أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - انطباعات سياسية !!














المزيد.....

انطباعات سياسية !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انطباعات في السياسة

من الانطباعات الشخصية التي خرجت بها من انخرطي في العمل الحزبي والنقابي لعقود ، ما شعرت به وأنا أعايش عن قرب فئات عريضة من جماهيرالأحياء الشعبية، التي شاركتني ما نسميه " السياسة " لسنوات كانت كافية لتكشف لي عن عمق تفكيرهم ، وحجم إنتمائهم ، وقدرتهم على التحليل ، ودقة متابعتهم لما يطرح من قضايا ، وتفاعلهم مع وجهات النظر المتنوعة ، ما أكد عندي رقي وعيهم لمصطلح الحزبية والعمل السياسي .

فئات تعيش حياة غاية في المعتاد ، تؤمن إيمانا مطلقا بأن أمرها خير كله مادام تحت رحمة رب العباد، تحلم، تأكل، تتبادل النكات، تواصل الصلاة، والدعاء بالنجاة والرزق الحلال ، تستاهل من الأحزاب أكثر مما يقدم لها الآن، ومن الظلم أن تظل جل الأحزاب مفصولة ومنقطعة تماما عنها ما عدا أيام الإنتخابات حيث تعاملها ككم إنتخابي ، ومخزن للأصوات التي تتصيدها وتستميلها كلما حان موعد أي إستحقاق أو إستفتاء ، مطبقة شعارها السائد " ليذهب الجمهور إلى الجحيم ومع أطيب المثمنيات بالحرق ، وإلى الإنتخابات المقبلة " .

فالأحزاب التي عرفتُ بالممارسة و المشاركة والمصاحبة ، لم تستطع بعدُ أن تكون في المستوى الفكري والسياسي المناسب الذي يجعلها تضع الجماهير في اعتبارها وتعمل برغبة عميقة في تنويرها وتغيير حالها وكشف الغم ورفع الضر عنها من خلال تقديرها وإحترام مشاعرها و التجاوب مع مناشداتها والتفاعل مع مصائبها ، بدل أن تعتبرها بسيطة في التفكير فلا تتوجه إليها إلا برسائل موحدة تجعل أسمى أهدافها: الإنتخابات ولا شيء غير الإنتخابات ، رسائل تمرر عبرها أنماطا غريبة من الاهتمامات الهامشية والسلبية التسطيحية بأسلوب ومنهج جذابين .

فعندما نمعن النظر في جوهر العمل الحزبي في بلادنا حيث لا يتورع المتسيسون عن التعامل مع الجماهيرالشعبية بتعال وترفع على أنهم رعاع لا يملكون أفكارا ، تظهر هذه الأحزاب أقل وعيا بكثير من تلك الجماهير التي تتهم ببساطة التفكر وهيجان العواطف . وندرك لماذا أُفتقدت الثقة فيها وتراجعت وانهارت وتضاءلت وانحسر دورها عن التغيير والتنوير ، ولم تعد بعد قادرة على التأثير في الناس ، وإنكمشت وتهمشت وتركت مساحة التأثير للغلاة من دعات التطرف ؛ فإنحدر عدد الإنخرطات في صفوفها ، وفرغت الندوات والأمسيات في مقراتها ، وتقوقعت المؤتمرات في عدد حضورها. فهجرها الناس ، وزهدوا في الإنصات لكلام قادتها ورؤسائها، الذين عجزوا عن الوصول إلى قلوب وعقول وأفئدة وأخيلة تلك الجماهيرالتي إستخفت بلأفكار المستنسخة المعادة التي لا تعطي أملا ولا تجفف دمعا ولاتخفف مصابا ، ولا تبدد أتراحا ولا تحل مشكلا تماما كما قال المفكر محد الجابري (( الأحزاب السياسية في شكلها الراهن أصيبت بالتعفن ولم تعد صالحة للقيام بتربية الجماهير وتجنيدهم لمهام البناء ، بل صارت أداة للتفرقة ووسيلة لإكتساب مراكز شخصية أو الاحتفاظ عليها )) ...

لا أقول أن الجماهير على حق في هذا الزهد في التحزب وهذا النفور من السياسة والسياسيين، ومع ذلك أتعاطف معها كثيرا لما تواجهه في علاقتها مع الكثير من إنتهازيي الأحزاب ،لما يضمرونه من مشاعر ورؤى غارقة في العقد النفسية النرجيسية تجاههم. في الوقت الذي ينبغي فيه أن يكون التعامل معها على قدر من الإحترام للرأي و رغبة عميقة في التنوير والتغيير من خلال تقديرالمشاعر والأفكار والآراء على اختلافها .. فالأنبياء أنفسهم خاطبوا شعوبهم من دون دونية ولا سخرية منهم أو استهزاء بعواطفهم ، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " لو كنت فظا غليظ القلب لإنفظوا من حولك " صدق الله العظيم .

وهنا كان الادعاء السائد " أن الجمهور لم يستطيع فهم ومسايرة الأحزاب أو أن ثقافته دون فلسفتها " والذي تروج له الكثير من الجهات الحزبية ، عاملة بالمثل الدارجي الذي يقول " عيبك آلولية رديه لي " ادعاء كاذب ، وافتراء كبير، لأن الحقيقة تكمن في أن ما يخرج من القلب مستقره القلب ، والعكس صحيح ، وهو أمر شائع في الحياة العامة ، ويظهر بصورة أكثر شفافية في العلاقات الحزبية ، حيث تلعب المشاعر دورها الأهم في تقبل الآخر لها واستقبالها وتمثلها ، أو رفضها والابتعاد عنها .
ومع كل هذا وذاك ، فالدنيا ما تزال بخير بوجود قلة خيرة في صفوف كل الأحزاب ، تلك القلة التي تسطر بأعمالها الإنسانية النبيلة ومواقفها الوطنية الرائعة أسمى آيات المحبة والوفاء ، والنبل والكرم ، تفريج الكرب ، وتكشف الغم وترفع الضر ، وتبدد اتراح هذه الجماهير الشعبية التي هي في كل الأحوال سند تلك الأحزاب وزادها أيام الإنتخابات حيث تعز الأحزاب أو تهان .

حميد طولست [email protected]

مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس

رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية

رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.

عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.

عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.

عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس

عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاعذاب دون يوم القيامة !!
- أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة ..
- الأخلاق سر بقاء الدول وتفوقها وغلبتها !!
- إحسان رمضاني مغموس بنكهة الانتخابات !
- وداعا أم الدنيا وإلى زيارة أخرى .
- مظاهر احتفال المصريين بشهر رمضان2.
- وزراء مغاربة يفجرون مواهبهم الفنية !!
- من مظاهر احتفال المصريين بقدوم شهر رمضان.
- كم من عبادة انقلبت إلى ضدها .
- واحسرتاه على الطفولة المغربية !
- مقلب من بلاد الكنانة !!
- ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!
- يوم على طرقاق مدينة مجنونة .
- تساؤل قلم حائر !!
- رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .
- التاريخ يعيد نفسه!!
- رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار ...
- مهرجان الموسيقى الروحية لفاس -شنعتو عليا ما غطى ودنيا- !!
- ليس القضاء على الفقر غاية مستحيلة !!
- بلاد الذل تنهجر


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - انطباعات سياسية !!