أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مرة أخرى الإنسان خالقا ......














المزيد.....

مرة أخرى الإنسان خالقا ......


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مرة أخرى الإنسان خالقا ......


ينفر الكثير من القراء وحتى بعض العقليات التي تتسم بدرجة من العلمية من وصف الإنسان بالخالق بأعتبار أن قضية الخلق تمثل مفهوما قداسيا مرتبط بالمعطى الإيماني خاصة، ولكن وبعيدا عن هذه المفاهيم التي تحصر الدلالات بالمجسد العقلي المتوارث، فالإنسان كموجود وإن كان أيضا مخلوقا لغيره وبغيره ممكن أن يكون خالقا بمعنى خاصا ومبدعا ومنشئا أيضا لمخلوقات معنوية ومادية، تتيح له قوة العقل أن يفعلها بكل طبيعية خاصة وأن وجوده الأساسي غير محكوم بمستحيل أو بممنوع، إلا في خلق الشيء من اللا شيء عبر عملية كينونة ما، أي أنه لا يمكنه خلق المادة بذاتها وإيجادها من اللا وجود المادي كفعل منفرد خارج قدرة الخالق الأول.
السبب الذي يثير حفيظة البعض هو موضوع القداسة والفعل المقدس لا يمكن أن يكون صادرا من المنجس الطبيعي، بمعنى أن أرتباط الخلق بالقدس الرباني هو من يحدد مفاهيم الخلق ولا يمكن حتى أفتراض أن المخلوق مشارك للخالق لا بالقداسة ولا بالخلق دون أن يلتف هذا البعض أن طبيعة الخلق والكيفية تختلف، بل ان الله تعالى منح العقل قدرة وقوة على ذلك وقال للإنسان (كن مثلي قل للشيء كن فيكون)، ويظن البعض ان هذا محال ان يكون الانسان خالقا مثل الله وإن ور نصا محتملا لكل أوجه التأويل والتفسير في المعنى أو في الدلالة، وهم مصيبون ومخطئون في آن معا مصيبون بالنتيجة النهائية لمضمون الخلق الشيئي ومخطئون بفهم الكيفية كما هي عن الخالق الأول , الله عندما يريد ان يخلق يقل للشيء كن فيكون محوره الأساس وحيزه الإبداعي من اللا شيء وليس من الشي بعينه (خلقتك من قبل ولم تكن شيئا)، بينما الإنسان حدود خلقه في الشيء فقط وهذا الفرق الذي يجب ان يكون معيارا للتفريق وقانونه الاساسي.
نحن نستطيع أن نقول إن الإنسان ممكن بالقوة أن يكون خالقا حقيقيا للصورة وللفكرة وللرؤية وحتى خالق للأشياء القابلة للتحول في ماهياتها وعرضها دون المساس بالجوهر والحركة داخل الجوهر، التي هي أساس بناء المادة وفي تبني نظرية التحولات فيها والقوانين الضابطة لعمليات التحول، هذا القول لا يعني أبدا تقاطع مع من يعتقد بأحقية وحقيقية أن الله خالق لا سيما أن مفهوم الخلق نوعي وليس فقط كيفي، النوعي أن الخلق الرباني خلق في طول المادة ومن عمق جوهرها من خلال نفق الكينونة، أي أن الخالق الأول ليس فقط خالق للشيء بل خالق لكينونة الشيء أصلا، اما الإنسان فهو خالق في عرض المادة بما في المادة أصلا من قدرة على التخلق، هذا الخلق تخليقي بمعنى مسايرة القوة الممكنة والقابلة للحدوث في أصل الوجود الشيئي, فمن يخلق مثلا أحداث واقعية وإن كانت خيالية في واقعها ويجعل منها شبها للواقع هو خالق بدرجة ما، وكأنه يصنع من الخيال ما هو مشابها للحقيقة ويقود لنتائج قد تكون أكثر قدرة على الفعل من خلق واقعي حادث على الارض.
إذن عملية الخلق ليس لها مفهوم مطلق إلا إذا تجاوزنا المعنى التحديدي إلى ما هو متعلق بأبجدية الخلق من عالم مكنون إلى عالم تجسيدي عالم له خصوصية الخاصة، الذرة ونظامها الأساس واحد ولكن أختلاف الترتيب الكميوفيزيائي داخلها هو الذي يحدد الخاصية الماهوية، وقد نجح الإنسان في الوصول إلى العمل داخل هذه المنظومة المغلقة ولا ريب أنه قادر بوجود العقل أن يصل لمرحلة قل للشيء كن فيكون ولكن في حدود المادة بعد خروجها من عالم اللا شيء إلى عالم الشيئية المادية بخصائصه المعروفة لكل شيء على حدة.
على الجميع أن يتخلوا وخاصة عنما ندخل في حديث العقل والعلم والمعرفة عن كل الصور الذهنية التي أمنوا بها مسبقا وجعلوا منها حدود أنطلاق أو حدود توقف، ليس من المناسب أن ندخل كل شيء في عقائدنا ولا ان ندخل عقائدنا في كل موضوع يطرح، الطريق الأمثل لفهم العالم بصورة أوسع هي أن ننزع عن أعيننا غشاء الموروث وأن نفحص كل ما نريد بحواسنا العاملة، علينا أن نترك قناعات أخرى أسست لها مكانا في عقولنا دون أن نكون مؤهلين لها في وقتها أن نضعها موضوع النقد والفحص والتقرير، علينا بالأحرى أن نخلق لعقولنا عقولا محركة في كل يوم جديد لتعيد فحص أهليته للعمل الخلاق المبتكر الذي يقونا للكمالات البشرية، بهذا الوضع الديناميكي الدائم السيرورة يمكننا أن نتحول إلى كائنات خلاقة وخالقة ولديها الإيمان بأنها ستكسر يوما ما الكثير من الحدود التي نعدها اليوم من الخيال، هذا الأستعداد وحده هو خلق جديد خلق قوة ذاتية وخصوصية لنتحول من ماهية نمطية إلى ماهية أكثر فعلا وأكثر إبداعا في الخلق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة موت متنقل
- الخديعة
- صناعة الفعل وتطور مفهوم الإرادة
- رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال
- من هو الله؟.2
- من هو الله؟.
- وما زال في جيبه رصاصة
- مفهوم الملك والملكية دستوريا ومفهومها في الإسلام
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4
- زعلت الوردة الجميلة .... فأضربت الفراشات عن العمل
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح3
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح2
- صوت الله أكبر في فجر الكرادة
- الأحد الدامي والإجرام العابر بلا حدود
- نداء...نداء ... كيف تسمعني .... أجب
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت
- الطفولة ومسئولية المجتمع في تنمية الثروة البشرية
- نحن والقانون
- القدس وإشكالية الهوية
- محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مرة أخرى الإنسان خالقا ......