أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4














المزيد.....

الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5217 - 2016 / 7 / 8 - 03:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشيء الجميل في حركة التنوير الإسلامي الحديث إنها تتوجه بالنقد العقلي لكل مفاصل التحريف والتزييف، ولكن هناك محاولات غير منضبطة تحاول دمج التنوير مع شعور فردي بالكراهية ضد الإسلام والمسلمين، وتخلط بين التنوير والإبعاد والإقصاء بحجة أن الذي يسبب الفوضى والتخريب الحضاري وأنتهاك حقوق الإنسان هو المسمى الإسلامي، الحقيقة أنه كما أن الفقيه التأريخي الروائي يخلط بين المسمى والمفهوم وبين النص والدلالة، أيضا بعض الذين يناصرون التنوير ويدعون له بدون منهجية علمية أيضا يخلطون بين المسميات والمفاهيم ، بين النصوص الثابتة والقراءات الإعتباطية وأيضا بين الفكرة والممارسة، وهذا ما يضعف الحركة التنويرية ويدع البسطاء من الناس للارتماء في سجون السلفية الروائية التاريخية، خوفا من تبعات قضية الإقصاء ومحاربة الإسلام الذي يعده الكثير وجها من وجوه الشخصية التي لا يمكن التفريط بها.
يبدأ التنوير الإسلامي مهمته ضمن مسارات محددة كل مسار توكل له مهم خاصة لا تتداخل ولا تتعارض مع مهمة مسار أخر، ضمن استراتيجية عملية وعلمية طويلة الأمد علمية في منهجها وعملية في الطرح والبسط، تركز أولا على النقد الفكري بأستخدام المنطق العقلي بمساعدة النصوص المحكمة وسياقاتها القصدية التي تتوافق مع كونية الفكرة الإسلامية الأصلية، وكشف كل محاولات الاحتجاج اللا منطقي بها من خلال التأويل والتفسير الإعتباطي من قبل المدرسة الروائية التأريخية، هنا يحتاج التنويري خبرة عميقة في منهج المدرسة المنتقدة وكيف تفكر وكيف تسوق النصوص نحو الغايات المرسومة سلفا، هذا المسار لا يمكن أن يكون إلا على يد خبراء درسوا وتعمقوا وكشفوا زيف المدرسة التاريخية حتى يكونوا على قدر المواجهة والمحاربة الفكرية بذات الأدلة والحجج والبراهين.
أما المسار الثانية وهو الأهم والأجدر والذي يؤسس لوعي جديد هو مسار إعادة بناء الصورة التكوينية والكيفية للعقل الإسلامي التنويري، هذا العقل الذي يركن إلية مهمة التطوير والإثراء والمواصلة بعد التهيئة والتقديم والتحفيز ومنحه الحرية في أكتشاف الدين من جديد، إن عملية إعادة الوعي إعادة صياغة المفاهيم في ظل عدم وجود أستعداد طبيعي وعقلي للإنتقال إلى مرحلة التكوين هي جوهر إشكالية المسار الثاني والصعوبة التي نتوقعها أو نحرز أنها ستأخذ وقتا كافيا كي تتبلور وتنتج لنا قيم وأفكار ورؤى تساعد على تسريع العمل التنويري البنائي بشقيه الإيجابي (تكوين الأطر والمفاهيم) والسلبي (هدم الصورة التقليدية وإزالة أثارها العقلية).
