أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عباس علي العلي - الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1














المزيد.....

الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 01:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1


أبتدأ وقبل الدخول في البحث والغوص بتفاصيل موضوع الحجاب لا بد أن ننوه إلى أن قضية الحرية للإنسان لا تتجزأ ولا يمكن أن يكون الإنسان حرا ما لم يكن حرا في كله وليس في بعضه، حرية الرجل مع أستعباد المرأة والانتقاص من إنسانيتها هو عين العبودية، وتحرير المرأة من إرادتها الخاصة قهر أضافي يسلب الحرية معناها السامي، عندما نريد للمرأة أن تتحرر لا يعني أن نمنحها ما لا تستحق ولا نمنعها ما تستحق، الحجاب ثقافة مجتمع وطراز أجتماعي متعلق بقيم أخلاقية ذاتية لا علاقة للدين بفرضه أو منعه، ولا موجب لإقحام الرب في مسألة بينية خاصة بالبشر ونجعلها شرط للحرية أو قيمة للإيمان بالله.
النقطة الثانية والأهم من غيرها أننا لا ندع إلى التمسك بالحجاب كزي تراكمت الثقافة المجتمعية والرغبة الذاتية في صياغته، كما لا ندع أحدا أن يرفضه على أساس ارتباطه المزعوم بالدين أو نتاج القيم الأخلاقية، موقفنا من الحجاب بعد أن نستعرض حقيقة وجوده والعوامل التي ساهمت وساعدت في أكتسابه الشرعية الأجتماعية، هو أن نبرئ النص الديني من كل ما ربطه العقل الديني المتزمت من قراءات خادعة له، وجعل الحرية الشخصية للمرأة مقابل الإيمان وعليها الخيار أما حجاب مع أي شكل من أشكال الإيمان ولو كان زائفا ولا أخلاقيا، أو التخلي عنه مع تجريدها من قيم الدين وسمات الأخلاق حتى لو كانت في أعلى القمم فيهما.
عندما تختل القيم الفكرية والروحية الناظمة للمجتمع تختل تبعا لذلك موازين الحقوق والواجبات، بل تختل حتى فكرة كيف لنا أن نعيش معا ونعمل معا ونكون معا، المرأة وبسبب أنانية القائد الديني الأعتباطي الذي فرض قوانينه على الدين والمجتمع والقيم تحول لجلاد للمجتمع، وخاصة تلك الحلقة الجميلة والحيوية فيه، والتي تقهره وتكسر إرادته الأنانية وأعني بها المرأة الحرة التي تتواءم مع قوة الطبيعة وشكليتها الجميلة، فصار لزاما عليه أن يطوعها ويذلها وينتقص منها ليس بعنوانه الشخصي، بل بما يملك من سلطة منحها الجهل بالدين والعرف الأجتماعي اللا متوازن وفاقد الوعي بحقه، ليكون القاهر المستبد والمستلذ بسادية حقيرة لينصب نفسه قيما عليها، بل لينصب نفسه قيما على الحياة كلها ويلونها باللون القاتم الموحش الذي يناسب مرضه النفسي.
الحجاب في الأخر ومنذ البدء هو زي يحترم خصوصية المرأة وأيضا يعكس قيم التفكير النمطية التي يرغب المجتمع أن يرى فيها أعضاءه، وأيضا مرة أخرى يعط إنطباعا عن تأثر الفرد الأجتماعي بالبيئة التي يعيش فيها ويستجيب بتناغم مع متطلباتها دون أن يختار مجبرا ما لا يناسب الظرف الحولي، وبناء على فكرة دينية نشأت وأنتقلت وتناقلت محملة بكم هائل من التطورات والأفكار الخاصة والعامة، الحجاب نعود ونكرر ثقافة إنعكاسية للسائد من الأفكار فقط وليس لها علاقة من حيث المصدرية بالدين الذي هو خطاب عقلي إرشادية تخييري ليس فيه قوانين تتعلق بالكيفية التي تظهر إيماننا به أو يكشف قدرتنا على الإلتزام به.
المشكلة التي لم تحسم لليوم داخل العقل الديني ومع كثير من المفردات الفكرية والمفاهيم والمصطلحات الأخرى، هي عدم الأخذ الحقيقي بالمقاصد المعنوية للنصوص من الأبنية اللغوية لها، أي أن المفسر والمتأول عندما يريد أن يبحث عن قضية فكرية أو عقائدية لا يلزم نفسه بقانون منطقي موحد ومنهج عملي واحد على كافة القضايا كي يكون علميا وعمليا في قراءته، فهو بالغالب يؤمن بمظهرية النص وملتزم بالظاهر اللغوي وحين يعجز في أن يطبق ذلك كقانون على قضايا أخرى يرجع إلى الأحتمال والتعلل والبحث عن مبررات داخل البناء اللفظي، دون أن يعترف أن اللغة كما يفهمها تستوعب الكثير من أوجه المعنى وبالتالي فالظاهر وحده لا يكفي للبحث عن المقاصد الخاصة للنص.
في قضية الحجاب يبني كل فكرته بالالتزام به على مجموعة كبيرة من النصوص التي ترد فيها كلمة حجاب، ويبني على مجرد وجود هذه الكلمة في النص الديني على مبدأ لزوميته والتأكيد والتشديد على التقيد بهذا الحكم الذي لا أساس له في النص لكنه موجود وبشده في عقله المنساق خلف أنانية ذكورية استشعارية مثارة، كما في الكثير من المفاهيم الشبقية التي يثيرها مستندا إلى تأويلات منحرفة للنص ويعلقها بالمرأة وكأنها محل إثارة وتفريغ للشهوات ويسلبها حتى مجرد جعلها مؤمنة كما جعلها الله وقارن بينها وبين الرجل المؤمن، لدينا الكثير من الأفكار المبنية على هذا التفكير الناقص عندما يقف مخذولا عن جواب لسؤال قديم، إذا كان الرجل المؤمن له جائزة اخروية نتيجة إيمانه بالله متمثلة بالحور العين، ما هي جائزة المرأة المؤمنة في الاخرة إذا لم يكن زوجها مثلا مؤمنا يرافقها الجنة أو لم تتزوج أصلا.
هذا المثال يظهر إنحراف التفكير السوي لدى الغالبية العظمى ممن تصدر وظيفة التفسير والتشريع بناء على سلطة التفسير والتأويل وهم مجموعة الفقهاء والمجتهدين، يظن الكثير منهم إن توهين المرأة والحط من قيمتها الأجتماعية والإنسانية رهين بسلامة إيمانها وحلا ناجحا لمسألة الطموح الذاتي الإنساني لديها بأن تحترم كإنسان ندا للرجل ومساوي لها في القيمة، لقد أبتدع الفقيه أول مرة مسألة الخلط بين القيامة والقوامة والقيمومية والتي تعني في الأولى والثانية شرطية التمام في تولي المسئولية كالقيام للصلاة والرجال قوامون على النساء، وفي الثالثة التي تعني تولي القادر على الغير قادر أو القوي على الضعيف كقيمومة الولي على القاصر الجسدي أو العقلي، وجعل المفردتين تحت عنوان واحد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1
- ترانيم الصباح ...أمنيات لا ترفع للسماء
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عباس علي العلي - الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1