أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العزاوي - لعبة الاسرار الجديدة.. إنقلاب تركيا يهين المؤسسة العسكرية














المزيد.....

لعبة الاسرار الجديدة.. إنقلاب تركيا يهين المؤسسة العسكرية


جاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعبة الاسرار الجديدة..
إنقلاب تركيا يهين المؤسسة العسكرية

د. جاسم العزاوي*
أحبطت محاولة الانقلاب، العسكرية في تركيا، مثيرة تساؤلات عن البنية السرية الجديدة لإدارة الأحداث، إذ لا يعقل أن يتصرف عسكريون كبار، في دولة عظمى، على طريقة لعب الاطفال، معرضين أمن البلد وحياتهم لخطر الإعدام، الذي طالب به أردوغان فعلا، في إجتماع مع البرلمان، عقده عقب الانقلاب الفاشل مباشرة، طالب فيه بإعادة العمل بعقوبة الإعدام، في قانون العقوبات التركي.
فهل هي فرصة للرئيس الناجي رجب طيب أردوغان، كي يمرر ما يصبو إليه، منتهزا الإنقلاب سانحة لقطع الحوار مع معارضي الأعدام؛ وبهذا يضمن التخلص من معارضي حكمه؛ بإعتبار الإعتراض على شخصه خيانة وطنية، على طريقة أنظمة الشرق الديكتاتورية.. "من يخطئ إجراءً رئاسيا يعدم" فكيف بمن يثور على شخص الرئيس؟
ردود فعل أردوغان سريعة وغريبة، إذ تغير من خوار ضعيف، الى قوي راكز، خلال بضع ساعات.. طلب اللجوء من إيران؛ فرفضت، وطلبه من ألمانبا؛ فأحجمت عن الرد؛ ما جعله يتوجه الى قاعدة "أنجرليك" الأمريكية في تركيا، ويتكلم مباشرة مع أوباما، الذي أبلغه بالعودة الى القصر الرئاسي، وممارسة مهام عمله رئيسا لتركيا؛ والشارع سيحسم الامر.
إذن أمريكا تتحكم بالشارع التركي، الذي أحبط محاولة الإنقلاب الصبيانية، التي لم يفكر خلالها قادة عسكريون كبار بإعتقال الرئيس والوزراء والنواب، بطريقة غريبة... تدل على تخبط غير عليم بشؤون الانقلابات، ولم يطلعوا على تجارب سابقة، برغم وفرة المصادر عن الانقلابات في الشرق؛ لأن العراق وحده شهد حوالى 15 إنقلابا عسكريا، منذ تأسيس الدولة، يوم 23 آب 1921، لحد الآن، وكذا سوريا ومصر وسواهما.. "ما هكذا تورد يا سعد الإبل".. أبجدية الخطوات الاجرائية، للانقلابات والثورات تكاد ان تكون معروفة للجميع، وفي دول العالم الثالث بالذات، ومتابعو الأخبار المصورة المتلاحقة شدهم سؤال واحد: كيف لم يعمد الانقلابيون الى اعتقال او قتل رموز النظام الكبار وفي مقدمتهم أردوغان وبقية المسؤولين الكبار، كخطوة أولى أساسية تعتمد عليها بقية الخطوات او الصفحات بالتعبير العسكري، مكتفين باعتقال رئيس الأركان فقط، وعدم فاعلية طيرانهم ودباباتهم التي استخدمت بسذاجة هي الأخرى .
أجهض الإنقلاب، لكن تداعياته تبدأ من سذاجة منظميه، مرورا بعجالة العراق وسوريا لتأييد لعب الأطفال هذا، وليس إنتهاءً بدوافع الإنقلاب، وما يترتب عليه.
الشعب أجهضه، لكن من ذا الذي أشار على الشعب بالتصدي للإنقلاب؟ الجواب: أوباما! إذن أمريكا تتحكم بالحياة اليومية للبلدان.. ولا جديد في ذلك.
من هو الداعم للإنقلابيين؛ كي يقدموا على عملية كبرى، لم تستوفِ مستلزماتها ولا إجراءاتها ولا... أي شيء؟ وهل المحرض الخارجي.. والتكهنات تدور حول أمريكا.. لم يزودهم بالخطة الكاملة، ووجههم الى تلك الخطوات المبتورة.. غير المكتملة؛ كي يسهل عليه توريطهم ومن ثم إفشالهم؛ ليظل أردوغان رهين الفضل الأمريكي من جهة، ومهزوز.. يقلقه جيشه من جهة أخرى، فتتحول السلطة الى الإنموذج العراقي: "حكومة ضد شعبها" وهو مصطلح معروف في قاموس السياسة، طبقته بريطانيا على العراق، في أعقاب ثورة العشرين، وما زال ساريا.
حال الإعلان عن الانقلاب، سارع العراقيون والسوريون الى الإحتفالات العفوية في الشوارع؛ لأنهم متضررون من رعاية أردوغان لـ "داعش" وقبلها سلفها الذي نسلت من رحمه.. "القاعدة" وهما فقاعتان لتنظيم "الإخوان المسلمون" العالمي الذي يعمل بالتوازي مع "البناؤون الاحرار – الماسونية".
إستفادت أمريكا من هز عرش "عصمان بك – أردوغان" قاطعة عليه طريق التقارب مع روسيا، الذي بدأت ملامحه؛ فأبطلته تماما.. وهذا واحد من أسباب تعزو التحريض على الإنقلاب الساذج، الى أمريكا.. وهو شأن غير مستغرب؛ لأنه ليس جديدا عليها.
دوافع الانقلاب معروفة، هي الإستيلاء على السلطة، أما تغيير السياسة، فمستبعد؛ لأن الانقلابيين، إسلاميون أيضا، وربما كانوا سيوغلون بالتنكيل الطائفي، أكثر من أردوغان.
بانت تداعيات الانقلاب، بضمان أمريكا، أن اردوغان، لن يتمرد عليها ثانية، ولن يتقرب لروسيا بعد ئذ، وسيحمل الفضل شاكرا، يترجم مشاعره الى إجراءات بخدمة المصالح الامريكية، ورهن إرادتها.
داخليا، سارع اردوغان الى مفاتحة البرلمان بالعودة الى حكم الاعدام! والآتي أخطر! إعتقل ١٠٣ جنرالات وادميرالات و30 محافظا و50 فردا من الدرجات الخاصة وإقالة ٨٠٠٠ شرطي و15000 موظف في وزارة التربية وعزل 2700 قاضيا و ١٥٧٧رئيس جامعة وعميد كلية و٦٠٠٠ عسكري من رتب أدنى وإغلاق فضائيات، مع إبقاء الاعتقالات والتسريح وباب العقوبات مفتوحة.. إنها فرصة لتصفية الحسابات! تدل على أن القوائم معدة سلفا قبل الانقلاب، الذي خطط له أن يفشل.
تمكن من إهانة الجيش، وهو يهزم أمام ميليشيات حزب أردوغان والشرطة، التي لا تعد قوة ضاربة، في أي من دول العالم، بل هي أقرب للعمل البلدي منها للمواجهات العسكرية؛ فغالبا ما لا يتخطى دورها محاصرة عصابة، وإلقاء القبض على أفراد مجرمين، وما هو أكبر من ذلك تستدعى له الجيوش، في كل العالم.. وإذا بالشرطة تهزم الجيش التركي!
فهل طبخت اللعبة بين أردوغان وأمريكا؛ ليتفرد بالحكم، مهمشا الجيش والقضاء والبرلمان والتعليم، سائرا بتلك المؤسسات الى أن تكون طوع قراره الشخصي.. متفردا بالسلطة!؟
وبهذا أجهزت إسلامية أردوغان، على علمانية مصطفى كمال أتاتورك، ولم يعد يبالي بظهور ذوي اللحى الذين لا يحملون صفة محددة رسميا، وهم يذبحون قادة الجيش؛ لإرهاب البلد كله، حتى الشعب الذي دافع عن بقائه في السلطة.. رئيسا.
• د. جاسم مطشر ثامر العواد العزاوي.. طبيب ومحامٍ واعلامي







