أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - البعبوص














المزيد.....

البعبوص


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


البعبوص
" قصة قصيرة "
تشدني اللغة إلى سرتها ، وأشدني إلى عانتها ، ومابين جذبين وشدين يتساقط سروالي فتتضح ملامح مؤخرتي مثيرة للغيثان . ليست مؤخرتي وحدها المثيرة للغثيان ، فكل مؤخرات الكون مثيرة للغثيان ، حتى أبهى مؤخرات الأرض إبداعا مثيرة أيضا للغثيان ، لكن جريدتنا اليومية والتي تتابع عن كثب ، أخبار تلك المؤخرة الشهيرة لنجمة هوليود الشهيرة ، لها رأي آخر ، بدءاً بوصف فتحة الشرج و ليس انتهاء بتساقط الخراء منها على هيئة دوائر تشبه " الأيس كريم " فى محاولة و كأنها مدفوعة الأجر مسبقا ، لتنميق محل الخراء العالمي . ربما تتساءل عن تلك الحالة العفنة التي تشدني إلى هذا العالم المقيت . مفردات و جمل تكشف وساخات نفس مضطربة وقلب حقود، وربما أتساءل أنا الآخر ولما لا أكون تلك المفردات و الجمل بذاتها ؟. فقبل دخولي السجن بأعوام ، كنت أرى العالم محمولا علي ... لا أعرف ماذا أقول عن العضو الذكري . لكنني سأكرر الجملة بما لدي من خبرات لغوية تناسب حالتي . كنت أرى العالم محمولا على بلبل عفريت كبير . لكنني بعد يناير و يونيو و ربما مارس و أبريل و ذو الحجة و شهر الطير و التمور عند القذافي القديم ، غيرت وجهة نظري ، لأرى العالم محمولا على مؤخرة رجل يجلس على كرسى مملكة الجان المختفية فى دالاس . ولما دالاس بالضبط ؟ والله لا أعرف ولا أعرف أيضا أين تقع تلك المدينة ؟ لكنها اللغة . تلك التي حملته أمام شاشة الفزيون وراح ينفخ شدقيه و يملأهما هواءاً و عواءاً و هو يخرج الكلمات الحماسية من الأسفل إلى الأعلى " تحيا مصر . مصر قادمة . المؤامرة . الخونة . العلمانيين . الإرهابيين .... " لا أعرف ما دفعني للإشارة ناحية الشاشة باصبعي الأوسط و هي إشارة نسميها فى أدبيات النثر و الشعر الخازوق ، وفى ألسنتنا نحن العادييون و أشباه الكتاب نسميها البعبوص ، فعلى الرغم من أن الدلالة واحدة ، إلا أن اللفظ الأخير صادم جدا ، ولا سيما عند اللوات تحمر خدودهن وقت ذكر البعبوص ، وهن أكثر معرفة بكنهه ، و أيضا هي جارحة لرواد مجلس النواب و الشاشات الفضائية . أراهم جميعا يتحدثون عن ماهية القادم المعقول عبر موتيفات المحسوس اللامرئي بين الوعي و اللاوعي . أقسم أنا خالد بن عمتي وهو واحد من هؤلاء النواب والذي ضبطته من قبل على مؤخرة حمارة عم زغبي دون أن أفضحه . لا يعي مما يقول أكثر من كلمة البعبوص . دخلت السجن محمولا على رأس سن هاتك عرض زوجته البكرية ، إضافة إلى الزوجات اللات أتاهن ليلا بعد القبض على أزواجهن ليلا أيضا . اختصارا للجملة دخلت محمولا على مسن رئيس مباحث المركز ، الذي لا يعلم أنني أعلم أنه دخل كليته محمولا على سن رأس ذكر لواء كان يعاشر محل خراء والدته . لا أعرف سرا لتلك التحولات التي غيرت لغتي فى الكتابة . أصبحت فجا . عنيفا . وقحا . كنت من اللذين يجيدون وصف الليلة الحالكة بعد غيمة شتوية فى ليلة غير مقمرة وحبيبتي تناديني عبر الظلامات : اقترب يا حبيبي . بيد أن تلك الواقعة غيرت عندي مجرى اللغة و الفهم و العشق والتاريخ و إعادة اكتشاف العالم من جديد . كنت لحظتها سجينا جديدا . لا أعرف عن السجن إلا تلك المشاهد التي استقيتها من الدراما الحديثة . لك واجبات . عليك حقوق . تشرف عليك لجان من حقوق الإنسان . كنت أكتب قصة قصيرة جدا عن ليلة طويلة جدا ، وقت أن داهم زنزانتي رئيس مباحث السجن ووجدني متلبسا بورقة و قلم وواق ذكري ، أضعه على إصبعي المشقوق من بكتيريا العفن . قرأ ما بين السطور ثم صرخ فى المخبر المرافق له : بعبصه . راح يحرك وسطاه فى وساطي . منذ تلك اللحظة وقد أخذت قرارا تاريخيا ، بألا أحمل اللغة إلا ما تحتمل . فهو البعبوص لا الخازوق . أ.... ه وسطاي .




#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب أمن الدولة
- تجديد الخطاب الدوني
- لا دولة ولا شبه دولة
- ربما يكون وطن
- النطاعة السياسية .. بزة لراقصة و عهر لرأس أجوف
- القصة اللبوسه و القصيدة - المبعترة -
- ثورة الحلبسة
- لا جنة ولا نار
- محمد عبد الله نصر - من التنوير إلى التلويش -
- محافظ الدقهلية - فس -
- محافظ الدقهلية . حمار جحا . مقدمات الكفر بالأوطان
- الدرر البهية فى الكشف عن ثروات مشايخ الوهابية
- العلاقة التوافقية بين حرية الإبداع و مؤخرة كيم كاردشيان - دا ...
- شاعر الرصيف يعود للحياة بحبر فاسد
- جامعة داعش لتفريخ الإرهاب مصطفى بن العدوي و شركاه
- السعودية و التطور النوعي
- الكلتنه
- الإخوان المسلمون من التمكين إلى التأبين
- انقاذ ليبيا من الصوملة
- - هاحبشك عليك الكلب -


المزيد.....




- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال سيف - البعبوص