أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - نواقص الديمقراطية الغربية














المزيد.....

نواقص الديمقراطية الغربية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن تاريخ الديمقراطيات الغربية لا يخلومن احتجاجات المواطنيين المتكررة ومعارضتهم السياسية الشديدة , واستمرت الاحتجاجات حتى الحاضر القريب فقد كانت حركة الحقوق المدنية والاضطرابات في احياء الاقليات في الستينات مرحلة انقسام وعنف في امريكا , فإن احتجلجات الفلاحين والمتمثلة بسكب الحليب في الشوارع الرئيسية واعاقة السير والذبح الصوري للحيوانات تكاد تكون جزءا اساسيا من السياسة الفرنسة المعاصرة , وقد شهد عقد الثمانينات من القرن الماضي احتجاجات واسعة في اغلب الديمقراطيات الغربية حول قضايا البيئة ونزع التسليح .
يقول نعوم تشومسكي المفكر الأمريكي اليهودي الشهير والملقب بضمير امريكا (إن مثلا من قبل الديمقراطية والسوق مثل جيدة طالما أن ميل الملعب يضمن فوز الناس الذين يجب أن يفوزوا , وأما إذا حاولت مجموع الرعاع رفع رؤوسها فيجب أن يضربوا إلى أن يخضعوا بشكل أو بآخر)
لقد انتقد العديد من المنظرين الديمقراطيين الأوائل مفهوم الحكومة التمثيلية لشعورهم أنها تقوض أسس الديمقراطية , حيث يتمتع الناخبون بقوة سياسية فقط في اليوم الذي يدلون فيه بأصواتهم ثم ينتظرون بعدها في ظل عبودية سياسية لمدة أربع أو خمس سنوات , وقد قال جان جاك روسو في كتابه العقد الاجتماعي محذرا (في اللحظة التي يوافق فيها الناس على أن يمثلوا يفقدون حريتهم) ويقول كذلك (إذا اخذنا عبارة الديمقراطية بكل معناها الدقيق نجد أن الديمقراطية الحقيقية لم توجد ابدا ولن توجد ابدا).
لقد اصبحت الشعوب الغربية اكثر انتقادا للحكومة وأقل إيجابية في مشاعرها نحو النخب السياسية ويتعلق التراجع بتقييم أداء الحكومة القائمة والنخب السياسية بشكل عام , وتبجيل السلطة الذي كان شائعا في العديد من الديمقراطيات الغربية يوما ما قد حل محله ولو بطريقة جزئية على الأقل تشكك الجمهور في النخب .
تقول اليوروبيان : إننا نسمي أنفسنا مسئولين وديمقراطيين , ولكننا في الواقع أنانيون وبرابرة ومعدومو المسؤولية . إن مئات الأبرياء والمدنيين العزل قتلوا في سربرنيتشا بمدفعية الصرب المتوحشة , ونصر في نفس الوقت على استمرار حظر السلاح . إن أسوأ مجرمي الحرب في هذه المأساة هم قادة الغرب يشاهدون المجزرة ولا يفعلون شيئا لإيقافها . إن مأساة البوسنة عار على حضارتنا . فإذا تحول الدم إلى بترول أو تحول المسلمون إلى مسيحيين أو يهود فكلنا يعلم أنه سيكون هناك تدخل وفعل.
هناك العديد من الشواهد على أن الديمقراطية الغربية تعاني من النواقص , وقوف بعض الدول الأوروبية إلى جانب امريكيا في احتلالها العراق , وعلى ما يزيد عن خمسة سنوات هناك حرب ظالمة على الشعب السوري الذي طالب بحريتة واستقلاله يعيدنا الموقف الأوروبي للتطورات التي جرت بعد الحرب العالمية الأولى من خلال تقسيم واقتسام العالم العربي , واليوم تحاك المؤامرات على الشعب السوري من قوى دولية واقليمية ومليشيات ومرتزقة يتم في هذه الحرب تجريب كل الأسلحة المحرمة دوليا من خلال لجوء الأمريكيين والأوروبين والايرانيين والروس إلى مواقف لا تمت للانسانية وتؤجج القتال ضد المدنيين والمستفيد الأول اسرائيل .
إن الديمقراطية هي مجموعة من المبادىء والممارسات وليست مجرد اسلوب نظام حكم بل هي اساس ثقافة عامة تسير السلوك العام للفرد والمجتمع وتتحكم فيها دون انتقائية أو تمييز على اساس طبقي أوعنصري أو حضاري , ويقود ذلك إلى تأكيد أن الثقافة الديمقراطية تمنع الازدواجية التي تسمح للديمقراطي أن يكون ديمقراطيا في بلده ولكنه عكس ذلك في البلدان الأخرى .



#حسين_عوض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والحداثة
- العرب بعد الاستعمار
- تطور الديمقراطية الغربية
- التجربة التاريخية للنظام السياس للدول الغربية والبلدان الاشت ...
- الصهيونية السياسية والدينية
- تخلف وانهيار المجتمعات العربية
- العلاقات الدولية والعامل الاقتصادي
- العوامل التي تكمن وراء ظهور الإرهاب
- إلى متى تبقى اسرائيل دولة فوق القانون
- الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية
- السلطة والحرية في سياسة الدول
- الثقافة والمجتمع
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف
- القيادة والهوية السياسية في ادارة النظام السياسي
- القضية الفلسطينية إلى أين
- حقوق الدول في ظل سيادة القطب الواحد
- الليبرالية الجديدة وتغيير الواقع الثقافي للمجتمعات


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- مقتل مواطنين عراقيين في تركيا.. وتحرك عاجل للسلطات
- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - نواقص الديمقراطية الغربية