أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - ليليت العامرية














المزيد.....

ليليت العامرية


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


جلس خلف المقود يراقب حبات المطر وهي تضرب برفق زجاج السيارة. تنقره كي يفتح الباب.
لقد خرجت حافية، بلباس المنامة تركض تريد أن تقول له قف ياجون لم يكن قصدي...
لكنه لم يسمعها، ولم يرها.
كانت تنقر بينما كان يتأمل قطرة مطر تسيل على الزجاج.
من المفروض أن يضغط على دعسة البنزين.
ومن المفروض أن تحاول، وأن تضع أصابعها في ثقوب السيارة كي تشدها. وتتوسله: طيب يا جون الخطأ خطأي فأنا آسفة!
لكن دخان العادم، البنزين، الكرامة والكبرياء، هدير المحرك الغاضب!

لم يفعل شيئا حين دخل المنزل، لم يفعل شيئا. كان يجب أن يحمل معه آلته الحادة ويدخل مثل كل رجل يشم رائحة خيانة. مثل كل رجال العالم. لكنه لم يفعل.

فضربت براحتها الأرض.
ترى الآن السيارة وهي تبتعد.
وقفت في وسط الشارع بينما مضت السيارة على مهل تنأى عنها وتتركها في حالة لا تعرفها. حالة عدم آمان، حالة عدم توازن، حالة دوران.
تغني شير( Cher): If I could turn back time
إن استطاعت أن تعيد الزمن مرة أخرى فإنها لن تفعل ما فعلته. لقد كانت نزوة.
لم تدر بالا إلى نوافذ الجيران، أنهم يتلصصون وفيما بينهم تنمو النميمة. لكن الوقت الآن ليس وقت الاهتمام بما يدور بينهم. لقد ضيعت جون.
***
النوم لا يشبه أحدا
والأحلام الآن مسجونة لا تخرج.
فأغلقت على مضض يومها، ليس يومها بل ليلها وأحلامها، واستلقت هناك أو هنا، استلقت أينما جاءت أفكارها الغائمة، استلقت، وهي لا تدري بحالة جسدها، فروحها كانت تقودها في مجاهل واحتمالات. إن الحياة أخيرا عجماء، تشير لها مرة بالأصبع ومرة أخرى بإيماءة، ذلك لأن اللغة أمست غريبة، وليست لغتها، ولا تفهمها، وهي الحروف البدائية القديمة حيث لم تكن هناك لغة، حيث لم يكن هناك صوت. اقتربت فسمعت تدفق ونداهة نهر. وسرير يلم الماء الأحمر المخضب الذي يقول لغة عميقة.
وكان يدق ويندف.
آه أيها القلب الجميل حين لا يفهمك الرجل!
***
سوف أستبدل القلوب. آخذ قلبه وأعطيه قلبي.
***
لكنها، حبات المطر... تطرق النافذة مرة أخرى، نقرات خفيفة، موسيقى، والمشهد العام كله كأنه سينما صوتها صامت.
***
تدخل وفي رأسها ما يفعله جون!
فلم تسمع دقات الساعة وهي في طريقها الى حجرة النوم. لم تسمع آهات العاشق.
لم تسمع صرير الباب. لم تسمع.
ذلك حين دخلت المنزل عمياء طرشاء.
تتحسس اهتزازات العالم الساكن. الجدران، والزجاج، والمرايا...
كان طوفان النهر يرجرج قلبها بين القاع والسطح.
ولم تر صورتها في المرآة. لقد مرت بالمدخل.
والصورة في صدرها كانت لرجلها جون يرحل ويموت. لرجل لن تشفع كلمات الأسف له.
وإن قال أو نم عنه حرف شفاعة... وإن قال: إن ماكان.. كان نزوة عابرة. وهو آسف. فالوقت المتبقي لن يسعفه. فهو سيدرك أن الزمن الذي يدور فوق معصمه ليس زمنا عاديا بل هو زمن اخرق مجنون لا يخطو نحو الأمام أبدا بل يسري ويعرج صاعدا كمخيم غجر تلهبه حدقتا امرأة على عتبة نار.
***
هكذا يصعد ويبتعد.
الرجل الذي غاب
المرأة التي قيدها الغياب
هي نزوة عابرة إذن، ثوان فقط… ثوان حطمت عشرة أعوام، حطمت عشرين عاما... حطمت أعواما كثيرة. ثوان تستدير إلى هنا وإلى هناك كي تحيل الضوء إلى رماد.

*** انتهت ***

لكن من البعيد.
تراه يعود، فتقف وسط الشارع لا تعرف ماذا تفعل، تمسح المطر عن الزجاج، تمسح المطر عن عينيها... لا تعرف ماهو التصرف الأمثل... إنها نزوة يا جون، أليس كذلك؟



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في رواية دابادا
- ققنس- غيابات القلب - للقاص المغربي أحمد بوزفور
- الشفاطات -الهوى- حمص وحماة .... الى منذر المصري
- ثمة أرض أخرى هناك لا تشبه الكرة التي دوّرها جاليلو
- مطر القامشلي- مقطع من رواية همسات المدن البعيدة
- الجد محمد الآلوسي
- إلى الأخت ريتا
- تجميع المياه
- سحر المسافة
- الأدب والحلم في أمريكا- رسالة الى اكرم قطريب
- المشهد السفلي
- بعين التكنولوجيا إلى الأدب العربي المعاصر- الحلقة الأخيرة
- بعين التكنولوجية الى الأدب العربي المعاصر -2
- سعدي يوسف- يطرق ما تجمعه النافذة من فضاء
- تــداخل أمكنــــة - إلى فاطمة ناعوت
- تخفيف اللحظة
- ربما سحر
- تسخين الشمس- فاعلات ليلية للشاعر المصري اشرف عامر
- النبي المسافر
- الأدباء العرب هم اخر المدافعين


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - ليليت العامرية