أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5














المزيد.....

من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 12:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا التزاوج بين الجبر التكويني والأختيار التكيفي هو مدار حركة الوجود العامة والداينمو الذي يعطيه أهمية، صحيح أن الله الرب الخالق قد خلق الكون وما فيه الإنسان لترتيب معين يتعلق أصلا بالإنسان ومتعلق به، فهو أراد أن يكون الإنسان محور التغيير والتطور والتحديث وساعده من خلال الكثير من الأفكار التي إلقيت إليه أما كظواهر أو ما تسمى آيات بالفكر الديني، أو من خلال منحه القدرة الكيفية على فهم وأستغلال وتمكينه من الإستفادة من هذه الظواهر، ليحولها إلى مفاهيم وملاحظات وقيم ولاحقا إلى قوانين ونظريات وبذلك تحول المعطى الطبيعي إلى معطيات معرفية تراكمية ساهمت بأن الإنسان بدأ يفهم ويفسر ويعلل الظواهر ويعيدها إلى أصولها العلمية والعملية، وهذا هو جوهر رسالة الوجود أن تفهم أنت لماذا وجدت ولأي العلل فرض عليك هذا الوجود القسري.
الله دون بما كتبه بالسجل ما جرى في الزمن كله زمن الوعي وما قبل زمن الوعي وما بعده، فهو من أنشأ وخلق الوجودات كما خلقت الوجودات بحركتها الأزمان، لكننا نحن الذين نعيش في الزمن الخاص بالوعي الذاتي متخلفين عن لحظة نشوء الحدث لأننا جزء من هذا الزمن ولسنا من يملك حق جريانه وتسييره، سجل كل شيء رأه وسمعه وأبصره وفقا للمقادير التكوينية أي القوانين المحسوبة والمحكمة لتسير حركة الوجود، فهو لم يكتب خياراته وجعلها بأمره هي النافذة، ولكن سجل خيارات وإرادات البشر في زمن نشوئها الخاص وحسب ما كان وسيكون، فهي مكتوبة لأنها حدثت بذلك الزمن، وما زال الأنسان يسير وفقا لسيرورة زمنه الخاص مع فرق التوقيت، فهو لم يفرض علينا خارطة طريق إلزامية وطلب منا متابعتها أو تنفيذها حرفيا، بل أخبرنا أنه علم بما سيكون قبل أن نكون نحن وقد كنا ولم نتجاوز بعد ساعة الصفر في توقيت الرب.
العقل الديني فهم المقدر بعنوان خيار الله البدي المكتوب والموثق في الكتاب وعلى الإنسان أن يخضع لمجريات الأحداث مهما كانت سلبية أو غير مناسبة، لأنه يعتقد أن الله أجراها هكذا حتى يصل لنتيجة مكتوبة ومرادة وحتمية، هنا جعل العقل الديني من حركة الوجود الطبيعية والقابلة أصلا وبالقوة على إمكانية التعديل والتطوير بما يتناسب مع حاجات الإنسان وإشكالياته الوجودية، بديلا عن إرادة الله الحقيقية في يكون الإنسان هو صاحب التجربة والمستفيد الوحيد عنها والمسئول عن الفشل والنجاح.
هذا التبديل والفهم السيء كان له مردود سلبي على إرادة الإنسان وأخضعه لحركة الواقع التي في جزء كبير منها بحاجة للإصلاح وهي وظيفة العقل والفكر والدين والعلم، أنتصر العقل الديني الإعتباطي على العقلنة المنطقية الواجبة والحتمية التي مكن الله للإنسان من خلال بسط الآيات والدلائل والبراهين الحسية أن يتغير ويتطور ويتكامل ليكون الإنسان الهدف الإنسان السوي، وبهذا الفهم السلبي ساير مفاهيم وأفكار متحفظة وخائفة وجبانة من المواجهة والقدرة على التحدي، أبقت الوضع على ما هو عليه بانتظار حدوث التدخل الغيبي الرباني الذي لن يأت أبدا طالما أن الإنسان لم يتحرك للتغير من داخله، وبذلك نجحت الفكرة الأعتباطية في سلب الإنسان حقه في تقرير مصيره بيده وبعمله وعلمه الخاص والعام.
في المقابل الفكرة المناقضة التي ركزت في مفاهيمها وتفصيلات نظريتها أن الحتم وهم وليس هناك بالحقيقة ما يسمى إلجاء قسري في الوجود، وإن الإنسان خليق نفسه والواقع خليقه أيضا، وكل ما يجري إنما هو مجرد خياراتنا نحن بما فيها المتماثل والمختلف، أولا نكران حقيقة أننا في إلجاء تام في وجودنا وهم مركب وخيال منحرف، فمن يزعم أنه جاء للوجود بإرادته كما سيذهب عنه بإرادته حين يكون الأمر طبيعيا، كما أن توزيعنا وظروفنا المحيطة بنا وما سنكون عليه من تفاعلات وإنفعلات هي بالأصل ليس لنا فيها خيار تام، ربما هناك أمثلة قليلة وقليلة جدا أن ينجح الإنسان أن يكون خياريا في وجوده المعاش وليس وجوده التكويني، ولكن هذا القليل أستثناء من قاعدة وقد لا يكون إلا من باب توفر فرص نادرة هي بالأصل من ضمن المنظومة الجبرية التي لا نعيها بالحقيقة.
من دراسة كلا النظريتين نجد أن الرؤية محصورة في زاوية واحدة لا يمكنها أن تحيط بالمشهد كاملا، لذا فهي تنقل بأمانة لو صح التعبير ما كان واقعا أمام عدساتها اللاقطة، أما ما خلف وبجانب وفوق وتحت تلك المشهدية المختارة فلا يمكن الوصول لها، الحقيقة التي أرددها دوما أن لكل إنسان حقيقة خاصة به بالنسبة لما يبصره ويعقله وينظر إليها، وهذا التجزؤ في النظر ليس بعيدا عن عوامل ذاتية طبيعية عند الإنسان، فهوة ينحاز دائما لأول فكرة يؤمن بها ويتصارع من أجلها حتى لو كانت غير صحيحة، والمستثنى من هذا القول تلك العقول التي تبحث دوما عن الوجه الأخر من القمر، الوجه المتمم والمكمل للمشهد، فهي لا تقتنع أن القمر نصفه مضيئ ونصفه مظلم لأنها ترى أن القمر ليس له علاقة بالإضاءة ولكن المكان والزمن هو من يحددها ويتحكم بها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1
- قضية رأي في التفكر والجنون ح2
- قضية رأي في التفكر والجنون
- فكرة الدين والوجود تناقض أو صورة ناقصة؟.
- تنبؤات مجنونة من طفولة عاقلة
- الفكرة المهدوية وغياب رؤية النهاية
- الإرهاب بطريق الوهم
- مكابدات الحزن والفرح في وطن حزين
- آينشتاين النبي ..... مفهوم العقل في العقل
- العمل السياسي في العراق بين المهنية والتلقائية


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5