|
أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة ..
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 15:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة .. يقول أندري جيد : تجرأ أن تكون نفسك . اصعب معركة في حياة الإنسان ، هي أن يدفع بك من يسمون أنفسهم بالفقهاء كذبا وعلماء الدين زورا ، إلى أن تكون ، وباسم الدين ، شخصا آخر غيرك ، يلعب دور الأبله في عالم غزت شعوبه الذكية المتنورة المجرات البعيدة ، وقلبت موازين الطبيعة ، بما ملأت به الدنيا من تطور وتقدم وانجازات علمية نفذوا بسلطانها إلى أعالي السماوات ، كما في قوله سبحانه و تعالى "انفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان " ، سلطان العلم الذي لا يؤمن به رجال الذين المتشددين ، الذين غرروا بالناس ودفعوا بهم للإيمان بمعجزات بول البعير ، ورضاعة الكبير، وعدم جواز ركوب المرأة الدابة وجلوسها على الكرسي ، دون تدبر أو تفكر ، ضدا على كل ما يفرضه الدين القويم والمنطق السليم ، من وجوب تفكير الإنسان بعقله ، والمشي وراء قلبه ، والتمسك بمبادئه ، وأن يكون على طبيعته ، و لا يأبه لغيره ، حتى وإن أصبح وحيدا ، وسط جمع يمشي عكس سبيله ، فالوحدة أفضل له من أن يعيش عكس نفسه لارضاء غيره ، ولأن الحياة أقصر من أن يهدرها قلقا على مشاغل الدنيا ، كبيرها وصغيرها ، وأعظم من أن يقضيها في طلب رضا الاخرين ، وأكبر من أن يمضيها في تقليدهم ، لأنه لا أحد يستحق أن يُتصنع من أجله ، خاصة هذه النوعية من الشيوخ والدعاة ، الذين كلما زاد تقبل البسطاء لخزعبلاتهم الغبية ، ازداد يقينهم بأنهم أفضل من غيرهم في كل شيء ، وأكثرهم إسلامًا من سواهم ، وأعمق صِلةً بالله جلّ وعلا . ليس ما سبق فلسفة فلاسفة ، وإنما هي صورة واضحة وجلية لأوضاع القهر الديني والنفسي الذي بخطط له اشر الخلق واصحاب الغايات ممن يدعون تمثيل الله ، ويعملون على الحفاظ عليها والدفاع عن بقائها من اجل شرعنة منطق استغلال الإنسان وبطرق احياناً فيها عدوانية وفيها تصريف لشتى انواع الأمراض والعقد النفسية والاجتماعية من منطلق " البقاء للأقوى وليس للأصلح ".. اوردته في هذه الخاطرة ، حتى نتعلم منه كيف نتعامل مع ما تعلمناه من ديننا وتربيتنا وتجارب حياتنا ، ليس بهدف هدم الدين أو السخرية من رجالاته الأتقياء ، كما يروج الذين يؤمنون بأن "من تمنطق تزندق "، بل بهدف إثرياء الأخلاق ، وإغنياء القناعات ، وتمتين المبادئ ، ونفض غبار الخرافة ومحو التشدد اللذان أصبحا اليوم أساس التحكم في علاقة الناس بربهم ، وتقويم طرق تواصلهم مع خالقهم ، والتدخل في لباسهم ومظهرهم ، وطريقة تفكيرهم ومعتقداتهم وإهتماماتهم وحتى نواياهم ويفرضون عليهم نوعية من المناسك المزاجية والطقوس المنسباتية ، التي لا صلة لها بالإسلام ، والتي يعتبها المتشددون هي العبادات المثلى لتقرب العبد من ربه ، وليس الرحمة والمحبة التي امر بهما الله سبحانه وتعالى المصحوبة بالتفكر في خلق السماوات والأرض و النظر في كل شيء ، من اختلاف الليل والنهار ، والسماء كيف رُفعت ، والأرض كيف سطحت ، والجبال كيف نصبت ، إلى التدبر في النفس والإبل كيف خُلِقت ومما خُلِقت؟ لقد تهنا في أمرنا كمسلمين ، بين عصبة التكبير التي تقام للتجميع للصلاة طلبا للسلام والسكينة التي يجلبها التكبير في دواخلنا ، وبين الله أكبر التي أصبحت دعوة للقتل والدم والعصبية والطائفية والكراهية ، حتى بات الأمرُ مهزلةً تُضحِكُ العالمَ فينا وتُبكي السماء علينا! . فإلى متى سكوت النخب المثقفة في الأمة على هذا الوضع الموبوء بالكراهية التي لا تجلب خيرا ولا تنبت حبا ، لا يزيده السكوت إلا قوة وتماديا ، كما قال علي بن أبي طالب : "حين يسكت أهل الحق عن الباطل ، يتوهم أهل الباطل أنهم على حق" ، فيتمادون في إقامة الدنيا على تقصير ثوب الرجال وإطالة لحاهم ،على أنه تقليد للنبي ومن سنته صلى الله عليه وسلم ، بينما السنه في تقليده فيما إنفرد به وتميز من أمانة وصدق وكرم وشجاعة و حلم وثبات على الحق وحب للعدل وكراهية للظلم ، وكل ما تحلى به صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق التي قال فيها الله سبحانه: "وإنك لعلى خلق عظيم" حيث لم يمتدحه تعالى بلباسه ، ولكن امتدحه بخلقه ، أصل الأسوة ، و أساس التقليد ، و جوهر السنة .. حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأخلاق سر بقاء الدول وتفوقها وغلبتها !!
-
إحسان رمضاني مغموس بنكهة الانتخابات !
-
وداعا أم الدنيا وإلى زيارة أخرى .
-
مظاهر احتفال المصريين بشهر رمضان2.
-
وزراء مغاربة يفجرون مواهبهم الفنية !!
-
من مظاهر احتفال المصريين بقدوم شهر رمضان.
-
كم من عبادة انقلبت إلى ضدها .
-
واحسرتاه على الطفولة المغربية !
-
مقلب من بلاد الكنانة !!
-
ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!
-
يوم على طرقاق مدينة مجنونة .
-
تساؤل قلم حائر !!
-
رمضان شهر الإفتاء بإمتياز .
-
التاريخ يعيد نفسه!!
-
رد على منتقدي مقالتي -لماذا نكره الاصطفاف في طوابير الانتظار
...
-
مهرجان الموسيقى الروحية لفاس -شنعتو عليا ما غطى ودنيا- !!
-
ليس القضاء على الفقر غاية مستحيلة !!
-
بلاد الذل تنهجر
-
اليوم العالمي للصحافة ، أية آفاق؟؟
-
الفقر في المغرب !!
المزيد.....
-
فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات
...
-
“العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج
...
-
الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق
...
-
أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم
...
-
رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا
...
-
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
-
مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع
...
-
ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة
...
-
تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|