لا بد للتنويرين أن يجتهدوا في عدم إثارة الخوف والهلع في مجتمع متردد وحائر وخائف يرغب في داخله من التخلص من فقه وسيطرة الكهنوت ويخشى ان يكون بذلك ينتهك القداسة، هذا الخوف متأت من تراكم تربية قهرية فرضت شروطها وقوانينها تحت مسميات ذات ايحاء خاص ونوعي، وبين إحساس بالخوف أنه خرج من طريق الله بدون دليل أكيد وواضح ومقنع ومطابق للنص الديني الذي يقبله العقل البسيط كما لا يعارضه أشد العقول تعقيدا وتركيبا، لذا فالدعوة بالحسنى ومقابلة الحجة بالحجة وإرساء ثقافة الحوار والإقناع بالتي هي أحسن وبطريقة إلقاء الحجة دون أن نطلب منهم العمل وفق ما نرى بل أتركهم ووعيهم وعقلهم، بذلك نضمن أن جهود التنوير تفرق تماما عن منهجية أما معي ولك الجنة مهما فعلت وعملت ، أو ضدي ولك النار مهما تعبدت وتدينت، الإسلام الحقيقي المستهدف إسلام الإنذار فقط دون إكراه أو غصب عقلي.
المسار الثالث من مسارات التنوير هو مسار الدفاع عن القيم الإسلامية والرؤى الأسية التي يمكن أن نسميها الإسلام الرسالي إسلام النص والقصد والمفهوم، والدفاع عن فكرة الإسلام الحقيقية التي وصلت مشوه ومنحرفة وقاتلة ومضلة للطرف الأخر، الطرف الذي بنى فكرته وموقفه بناء على ما لمسه وعايشه وقرأه من كتب السلف بمختلف فئاتهم وأحزابهم، فتسعون بالمئة من كتب المكتبة الإسلامية منذ الف واربعمائة سنه هي كتب دفاع عن وجهات نظر أو تسفيه الأخر أو الدعوة لعقيدة فئة، أما المتبقي فهو في الغالب يدور في نفس الفلك مضافا له بعض الزيادات في النكهة ، لم يكتب الفكر الإسلامي عن الإسلام المحمدي كتاب واحد ولم يحاول أحدا منهم أن يشرح للناس ما هو الإسلام كما أراد الله أن يكون ، فتحول الإسلام عندهم إلى فكر إقصائي تحزبي يدور مدار حمار الساقية لا يمكنه مغادرة الموقع لأنه مربوط تماما في حزبه ويعمل لنصرته حتى لو ضحى بدين الله .
هذه المسارات الثلاث تشكل وحدة عملية ومنهجية القصد منها ليس الدعوة لدين جديدة ولا إحياء لفكر ميت بقدر ما هي تصحيح لمفاهيم وإزالة غبار وأتربة وتشويش مقصود الغرض منه محاربة الإنسان، الله لا يحتاج لمن يدافع عنه ولكن من المؤكد أن الإنسان المستهدف بفضائل الدين ومحل النصيحة والإرشاد، عندما يصله الفكر الديني بحقيقة مزيفة ومخالفة لما يريد الله إنما يتحول لضحية يجب على العقل والعاقل أن يتدارك الإنسان وأن ينقذه من الأوهام القاتلة والمنحرفة التي تدع للدمار والفناء والفساد والتخريب، التنوير في مجمل أهدافه لا بد أن يدور في هذا الأطار الإنساني فقط وأن لا يتحول إلى خصم مع الغير حتى المعاند والذي ينصب نفسه عدوا لكل بصيص أمل في الإصلاح والرشاد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعلت الوردة الجميلة .... فأضربت الفراشات عن العمل
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح3
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح2
- صوت الله أكبر في فجر الكرادة
- الأحد الدامي والإجرام العابر بلا حدود
- نداء...نداء ... كيف تسمعني .... أجب
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت
- الطفولة ومسئولية المجتمع في تنمية الثروة البشرية
- نحن والقانون
- القدس وإشكالية الهوية
- محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- المتدين وفلسفة الأخلاق والتفاضل
- خالتي العجوز ونبوءة المطر
- العراق وأزمة الهوية.
- البيان المدني
- انا لون الرماد ...طز بالحجر
- نحن والعمة بريطانيا
- كوميديا السارق والسارقة باللون الاحمر والاخضر


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4