أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2














المزيد.....

الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وطبقا لهذه النتيجة التي نزعم بكل يقين أنها تنفي معنى النسخ بمعنى الفسخ والإبطال والنقض هو كل ما جاء به دين محمد ص ومن قبله الأنبياء والرسل، وكل ما فعله الدين الخاتم ينحصر في ثلاثة مجالات تحديدا هي:
• أما شرحا وتفسيرا لما هو غامض في الدين القديم أو لم يتم أستيعابه بالتحديد كما في النص التالي {وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ} (50) (سورة آل عمران).
• أو تذكيرا لما نسيه البعض من مجموع الأحكام والمفاهيم القديمة مع وحدة التشريع مع الدين الجديد {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} (13) (سورة الشورى).
• وأخير الأتيان بما هو مستحدث للضرورات التطورية وتجدد وتنوع حاجات الإنسان في حياته ومستلزمات التطور وإكمال رحلة الإسلام كدين توالت فصوله وأحكامه الخاصة والعامة كما في قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، هذا الإكمال والإتمام لا يخص دين محمد وحده بل كل الإسلام بدليل قوله في تدرج لإتمام أولا بقوله {وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} وهذا أتمام خاص بعيسى ثم الاتمام لرسوله محمد بقوله { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} وأخير الأتمام للناس كافة بقوله {أتممت عليكم نعمتي}, فالعملية أذن تمت على مراحل أنتهت بإعلان الإسلام الإبراهيمي كاملا على يد ولسان خاتم النبيين.
النتيجة التي نصل إليها هنا تتمثل بالنقاط التالية:
• فساد وأختلاق فكرة نسخ الأحكام بمعنى نقضها وفسحها وتعطيل أحكامها كليا أو جزئيا وما القول بذلك والأتيان بأمثله من آيات منسوخه، هو محاولة تأويل وتفسير أعتباطي خارج قصديات النصوص ودلالات الأحكام فلكل نص حكم ثابت وسبب تشريعي لازم له وكما أورد السيد الخوئي في كتابة في تفسير القرآن بعدم حقيقية وجود مفاهيم الناسخ والمنسوخ ((وقد ذكر السيد الخوئي في كتابه البيان ستة وثلاثين آية قرآنية قيل بنسخها ورد ذلك جميعاً بأنها غير منسوخة، عدا آية واحدة وهي آية النجوى) وفي هذه الآية شبهة أيضا تعتمد على مبدأ الأخبار فقط.
• وبناء على بطلان فكرة النسخ بمعنى الفسخ فيكون دين النبي محمد (الشرعة البيضاء) ليست ناسخة للأديان السابقة، بل متممة لها ومكملة للتطور في مفاهيم الأحكام وبالجميع تكتمل صورة الإسلام دين الله، فلا ناسخ لدين من رب العالمين منزل ومعتمد والدليل إثبات نفي الفسخ والإبطال والنقض بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} الحج 17، وإرجاء موضوع الحكم بصحة وصدقية الإيمان مؤجلة ليوم الحساب وخارجة حتى عن وظيفة النبي المأمور بالدعوة لهذا الدين الكامل فقط، دون إلجاء قسري لمؤمني الدين السابق أو الدعوة لإبطال بقية الديانات.
• وبناء على ما تقم من بناء يكون مفهوم المسلمين هم أتباع كل الديانات من أو مسلم لأخر فرد متابع على منهج الأول وبالدليل النصي {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، وذلك تنفيذا لأمر الله الذي هو رب العالمين والذي أختار الإسلام دينا كاملا تاما منذ أن أعلن عنه نبيه إبراهيم الخليل، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام/ 162، 163.
• ينتج عن ذلك أيضا سقوط نظرية الردة بكل معانيها أولا لعدم وجود سند لها لا نصي في القرآن الكريم ولا فيها ما تؤيده نظرية النسخ أي التكرار والتماثل، طالما أن دين الله واحد وهو الإسلام الإبراهيمي الحنفي وإن تعددت مظاهره وأشكال التعاط به، فيمكنك أن تعب الله بأي دين شرط التمسك بمفهوم الإسلام الذي طرحناه في أول البحث، فهو مجزي على الظاهر والفصل فيما يختلفون فيه إلى يوم الفصل {إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
• تغير المفاهيم الناتجة عن سقوط نظرية الناسخ والمنسوخ ستعيدنا إلى عقلنة القراءة للنص وكذلك تمنطق في فهم المراد بناء على القصية الحكمية الثابتة، وخروج حقيقي من دائرة التاريخ المروي للتفسير والتأويل نحو إحكام الميزان المنطقي المعتمد على وحدة الفهم الديني في منظومة متكاملة لا يشوبها التناقض ولا التعارض في النتائج أو في المؤديات.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح1
- أول الخطوات .... أخر الكلام
- مرة أخرى الإنسان خالقا ......
- لعنة موت متنقل
- الخديعة
- صناعة الفعل وتطور مفهوم الإرادة
- رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال
- من هو الله؟.2
- من هو الله؟.
- وما زال في جيبه رصاصة
- مفهوم الملك والملكية دستوريا ومفهومها في الإسلام
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4
- زعلت الوردة الجميلة .... فأضربت الفراشات عن العمل
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح3
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح2
- صوت الله أكبر في فجر الكرادة
- الأحد الدامي والإجرام العابر بلا حدود
- نداء...نداء ... كيف تسمعني .... أجب
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت
- الطفولة ومسئولية المجتمع في تنمية الثروة البشرية


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2