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة الاطباء.. تتخفف من أعبائها كي تخفف آلام المرضى
- -فوق كل ذي علم عليم- بماذا يفكر الطبيب.. إنفجار لكل 6 عراقيي ...
- عيد بأية حال عدت يا عيد النار تلتهم الوجدان العراقي
- الفلوجة تتحرر.. والموصل آتية مصطفى العذاري يوازن المعادلة ال ...
- عقول نقابية متحركة
- الخدمات الصحية.. حاجة بايلوجية واجبة على الدولة
- الوفاء حلقات.. نقابة الاطباء مدرسة إجتماعية ومهنية
- الجزء يحمل صفات الكل -فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك ...
- إجراءات رسالية.. سعيا للإرتقاء بنقابة الأطباء
- إحتجاجات تعجل بقتل المخطوفين
- القانون وقصور الخدمات الصحية
- ودمه شاخب محمد باقر الصدر يزور المتوارين خلف صوره
- بِسْم الله الرحمن الرحيم -وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ...
- -حلوة البصرة.. هواية حلوة- جزيرة السندباد توأم الصبا
- -لعبة الكريات الزجاجية- بين الطب والقانون
- سمفونية ألم بعنوان: -يا ولي العافية- الأنين.. أبلغ تأثيرا في ...
- وجيب قلب.. في سماعة طبيب مستجد
- اللائمة على الطبيب مهما جار مرضاه
- لا تشتجروا.. الصحة رهان وجودي للطبيب
- وجيب قلب في سماعة الطبيب


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العزاوي - لعبة الاسرار الجديدة.. إنقلاب تركيا يهين المؤسسة العسكرية