أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .














المزيد.....

رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رمضان شهر الإفتاء بإمتياز.
مع اقتراب شهر رمضان ، ترتفع قابلية الاستفتاء لدى المغاربة مثلهم في ذلك مثل باقي الشعوب الإسلامية والعربية الأخرى، وكأنهم على موعد مميز مع جميع أشكال الفتاوى الغريبة والمثيرة، والصاخبة المضحكة، التي يرغوي ويزبد بخرافاتها- في مثل هذه المناسبات الروحية - مدمنوا الفتوى، من فقهاء حفظوا ببغاويا، بعضا أو كثيرا من القرآن، وأطلقوا لحاهم لتغطية وجوههم البائسة، مستغلين كل مخترعات الغرب الكافر، وتقنياته في الاتصال والتواصل المتطورة -التي يحرمونها- من أنتيرنيت وهواتف ذكية وفضائيات عالمية ، ليفتوا عبرها بما يجوز لمسلم وما لا يجوز له ، ناشرين التخلف والاستحمار بين العوام وحتى المتعلمين ، ما أنتج وفي المجتمع ، طبقة من المتعلمين المتخلفين ، والمثقفين المستسلمين ، تضاهي الجهلة في الغباء والبلاهة والتخلف والجبن، والسطحية ، لا يملكون من المؤهلات غير بعض المصطلحات الفقهية التي يوظفونها بأفق ضيق، وفكر محدود، للتأسيس لهوية جديدة للنكوص والتخلف والتراجع، وتكبيل كل الأعمال الفنية من رسم ونحت وتصوير وموسيقى وغناء، وغيرها من أنواع الإبداع الفني الذي يفرضون عليه عقوبات أخروية تتوعد الفنانين بأصناف من العذاب الجهنمي.
طبعاً ليست المُشكلَة في هذه الفتوَى أوتلك ، لأنها كلها من بين ملايين الفتاوى التي تطلع علينا مع شروق كل يوم وغروبه، والتي لا تخرج جلها عن نطاق باقي الفتاوى التي لا يمكن فلسفتها أو شرعنتها أبداً، لبعدها عن معالي الأمور وأشرافها واهتمامها بسفاسف الأمور، التي نهى عنها نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وصححه الألباني والذي قال فيه: "إن الله يُحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها "، أمثال فتوى محمّد الزغبي في جواز أكل لَحْم العفاريت، وفتوى للدكتور عزت عطية أستاذ بالأزهر في رضاعة الكبير، وفتوى الأستاذ الزمزمي في ممارسة الجنس على الزوجة الميتة، وفتوى جواز زواج القاصرات، وفتوى تفخيد الرضيعة، وفتوى مضاجعة الميتة، وفتوى تحريم الجلوس على الكراسي، وفتوى تحريم قيادة السيارة على المرأة، وفتوى تحريم مشاهدة التلفاز، والفتوى التي أصدرتها لجنة كبار علماء السعودية التي تحرم التظاهر والاحتجاج والخروج على الحاكم بأي صورة من الصور، وغيرها كثير جدا.
لكن المشكل اليوم في كون هذه الفتاوى المأزومة والمتقرحة التي اكتسحت الأمة وتوسعت فيها توسع النار في التبن، هي ضد كل معاني الحياة المدنية والدينية والأخلاقية، حيث أنها لا تساير في مجملها عصرا منفتحا على كل شيء في كلياته وجزئياته، بإيجابياته وسلبياته وبصحائفه وسطوره، وأنها لا تتفق مع مقاصد الذين الإسلامي وبحثه عن مصلحة الإنسان المسلم واحترام آدميته، وكونها صيغت لاستغلال المستضعفين الجهلة المغلوب على أمرهم، والواقعين تحت حكم تسلط المتطفلين على الحقل الديني، الذين يلغون العقل ويحتكرون التفاسير ليستمر الظلام ويتشرب الشارع المغربي ، بثقافة القطيع ومزاجية وأوامر شيوخ الفتوى الذين نصبوا أنفسهم قضاة شرعيين على الناس كأوصياء على الذين ، لا تحركهم معاناة المقهورين وعذاباتهم مع الظلم والفقر والمرض ، والجهل ،والتهميش ،والإقصاء، ولا تؤرقهم حماية الإنسان وتحسين ظروفه المسودَّة، وآفاقه القاتمة ،بقدر ما تحركهم السلطة وإمتيازاتها المتوحشة .
ربما يقول قائل ، لا يهمك، فالكثير من تلك الفتاوى لا أثر يذكر لها على الأرض، ولا يمكن لها أن تخلق رأياً عاماً في المجتمع. لكن العقلاء يرون أن في السماح بمثل تلك الفتاوى التي تم تلبيسها غطاء الدين خطورة كبيرة على المجتمع الذي تنتشر فيه، فهي وإن لم تستطع تكوين رأي عام، فسرعان ما تصبح كيانا مقدسا داخل الدين لا يتجرأ احد على انتقاده أبدا، وتبقى، مع الأسف، أداة للتشويش على الأفكار، وغلق الوعي بالخرافات التي يفرض بها حماة الدين المظلـِّل على الأمة العربية والإسلامية نبذ كل ما يمت للعلم والحضارة والثقافة والتفتح بصلة، والرجوع إلى ثقافة ما قبل التاريخ المؤسسة على الدجل والخرافة، التي تقود المجتمعات إلى مرحلة ما بعد التخلف بعد أن عاشت مرحلة التخلف كاملة، في الوقت الذي يبحث فيه الآخرون عن مرحلة ما بعد الحداثة، بعد أن عاشوا مرحلة الحداثة كاملة ، الأمر الذي دفع بالشاعر للتندر على الأمة العربية بقوله:
أغاية الدين إن تحفوا شواربكم**يا أمة ضحكة من جهلها الأمم.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ يعيد نفسه!!
- رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار ...
- مهرجان الموسيقى الروحية لفاس -شنعتو عليا ما غطى ودنيا- !!
- ليس القضاء على الفقر غاية مستحيلة !!
- بلاد الذل تنهجر
- اليوم العالمي للصحافة ، أية آفاق؟؟
- الفقر في المغرب !!
- رجالات ما في ألسنتهم عظم !!
- أي موقع ل-مي فتيحة- في النضاليات النسوية المغربية ؟؟
- هل الإنتحار فعل لاأخلاقي ، أم هو موقف يستحق التقدير والاحترا ...
- من -خربوشة- إلى -من فتيحة-!!
- لماذا نكره الاصطفاف في طوابيرالانتظار ؟
- واقع حرية الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- قضية خولة وبوتازوت ، هي معركة قيم !!
- حضارية التظاهرات واستفزازيتها !!
- التأسلم- الموضة الجديدة !! 3 تابع
- تهنئة بميلاد مرصد دولي للإعلام وحقوق الإنسان..
- التبسم واجب اجتماعي ودرب من دروب المناعة النفسية!!
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 2
- -التأسلم- الموضة الجديدة !! 1


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .