أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - الانتخابات المحلية والانتصار على خمبابا














المزيد.....

الانتخابات المحلية والانتصار على خمبابا


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 21:07
المحور: المجتمع المدني
    


الانتخابات المحلية ,, والانتصار على خمبابا
ماهر دسوقي /رام الله
وحيث يمكن القول ان النفس الحالمة البعيدة عن الواقع تكف عن ان تكون راعية لذاتها او مدركة لحجم حضورها بذاتها، تتكثف ازمتها وتتجلى عبر تخرصات واوهام ترفعها الى مقام دون كيشوت لتظن ان بانتصارها على طواحين الهواء قد انقذت المجتمع ولربما العالم من خمبابا جديد .
وان كان زمن الاسطورة قد ولى ،وما بقي حالمون كجلجامش ،ومفسرون كانكيدو، وحيث يقص جلجامش على صديقه ما رأى في الحلم ليعرف خبايا نفسه قائلا " لقد رأيت أننا نقف عند هوة جبل، ثم سقط الجبل فجأة، وكنا أنا وأنت كأننا ذبابتان ,, ورأيت ذلك الجبل يتهاوى فوقي ويمسك بقدمي فانبثق نور طغى وهجه وسناه على الأرض وانتشلني من تحت ذلك الجبل وسقاني الماء فسُّر قلبي" ,,
فأجابه أنكيدو مفسراً "إن رؤياك ذات مغزى حسن وبشرى سارة يا صديقي ، فالجبل الذي سقط عليك هو خمبابا ونحن سنتغلب عليه ونقتله". ورغم ان جلجامش استيقظ وقدم حلمه ،الا ان من "يحلموا" بين ظهرانينا في السياسة مازالوا كثر ،واكثر من ذلك فهم لا يستيقظوا، ولو أُطلِقت كل مدافع خمبابا من على رؤوسهم.
وفي قديم اخبار الكوفة يروي الاصفهاني في الأغاني عن مناسبة مثيرة لقصيدة نظمها مسكين الدارمي وقال في مطلعها ( قل للمليحة في الخمار الأسود )، وكيف استفاد منها احد التجار ، إذ كان اللون الأسود غير مرغوب وكاسد حتى جاءت الكلمات المنظومة تلك، فامسى الأسود هو اللون الغالب والجميل والبراق والفاتن رغم قتامته.
هي كلمات اذن حولت الامر الى "موديل " مفترض بعد كساد وعدم رواج، وهكذا هو حال الانتخابات المحلية، التي كَسُدت لردح من الزمن وعادت من جديد رغم سوء مضمونها .
وحيث يُسجل الفكر الجدلي ان النفي (نقيض الموضوع) ونفي النفي هو (التركيب) ونقيض الموضوع يطابق الموضوع من حيث المضمون لانه يبقي على مضمونه الايجابي والتركيب يطابق نقيض الموضوع من حيث المضمون اي انه يبقي بدوره على مضمونه الايجابي ويطابق الموضوع من حيث الشكل فياتي وكانه عودة الشيء الى حالته الاولية ولكن على اسس جديدة اي على اساس المضمون الايجابي المتراكم.
يصبح من المنطقي التساؤل هل قدرة النفي عبر الانتخابات ستطال نقيض الموضوع، وهل سياتي التركيب مطابقا له، ام ان جوهر الموضوع السلطوي القائم سيظل وتأتي تراكيب شكليه لتُزين الجوهر الفاسد ، هذا في حال انتصار التركيب الشكلي.
والاهم كيف يُقدم الاطار الكمبرادوري المُتسلط على رقاب العباد والبلاد ،صاحب نظرية تدمير الارادات الوطنية، على "عملية ديمقراطية" تكون مَبعث بناء ونقيض لجوهره؟
ففي الانتخابات المحلية المُفترضة لا يقوم الامر على تنقيح، وكانه موضوع انشاء يحتاج الى تدقيق ومراجعة،فما بالنا ان كانت مراجعة الواقع تقوم وفق فكر واطار نظري حالم، يفترض بغير وعي قدرته على تغييرمعالم مفترضة، كون المعضلة هنا اكبر من حديث انتخابي او ديمقراطية مُزينة بوعود خدمة المواطنين، لان الحلم النظري سيتحول الى واقع مُكوبس تحت سقف الاحتلال ووكلاء مخلصين له .
فعلى وقع خطى التنسيق الامني وبواعث التعاون بين السلطة والكيان الصهيوني من اجل تصفية معالم المقاومة والاصرار والتحدي لدى ابناء الشعب الفلسطيني، والتي تكثفت حضورا قبل ايام بتصفية وقتل اسرائيل، بناء على معلومات من الامن الفلسطيني، مناضل بقامة محمد الفقية ، يتسارع اللاهثون بحثا عن خلاص حالم بانتخابات محلية في الضفة وغزة.
نعم لقد قُرِعت الطبول، وبدأ الباحثون عن خلاص خدماتي يتقدمون الصفوف، مرتلين مزامير "ديمقراطية" مُجربة ونشيد انشاد " نزاهة وشفافية" مُظلمة ،وتناسوا ان في الماضي القريب دروسا لم تغب بعد،وتَعج بالسخرية وعدم الاكتراث لحاجات الناس وخياراتها الديمقراطية.
لكن الغريب لا بل والمستهجن هو الاقدام على هكذا متاهة من قبل المُمانعين، وكأن الحل لا يستقر الا على دخول الكهوف الموحشة والعفنة، أو وكأن دخول المُمانع الى الكهف/الكهوف سيعطية مسافة كافية عن الفساد وارتداداته . ام ان وراء الأكمة (المشاركة) ,, ماوراءها .
يا سادة ,,, لم تُجل الانتخابات المحلية من قبل الا بقدر متاهة الداخلين الى الكهوف حاملين معهم بعض شموع سرعان ما ذابت ، ليبتلعهم بعد ذلك الظلام.
لكن كساد الفكر يفعل اكثر على ما يبدو.



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الشقاء !!
- كان ذلك في بيرزيت يوما !!
- نصب حجري لشهيد على شارع الارسال !!!
- ميسرة ومسير !!
- اترك بصمتك على ثراها !!
- أطفالنا ليسوا دمى لاوباما !!!
- ما لكم تكأكأتم هكذا!!
- هذا دهر يبرم منقوضا!!
- اوباما : كارتر استقبل يوما بالحجارة !!
- هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!
- جنين.. نحن معك بمصابك الجلل !!
- زرع سنبلة ومضى !!
- كادح ومنافق !!
- شهيد يخاطب حفيد!!!
- الاغذية الفاسدة رياضة يومية!!
- يا اخا من غير أعرابنا وداعا !!
- وفاء طير!!
- القبور أحيا منهم !!
- الفقر في النفس لا في المال تعرفه !!
- الصورة ذات الاطار الفضي


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - الانتخابات المحلية والانتصار على خمبابا