أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - تجديد الخطاب الدوني














المزيد.....

تجديد الخطاب الدوني


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجديد الخطاب الدوني
ما بين أبيقورية غرائزية و ماركسية متزنة ، تنتصف مقولة تجديد الخطاب الديني المسافة بينهما وعلى الرغم من آلاف المقالات و التهويمات فى برامج التوك شو حول هذه المسألة ، مازلت لا أعرف المقصود بتجديد الخطاب الديني . هل هو حرق التراث و الموروث حرقا كاملا ؟ و فى هذه الحالة لسنا بصدد تجديد ، بقدر ما هو إنهاء لمحتوى عقائدي متراكم عبر مئات القرون . أم أن المقصود إعادة قراءة للنصوص المقدسة و المتواترة بغرض النقد الممنهج ؟ فى كل الحالات لا يمكن لأي من كان أن يخرس الألسنة أو يلوي عنق الرؤس كي لا تفكر . لكن بأي منطق و بأي طريقة نفكر كي نصل إلى التجديد المزعوم . ما دفعني لتلك التساؤلات تدوينة قرأتها لأحد الأصدقاء ، وهو شاعر كبير و مثقف لا يستهان به . جاء مضمون تلك التدوينه نقدا لمحاولة منع الناس بالمجاهرة بالإفطار فى نهار رمضان ، ولو أتت تدوينته من باب " للإنسان الحق الكامل فى الإفطار أو الصيام " لما كانت تساؤلاتي . فالإنسان حر تماما فيما يعتقد ويؤمن ، حتى و إن اعتزل ممارسة الأديان نهائيا . لكنه أيضا ليس حرا فى ازدراء دين غيره أو على أقل تقدير إذا ما نحينا الدين جانبا ، أن يستهين بمشاعر الآخر . سواء كانت هذه المشاعر نتاج عقيدة دينية أو نتاج فكر إنساني . كان ماركس و الذي يعتبره البعض إله الإلحاد فى عالمنا ، أكثر وعيا بطبيعة و معطيات النفس البشرية ، حينما قال فى مناقشة قضايا الإعلام ، أنه من الضرورة احترام عادات و تقاليد وتراث و موروث الشعوب . فمايضيرك كمفطر فى نهار رمضان ، أن تمارس طقوسك المعتادة بشئ من التحفظ . فقد جرت العادة منذ 1400 سنة خلت ، على تضرر الصائم إذا مارأى مجاهرا بالإفطار فى نهار رمضان . فالأحرى أن تكون ماركسيا متزنا تقدر مشاعر الآخرين على أن تكون أبيقويا لذائذيا ، لا يعنيك سوي رغباتك و شهواتك . فلو أنك فى الهند بين مجموعة من الهندوس لن تستطيع المجاهرة بأكل لحم البقر أمامهم . فاعتبار المجاهرة بالإفطار بين جماعة من المسلمين أمرا عاديا ، ما هى إلا قسمة طيزى . لا علاقة لها بتجديد الخطاب الديني ، بقدر ما هو خطاب دوني استعلائي فارغ ، لا يقدر قيمة المشاعر الجمعية للبشر ، حتى و إن كانت تلك المشاعر خاطئة كخطأ سكان كهف أفلاطون من وجهة نظرك الخاصة . فتقدير الآخر و احترام موروثه هى القيمة الكبرى فى الفكر الليبرالي المتحرر . فبهذه المتناقضات و الأراء السطحية نتوقف عند مقولة تجديد الخطاب الديني ، كي نسأل من هم على شاكلة صديقي الشاعر ، أن يجدد خطابه الدوني . رحم الله ماركس .



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا دولة ولا شبه دولة
- ربما يكون وطن
- النطاعة السياسية .. بزة لراقصة و عهر لرأس أجوف
- القصة اللبوسه و القصيدة - المبعترة -
- ثورة الحلبسة
- لا جنة ولا نار
- محمد عبد الله نصر - من التنوير إلى التلويش -
- محافظ الدقهلية - فس -
- محافظ الدقهلية . حمار جحا . مقدمات الكفر بالأوطان
- الدرر البهية فى الكشف عن ثروات مشايخ الوهابية
- العلاقة التوافقية بين حرية الإبداع و مؤخرة كيم كاردشيان - دا ...
- شاعر الرصيف يعود للحياة بحبر فاسد
- جامعة داعش لتفريخ الإرهاب مصطفى بن العدوي و شركاه
- السعودية و التطور النوعي
- الكلتنه
- الإخوان المسلمون من التمكين إلى التأبين
- انقاذ ليبيا من الصوملة
- - هاحبشك عليك الكلب -
- المجلس الوطني للإعلام - التشكيل والتمويل -
- عبد الرحيم على نموذجا للإعلام الوطني المصري


المزيد.....




- -البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا ...
- خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في ...
- قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
- خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي ...
- استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي ...
- السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين ...
- -مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي ...
- منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح ...
- موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن ...
- 7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - تجديد الخطاب الدوني