أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم العزاوي - اللائمة على الطبيب مهما جار مرضاه














المزيد.....

اللائمة على الطبيب مهما جار مرضاه


جاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 02:33
المحور: المجتمع المدني
    


اللائمة على الطبيب مهما جار مرضاه

د. جاسم العزاوي*
لا أدافع عن طبيب، إشتجر مع مرضاه؛ لأنه ملام.. سواء أكان ظالما أم مظلوما؛ لأن المريض يريد طبيبا يهدئ روعه، ولا "يتعارك" معه؛ لأن العلاقة الحميمة بينهما تسرع في العلاج، إقترابا من إكتساب الشفاء التام.
تلك الحميمية، دفعت الكثير من الاطباء الى الإعتذار عن دعوات دراسية، وفرص عمل برواتب مغرية، تلقوها من دول فاحشة الثراء.. آثروا البقاء في العراق؛ إيمانا منهم بوجوب المكوث بين أهلهم، يغدقون عليهم نزرا من سعادة الثقة، بطبيب ناضج العمر يعرف ما يفرح أبناء قومه، ويتفهم ظروف عمل زملاء مهنته..
أطباء مكثوا في العراق، برغم المطاردات السياسية، التي أسفرت عن إعدامات وإعتقالات وأحكام بالسجن، متحدين سوقهم للحروب الهوجاء، التي شهدها البلد، وشهقت الأرواح، زاهقة تبلغ الحلقوم، لم يرعبهم الإرهاب، الذي إستهدفهم طيلة سنوات، لم تحسم تماما حتى الآن! وظلوا يعملون بخدمة أهلهم ويتوقعون منهم تعاوناً وتقديراً ومحبة "فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" تبادلا.
رب سائل يقول كيف: "تبادلا"؟ الجواب هو أن السعادة التي يراها الطبيب في عيني مريض زال منه الالم؛ تعني له نجاح عمر؛ كما لو تخرج في كلية الطب، هذه اللحظة.
لكن هل الخدمة الصحية جاهزة ومؤمنة؟ إن وزارة الصحة، تستنفر طاقة ملاكاتها القصوى، محفزة كل إمكانياتها، لكن بالنتيجة.. العقل يقدم والجسد يحجم، والآية القرآنية الكريمة تنص على أن "الاعمال بالنيات" تضافرا مع حكمة الأمام علي.. عليه السلام "ما كل ما يعرف يقال" لذا فثمة معوقات تحبط النية العزوم، داخل الوزارة، التي تحاول جاهدة سد العجز، لكنها لا تستطيع أن تقدم الا اقل من 50% من الحاجة الفعلية بالرغم من استنفار كل امكانياتها، ويتحول الباقي الى قصور بالخدمة الصحية ونقص بالأدوية والملاكات البشرية والمعدات والمؤسسات الصحية.
يبقى العوز شاغرا، يفغر فاه بنسبة كبيرة؛ نتيجة ظروف البلد الأمنية والمالية والفساد وضعف التخطيط وإدارة الأزمات واستيعاب متطلبات المستقبل؛ لذا نتمنى تعويض النقص الذي حصل بسبب خروج مستشفيات كبيرة عن الخدمة مثل الرشيد والقوة الجوية وحماد شهاب وغيرها ووضع خطة ستراتيجية للبناء والإعمار واستقطاب الخبرات.
الطبيب يستحضر ذكاءه ومواهبه وعلمه المتراكم.. من دراسة أكاديمية وممارسة مهنية، تلقى الاولى، على مدرجات الجامعة، وعاش الثانية، تطبيقا وعملا.
فمثلا 1000 شخص يعاينهم.. دوريا.. طبيب واحد، يزورهم في البيت، سواء أكانوا مرضى أم أصحاء؛ بغية تلافي أية أعراض، منذ البدء... لو إتبعنا جزءاً من ذلك، ما إكتظت المستشفيات بالمراجعين، يتدافعون،... إذن المشكلة في القرار الإداري للدولة، وما الطبيب والمريض الا ضحاياه، وشجاراتهما ناتج عرضي لتخلف المنظومة الصحية بروتكولياً.
كي ينجح الطبيب في اداء عمله متفوقا، ويتلقى المراجع علاجا شافيا، لا بد من طبيب أسرة، واحد لكل 1000 نسمة، بالغا 35 ألف مختص بطب الأسرة، حسب عدد سكان العراق! بينما الواقع يقول ليس لدينا، سوى 200 طبيب معني بطب الأسرة.
ختاما.. إن توفير شيء من هذا القبيل، يمكّن الطرفين.. المعالج ومتلقي العلاج.. من التفاهم الثنائي، بغية الوصول الى أقصى فائدة ترتجى، ما يعني أن مستشفياتنا بحاجة لـ 34 الفا و400 طبيب متخصص بطب الأسرة، وممرضات وممرضين مدربين جيدا على شؤون هذا الميدان.
*طبيب ومحامٍ وإعلامي



#جاسم_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تشتجروا.. الصحة رهان وجودي للطبيب
- وجيب قلب في سماعة الطبيب


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم العزاوي - اللائمة على الطبيب مهما جار مرضاه