهنوت، علينا أن نعمل وفق روحية الناقد المنتج وليس الناقد الهدام طالما أننا نريد أن نرتفع بفكر ونصل به إلى المشاركة الإنسانية الحقيقية في بناء رؤية كونية جديدة، علينا قبل ذلك وبعده وأثناءه أن نعري العقل من ثياب الكهنة الخاشعين بل علينا أن نلبسه رداء الفرسان المقاتلين كي نتمكن من المواجهة الشرسة التي سيثيرها الفرقاء بعد توحدهم ضدنا الملحدون يرون فقط ضرورة دفن الدين والتخلص منه كفكر منغلق وقاطع طريق، والمؤمنون المتشددون الذين يدافعون عن قناعاتهم الخاصة التي تمثل لهم مسألة وجود وعدم
تناولنا بشكل سريع تصورا فكريا عن ما يسمى إعادة تدوير الدين ليكون شاخصة فكرية مهمة في عالم متغير متحرك لعصر ما بعد الحداثة، وقد أفترضنا ومن باب القبول بالممكن الواقعي أن العملية ممكنة وواقعية بالشرط الذي أدرجناه، ولكننا لم نتطرق إلى حقائق كثيرا ما يطرحها المفكرون والكتاب حول أسباب تخلف الدين بالصورة الراهنة من أن يكون منخرط طبيعيا في هذا العالم الذي يقوم ويتحرك أساسا على قواعد الفكر والتعقل وبالتالي لو نظرنا إلى أن الدين بالتجريد الفلسفي ما هو إلا خطاب فكري، خطاب عقلي يحرك الإنسان لأن ينتقل من المناطق قليلة الإشراق إلى ما هي أكثر أستنارة وتأثير.
الحقيقة المعضلة الرئيسية والمحورية في هذا التعويق لا تعود للدين كفكر وإن تعلقت بها نتيجة ما أستقرمن قراءات أعتباطية له، أعني بذلك أن الدين أساسا يتكون من دائرتين متداخلتين في التأسيس وفي التفكير والتصرف، الدائرة المهمة والأهم والأكثر جدلية وإشكالية أن الدين يحتوي أنماطا وأسسا ثابتة لا يمكن حتى إخضاعها للأحتمال التنظيري على أنها تقبل الحركة أو التحريك، وتسمى هذه الأنماط والأسس بالثوابت الدينية أو ثوابت الإيمان بالدين وهما بالطبع مفهومان مفترقان كل منهم يدل على دائرة خاصة من الفهم، المهم هذه الثوابت لو سلمنا بها سيكون للدين موانع أساسية وتكوينية يضحى معها مجرد التفكير بالدرس والتمحيص والبحث النقدي جريمة دينية لا تغتفر وبالتالي يقف عندها الفكر والعقل موقف الحذر الذي لا يتوائم مع كونية عالم الحداثة وما بعده وما بعد بعده.
يتوهم حقيقة من يظن أن الدين يمكنه أن يكون خارج السياقات الطبيعية لكل فكر لا في نصوصه ولا في مفاهيمه ولا حتى في طبيعة الدين المجردة، لو عدنا مثلا إلى ما يعتبره الكهنوت وأرباب القراءة الدينية من تعديد مفاهيم الثابت والمتحول في الدين نجد أنهم يردون مجموعة من الأفتراضات التي يقدرونها أنها ثوابت لا يمكن التقرب منها، مثلا مسألة التوحيد التي يعتبرون كونيته واحد من أهم أسس وأركان الدين ولا يقبل الديني أن تتعرض فكرة التوحيد للمناقشة لأنها ثابت تكويني.
النص الذي يمكن أن يستند عليه مثلا الإسلامي كشاهد على أن التوحيد ورمزه الله تعالى ممنوع من المناقشة هو ما ورد في الآية التالية من سورة إبراهيم وهي بالمناسبة أحتجاج {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين}، يستخلص المتدين أن أمر الله وتوحيده من الثوابت التي لا تقبل الجدال ولا حتى التفكير بتفكيك المفهوم ودراسته، ناسيا أو متعمدا إلى العبور على حقيقة أن النص هو محل جدال بين نبي وبين أتباعه والجدال هو عرض تعارض بين فكرتين على الأقل، أي أن النبي الذي جادل خصومه كان على أستعداد للنقاش وفتح موضوع هذا الثابت للحوار.
هذا الجدل والمحاورة كانت نتيجة لمحاورة وجدل سابق وإن كان ذاتيا بين إبراهيم وربه مع إيمانه وما يتمتع به من يقين ولكن كان عارفا أن موضوعية الإيمان بحاجة لتشكيك، تشكيك ليس بمعنى توهين الفكرة وتسخيفها بقدر ما تعني البحث عن عمقها وقدرتها على أن تكون حقيقة يقينية قابلة للبقاء، في سورة البقرة برهان ينسف دعاة الثوابت والتسليمات البديهية الغير قابلة للنقاش (رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) ، إذا أفي الله شك الجواب نعم شك للوصول إلى قاعدة العلم بالوجود المبني على حقيقية لا المبني على الثابت وهكذا في قضية الخلق "أرني" هذا تحدي عقلي بمعنى طلب البرهان، فكيف لنبي أن يطلب البرهان وهو متصل كما يقول الديني مع الله في حين يحرم البشر الأخر الذي لا يؤمن أساسا بما بين يديه من ما يقال أنها ثوابت من التشكيك في أمر قد يكون حقيقة علمية وقد يكون خرافة والميزان متعادل بينهما على الأقل أفتراضا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غضب .... ليس على وقع الجمر _ قصة قصيرة
- الدين الأجتماعي وقضية الحرية في المجتمع الإسلامي
- حروف للقاء ..... لقاء أخر بيننا
- العمامة والزي الديني توظيف للأنا المتضخمة وخداع للمؤمنين بأن ...
- هلوسات رجل مهزوم ..... لكنه يحلم
- أحلام الوطن البديل
- عوامل التغير وطريق الثورة
- العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني
- يوميات عاشق .... مسافر مع الحروف
- صندوق جدتي وسفينة نوح
- قوة الأصالة الأجتماعية ونجاحها في مواجهة التغيرات الفكرية وا ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة ...
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح3
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح1
- أول الخطوات .... أخر الكلام
- مرة أخرى الإنسان خالقا ......
- لعنة موت متنقل


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - النقد الديني بين ضرورة المعيارية النقدية ووحدة الهدف من الممارسة