أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار؟-














المزيد.....

رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار؟-


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 02:36
المحور: المجتمع المدني
    


رد على منتقدي مقالتي "لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار؟"
وصلتني رسائل كثيرة تنتقد مقالتي المنشورة قبل أيام تحت عنوان "لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار؟" والتي تطرقت فيها لما يعطيه الشعب الفرنسي بكل مكوناته ، من أهمية بالغة لسلوكية الانتظار في الطوابير ، حيث قلما تصادف من يقفز متجاوزاً دور غيره في الصفوف المرصوصة أمام المصالح الرسمية وغير الرسمية من متاحف ومسارح ومخابز ومتاجر ، والتي يمضي فيها الإنسان الأوروبي –البريطاني - في المتوسط سنة وأسبوعين ويوماً من حياته في وقوفا في الطوابير ، كما جاء في كتابات المؤلفة " كيت فوكس" ،
ما كنت أتصور أن تجر مقالتي وراءها كل ذاك السيل العارم والخضم الواسع من الانتقادات اللاذعة ، رغم أنني ولم أقم بأكثر من المقارنة بين ذلك وبين تعاملنا كشعوب متخلفة مع الطوابير ، وإستخفافنا بالإنتظام فيها ، واستهجانه كسلوك إنساني متحضر، المقارنة التي لم أقصد بها –رغم اعتبار بعض المنتقدين استلابا للغرب وتبعية للكفار - أن أمس بكرامة المغاربة ، أو ألطخ سمعة المغرب أو أنفي عنهم خصلة احترام الطوابير واحترامها ، بالمرة ، وإنما ركزت على الطريقة التي يقفون بها في الطوابير الطوعية، التي أفرزتها الحياة المعاصرة وقدرتهم ورضاهم وصبرهم على الانتظام فيها ، وتصرفاتهم التلقائية أثناء الوقوف .
كم استغربت غباء وسداجة نوعية الأمثلة التي ضربها بعض المنتقدين ، على تخلق مجتمعنا بسوكيات الوقوف في الطوابير ، واحترامهم لها ، كباقي عباد الله في كل بلدان العالم ، حسب الأمثلة "البايخة" التي أخجل من ذكرها ، والتي تحدد -كما يقول لارسون- جنسية الأشخاص المنتظمين في الصفوف ، وتعطي صورة عن أصولهم الثقافية ، وتفضح قلة صبر غالبيهم على الوقوف في الصفوف ، وتفضيلهم الفوضى والقفز على أدوار الغير ، الأمثلة التي ذكرتني بأول طابور حقيقي رأيته في حياتي خارج طوابير المدرسة الإبتدائية بصفوفها المتراصة أمام الأقسام عند الدخول كل اليوم ، وتلك المنتظمة أمام مكتب الممرض الذي يحضر لفحض عيون التلاميذ ويملأها بـ"البومادة" وطابور"لاكونتين" الصباحي الذي كان يوزع خلاله على التلاميذ "الحليب ديال الغبرة " وأقراص دقيق السردين المقلية ، والذي كان الطابور الذي اعتادت نساء الحي الانتظام فيه عند "سبالة أو سقاية الدرب " لجلب الماء لمنازلهن..
وأذكر جيدا أنه كان في الحي الشعبي -فاس الجديد ، الذي عشت فيه طفولتي ، وبالضبط بـ"درب الزاوية" - سيدة تدعى "زهرة اللصقة " إمرأة متسلطة ومتجبرة ، تتمتع فى دربنا والحوارى المجاورة بأخلاقها المتدنية ، وأسلوبها الفظ فى الردح والكيد للأخرين ، والذي زاد من حدة تجبرها وسلاطة لسانها ، زواجها من "با المختار" الذي كان لسانها السليط لا تفتر عن التباهي بإنتمائه " للمخزن* " والتفاخر بفحولته ورجولته - رغم قصر قامتة وكرشه البارزة ، وما تروجه النساء من معاناتها معه من إضطراب فى العلاقة الحميمة – التي تجعلها لا تتورع عندما تحضر للتزود بالماء من "السبالة" أو لغسل بعض الملابس ، عن القفز على أدوار"العيالات" المنتظرات في الطابور وتجاوز أدوارهن جميعا ، دون أن تستطيع أي امرأة من نساء الحى أن تواجهها أوتمنعها من التعدي على دورها في السقي ، لأنها كانت ، كما يقال في دارجتنا المغربية :"شاطا ماطا " سوقية التعابير ، تجيد استعمال كل قوامس الشتم والسباب ، وبارعة في اصطناع الخلافات والمشاجرات ، التي تحرص على أن تصل إلى "النتيفي" ، الذي تتقنه ، مع كل من تعترض على "دصارتها" وتعديها على دورها ، بدعوى أنها " مرات لمخزني " ..
ـلقد كانت "زهرة اللصقة " المثال الحي لتعامل الكثير منا مع طوابير الإنتظار ، والذي لا يختلف عن الأكثرية العظمى من مجتمعنا ، وكأنه يمتلك جينات طغيانية تدفع بأفراده ليطغوا ويتجبروا على غيرهم ، ارضاء لنرجسيتهم وشعورهم بالعظمة والقدسية، الأمر الذي غالبا ما يوقعهم في مواقف هزلية سخيفة ، كالموقف الذي عاشته "بوطازوت" مؤخرا ، بسبب الطابو وجر عليها حنق وحقد الناس الأسوياء.
حميد طولست Hamidost@hotmail



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان الموسيقى الروحية لفاس -شنعتو عليا ما غطى ودنيا- !!
- ليس القضاء على الفقر غاية مستحيلة !!
- بلاد الذل تنهجر
- اليوم العالمي للصحافة ، أية آفاق؟؟
- الفقر في المغرب !!
- رجالات ما في ألسنتهم عظم !!
- أي موقع ل-مي فتيحة- في النضاليات النسوية المغربية ؟؟
- هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترا ...
- من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!
- لماذا نكره الاصطفاف في طوابيرالانتظار ؟
- واقع حرية الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- قضية خولة وبوتازوت ، هي معركة قيم !!
- حضارية التظاهرات واستفزازيتها !!
- التأسلم- الموضة الجديدة !! 3 تابع
- تهنئة بميلاد مرصد دولي للإعلام وحقوق الإنسان..
- التبسم واجب اجتماعي ودرب من دروب المناعة النفسية!!
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 2
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 1
- عظمة المرأة ليست في الأمومة فقط !!
- بداية الإصلاح محاسبة الرؤساء !!


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار؟-