أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - القدس وإشكالية الهوية














المزيد.....

القدس وإشكالية الهوية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس وإشكالية الهوية


القدس مدينة فلسطينية تأريخيا ومدينة الأديان الإبراهمية واقعا وهذا لا يعني التناقض بل يعني أن فلسطين مسئولية كل المؤمنين في هذه الأديان الثلاث لأنها تمثل رمزية أعتبارية مهمة لهم، التفرد بالإحساس الفردي بوضعها من جهة واحدة يذهب في تفسيره إلا عدة أحتمالات منها على سبيل المثال أن الغير مهتم بوضعها لا يؤمن بهذه الرمزية ولا يهتم بضياعها وبالتالي الأمر متروك لأهلها وشعبها وهذا هو أتجاه الغالبية من بقية الأديان، والأحتمال الأخر أن الهوية الرمزية هوية مثالية أكثر منها واقعية يمكن معالجتها بطريق أو بأخر ولا داع لتوتير الموقف وخلق عدوات وأسباب تنازع أضافية تعقد حياة الإنسان المعاصر.
نعود إلى الهم العربي والإسلامي في قضية القدس التي يعتبرها العربي أرض عربية ذات تأريخ مرتبط بصراع العروبة مع الأعداء، وبذلك يخرج الرمزية الدينية من الموضوع ويعتبر هم تحريرها هما عربيا خالصا وبذلك يفقد السند الدولي والإقليمي المهم والداعم لعملية التحرير، هذا الخط القومي العروبي بدأ بالتلاشي والاضمحلال بعد عام 1967 أثر هزيمة العرب في حرب الستة أيام وانكفاء المد القومي وظهور تداعيات الهزيمة على ذات المشروع، وما شهد لاحقا من تقارب عربي إسرائيلي مستمر لتصفية القضية مدعوما بجهد دولي وعالمي في ما يسمى بعملية السلام ولاحقا ظهور مفهوم الشرق الأوسط الجديد تحت مسمى العولمة وتبادل المصالح والأعتراف بحق الشعوب في الحياة دون أعتبارات التاريخ والواقع.
البعض من الدول الإسلامية في إشكالية أكبر مما في الواقع العربي حتى ما تمثل القدس من منزلة دينية مقدسة لغالب الشعوب العربية، الموقف الإسلامي ينقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية الأولى التي لا تعط أهمية للقضية وتتعامل مع إسرائيل كأي دولة أخرى وحتى عدم الالتفات إلى كونها دولة أحتلال لجزء كبير من فلسطين التاريخية وبعض البلدان الإسلامية كالسعودية ومصر والأردن وسوريا ولبنان، هذا الاتجاه تمثله تركيا بصورة رئيسة الان وإيران الشاه، أما الصورة الثانية هي التي لا تعلن عداء ولا علاقة معلنة مع إسرائيل وتلعب بالموضوع السياسي والاقتصادي ببرغماتية، فهي لا تريد أغضاب الموقف الغربي والامريكي خصوصا وهو المناصر إسرائيل تقليديا، كما لا يمكنها أن تستجيب للواجب الأخلاقي والديني، ومن هذه الدول الكثير من الجمهوريات السوفيتية المستقلة وبعض الدول الإسلامية في أفريقيا وأسيا.
النموذج الأخير هو الذي يتعامل مع قضية القدس وفلسطين كأنها قضية عبادية مفترضة لا مجال للمساومة فيها أو عليها، بعيدا عن النوايا الحقيقية يظهر أن هذه الدول أو الدولة التي تقود المسلمين أو من يتبعونها لأن يجعلوا من القدس ركنا من أركان الإيمان لا تتواني أعلان ذلك على الملأ مما سبب لها وسبب للكثير من أنصارها والمحور الذي تقوده الكثير من الخسائر السياسية والأقتصادية، مع غياب ملحوظ لدور أهل القضية وأصحابها الأصلين، السلطة الفلسطينية التي تمثل الوجه الرسمي لشعب فلسطين وفضيته ما زال غارقا حد أذنيه في وحل التسوية التي لم يحصل من خلالها إلا على صورة كارتونية لكيان ما زال غير واضح المعالم لم تتردد إسرائيل يوميا بتمزيقه وأهانته، الفلسطينيون والغالبية منهم منخرط في صراع جانبي مذهبي أنساهم القضية وانحرفت لديهم البوصلة ضد إخوانهم وأشقائهم العرب والمسلمين تحت ذريعة الجهاد الطائفي.
هذه الصورة البانورامية للواقع القدسي لمدينة الأديان ناتج من أختلاف أسي في تحديد الهوية أولا وغباء سياسي فريد من قبل أصحاب القضية من أهل القدس وفلسطين، وغياب العمل المشترك والجدي والمؤثر الناتج من أنخراط أطراف عديدة في مشاريع وهمية مزقت الوحدة المفترضة فكريا ونضاليا وعمليا للعمل على بلورة هوية إنسانية للصراع على القدس خاصة وفلسطين عامة، صحيح أن التذكير دوما بأن فلسطين هي قضية إنسانية قبل أن تكون قضية وطن أو قضية أمة أو علاقة دين بها مهم وجدير بالمتابعة، ولكن تجاهل البعد الإنساني في هذا الموضوع الحيوي لا يجعل من كون الجمعة الأخيرة من كل رمضان يوما للقدس شعارا مناسبا للربط بين القدس والإسلام، ولا يحق من باب الأولى فالأولى لإيران أو لغيرها أن تلبس القضية بعدا دينيا أحاديا يشوه من حقيقة القضية، ويخرجها من دائرة الكل الإنساني ويحصرها في فرعية التمذهب والتوقع الديني، وبذلك نخسر أهم ركن في الحق التاريخي في أن القدس عاصمة الإيمان بالإنسان كل الإنسان وهدف كوني لا يحق لأحد التفرد في تقرير مصيره.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة الفساد السياسي يبدأ من تصحيح العلاقات الأجتماعية
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- وهم المشروع الإسلامي بين مطرقة فشل التجربة وسندان العجز عن ا ...
- المتدين وفلسفة الأخلاق والتفاضل
- خالتي العجوز ونبوءة المطر
- العراق وأزمة الهوية.
- البيان المدني
- انا لون الرماد ...طز بالحجر
- نحن والعمة بريطانيا
- كوميديا السارق والسارقة باللون الاحمر والاخضر
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح4
- إسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح 2
- أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح3
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1


المزيد.....




- بعد 12 يوما من الحرب بين إسرائيل وإيران.. من المنتصر؟
- ويتكوف يعلق على تسريب التقييم الاستخباراتي السري لحالة المنش ...
- مقتل 7 جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة
- هل دمرت الضربات الأمريكية المواقع النووية في إيران؟ ترامب يؤ ...
- اكتشاف نوع جديد من القوارض في البيرو يؤكد تنوع جبال الأنديز ...
- الجيش الإسرائيلي.. حديث عن إخفاق في غزة وإنجاز بإيران
- شاهد.. سرايا القدس تقنص جنديا إسرائيليا شرقي الشجاعية
- مسلم يفوز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك
- أردوغان يرحب بهدنة إيران وإسرائيل ويدعو إلى -حوار وثيق- مع ت ...
- الكونغرس يجهض تحركا لعزل ترامب بسبب ضرب إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - القدس وإشكالية الهوية