أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - نحن والعمة بريطانيا














المزيد.....

نحن والعمة بريطانيا


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن والعمة بريطانيا

قد يبدو العنوان للبعض فيه تهكما وسخرية لا تتناسب مع واقع السياسة ومسئولية المثقف تجاه وطنه، والحقيقة أن السخرية أحيانا تمثل نوعا من الرفض الجذري للسائد في الواقع والذي لا يمثل توازنا مع الواجب والمستوجب، اليوم العمة بريطانيا أضافت فصلا جديدا من منهج تعلم الديمقراطية للناشئين وفصل أخر للمتقدمين ديمقراطيا، وبما أنها العمة التي أنجبت غالبية ساستنا وسياستنا منذ عشرات السنين فعلى هؤلاء السادة والسيدات أن يفهموا هذا الدرس جيدا، أولا بأعتبارهم بريطانيين ما زالوا يحملوا الجنسية العظمى وثانيا لأنهم تلاميذ في الصفوف الأبتدائية من مدرسة لندن البريطانية.
السيد ديفيد كامرون الأرستقراطي الذي يحكم العجوز الخبيرة القديرة المتعمقة بالتاريخ والجغرافية والسياسة وسيدة العالم القديم، نزل من علياء الديمقراطية وأشتراطات الإتكيت الإنجليزي الصارم ليقول لشعبه بكل أحترام ومودة (لست أهلا لقيادة بريطانيا في المرحلة القادمة) أهو عجز أم إقرار بحقيقة أن المرحلة القادمة ستشهد عودة لمفهوم القومية أم لمفهوم المصلحة الوطنية المحركة والمنحازة للجنيه البريطاني رمز قوة الدولة الأعظم تأريخيا؟, لا أشك أن بريطانيا تدفعها المخاوف الوجودية من غياب الرمز البريطاني من خلال الذوبان أوربيا في مستنقع ما يسمى بعولمة القارة العجوز لتكون القطب الثاني لأمريكا على الضفة الأخرى للأطلسي وهي ما تزال تؤمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي وليدتها الشرعية وبكل قوة.
عوامل تأريخية وسياسية ومالية أضافة إلى ميل البريطانيين التقليدي نحو المحافظة والتزمت بكل ما هو ينتمي لها كونها القوة التي لم تطالها أرض غزاة ولم يدخلها الفاتحون من أي جهة لا من الماء ولا من يابسة تجاورهم، اللا وعي البريطاني محصن من الذوبان في مجتمعات تتفاوت في قدرتها على التقيد بصورة بريطانيا ملكة العالم القديم التي ما زالت تقدم دروسها لكل من يؤمن بأن الحياة مبادرة، بعد الثورة الصناعية والقانونية والفلسفية والمكناكارتا وفلسفات ما بعد الدولة القومية والأدب الإنكليزي من شكسبير إلى أخر العمالقة تثير في الذات البريطانية صورة الأمة المتفردة التي تهتم بصنع العالم وفق قياساتها الخاصة لا وفقا لإرادة أوربا الذيلية تجاه الجانب الأخر المحيط فيها من الشرق ومن الغرب.
بريطانيا العمة اليوم خاطبت باستفتائها كل الحكام اللا شرعيين التي انتجهم في مختبراتها ومفاعلاتها الفكرية أن من واجب الشعوب أن تعبر بكل حرية عن إرادتها حتى اضطرت أن تضحي بالكثير من أجل قليل يعبر عن هويتها الخاصة، الخطاب هذا للشعب أما للساسة فستقول لهم نحن من صنعناكم ليس لأجل أن تكونوا نسخة مطابقة من قادتنا ولكن كي تبقوا كلاب حراسة لمصالحنا ومصالح بريطانيا لأمد بعيد وإلا ما نفعله بكم كقادة يعبر عن استخفافنا واحتقارنا لكم لأنكم لا تحترمون شعوبكم ولا شعوبكم تحترمكم وعليكم أن تبقوا فقط لأجل أن تتلقوا الصفعة منهم، عندها لا نقبل بكم كبريطانيين لأنكم لا تمثلون بأي صورة جزء من شعب إنكلترا الحرة الديمقراطية.
التجربة العراقية لو أختزلنا مشهديتها من البهرجة الإعلامية لا تعدو أن تكون لقطة معادة ومكررة عن تجربة العام 1921 في العراق، عندما دفعت بريطانيا واحدا من رجالاتها المعدين سلفا أن يكون ملكا للعراق بنظام شبه مدني فيه نزعة ديمقراطية ولكنها نزعة محكومة بالضوابط البريطانية والمواصفات التي تجعل من الحكام الجدد أدوات متنكرة في حفلة تهريج الهدف منها بريطانيا والغاية اقتصادها الذي يجب أن لا يتوقف للحظة واحدة عن الدوران، الفرق أن حكومة لندن مارست الدور مباشرة من 10داونغ ستريت والتجربة الجديدة من واشنطن كابتل، التجربتان لهما نفس الطعم واللون والرائحة وبنفس الأدوات القذرة حين تأت بحكام من مكبات العمالة ومرتع الخيانة ليمارسوا دور الحاكم الديمقراطي المتحضر بريطانيا.
نعم ستبقى بريطانيا عمتنا إلى اليوم الذي يعي فيه الشعب أن العراق ليس تلميذا عند بريطانيا بل طالبا ومعلما مع الأخرين في هذا العالم الواسع، ثانيا أن يرفض وبكل قوة أن يكون مكبا للنفايات السياسية التي تفوح رائحة الخيانة والعمالة والذيلية للغير ليكونوا حكاما وقادة، وأخيرا عندما نفهم أن الديمقراطية مع كل إيجابياتها تبقى خيارا غير سليم وفوضويا عبثيا إن لم نبني قواعد العمل بصورة سليمة وناضجة ومؤمنة بالعراق كما يؤمن ديفيد كامرون بحق شعبه في الأختيار الصعب والمر ولكنه الحقيقي المعبر عن حيوية أمة متحضرة تعرف كيف تقول نعم ومتى تقول لا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا السارق والسارقة باللون الاحمر والاخضر
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح4
- إسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح 2
- أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح3
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1
- ترانيم الصباح ...أمنيات لا ترفع للسماء
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - نحن والعمة بريطانيا