أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الصهيونية السياسية والدينية















المزيد.....

الصهيونية السياسية والدينية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الصهيونية هي اقدم من النازية واعمق عنصرية ارتكزت على ما ادعته من تمييز عنصري على العرق السامي , وما اختلقته من حق توراتي ديني في ارض فلسطين , وقد سبقت النازية وادعت ان الصهاينة شعب بلا ارض وان فلسطين ارض بلا شعب كما أن الفكر الاستعماري ينشط لاسكان اليهود في فلسطين لاعتبار أن البلد الاسيوي الغربي يؤمن الطريق للأوروبيين إلى بلدان استعمارهم في الشرق , وقد تسابقت القوتان الاستعماريتان الأكبر في القرن الثامن عشر انكلترا وفرنسا على غزو البلدان في شطريي الغربي الافريقي والشرق الآسيوي , وكان نابليون بونابرت اول من اقترح على اليهود اقامة دولة لهم على ارض فلسطين , وزرع فيهم بمخاطبته اياهم بأنهم ورثة فلسطين الشرعيون , وجميع الدول الأوروبية تبنت فكرة توطين اليهود في فلسطين.
انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897 برز الصهيوني هرتزل , وكانت لفظة الصهيوني قد اخذت دربها لتحل محل لفظ القومية اليهودية , وصاغ هرتزل شعارات الحركة الصهيونية تحت ادعاء نحن شعب وفلسطين وطننا التاريخي , ووضع خطة لتحقيق الفكر الصهيوني على الأرض وقاد التحرك الصهيوني مع الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا , واستمرت الصهيونية تنشط حتى حصولها على وعد بلفور في الثاني من تشرين الثاني عام الف وتسعماية وسبعة عشر, ودخلت بريطانيا فلسطين وكان وعد بلفور بصيغة الرسالة التالية ( يسرني جدا أن ابلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على اماني اليهود وقد عرض على الوزارة فاقرته ( إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ....
إن المشروع الصهيوني القائم على اكذوبة ارض الميعاد لايمكن أن يقوم إلا على محق وجودنا القومي لأنه مشروع اخراجنا من المكان والزمان حتى يتاح لذلك المخطط المتلبس بالميعاد أن يتحقق , ولذلك فأن اليهودي كارل ماركس في كتابه المسألة اليهودية ( النسخة المعربة صفحة 56 ) يسعى اليهود إلى ما يسمونه تحرير اليهود وما احرى البشرية من أن تتحرر من اليهود ...
التلمود كتاب سياسي يؤكد على القومية اليهودية القائمة على العرق والعنصرية والاصطفاء والاختيار وحرمان الشعوب الأخرى من الوجود لأنهم كما يذكر التلمود ليسوا مخلوقات أو كائنات الهية في هذا ة السياق تعد اليهودية حركة سياسية عرقية وعنصرية , وقد عرفت الصهيونية في وقت لاحق انها صهيونية اسرائيل , اما المسيح فقد قاوم اليهودية وسعى إلى اسقاطها.
إن احبار اليهود اعتقدوا في تفاسيرهم وشروحهم وتعليقاتهم على الثوراة التي وضعها موسى وكانت عقيدة تتطلب الشرح والتفسير من قبل القائمين على توجيه الشعب اليهودي إلى قضيتهم الأساسية التي تتمثل في اختيار الله لهم ونبذ الشعوب الأخرى , ويعد التلمود كتابا جعله الأحبار والرابيتون وثيقة تعليمية واعلانا عقائديا للشعب اليهودي , فقد وصفه عدد كبير من الأحبار الذين سعوا إلى توضيح الشريعة المكتوبة الذي وضعها موسى وتحويلها أو بالأحرى تحريفها إلى شريعة شفهية اوصى بها موسى لتكون مكملة لشريعته.
يرى الحاخامات ان الغرباء غير اليهود يكذبون بالفطرة , اما اليهودي فهو معصوم عن الخطأ والكذب وعلى هذه القاعدة لا يحق لغير اليهود الادلاء بشهادتهم امام المحاكم الحاخامية , ويستندون على قوانين التلمود من خلال ايمانهم بأن الله لا يحاسبهم إذا عاملوا الأغراب بما يرونه هم . جاء في التلموذ أن من قتل مسيحيا أو اجنبيا أو وثنيا يكافأ بالخلود في الفردوس , أما من قتل يهوديا فكأنه قتل العالم اجمع.
جاء في التلمود خلق الله الأجنبي على هيئة انسان ليكون لائقا بخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من اجلهم , وفي كتاب بعنوان التلمود بلا قناع وهو كتاب نشر للمرة الأولى في مدينة سان بطرسبيرغ عام 1892 خلال العهد القيصري وفي الكتاب شرح لما يقوله التلمود عن المسيحيين تعليم العالم اللاهوتي الاب بونا فنتورا برانيتس وهو احد الخبراء القلائل في التعاليم التلمودية التي تدعي أن المسيح ساحر وشرير ووليد غير شرعي.

أما بروتوكولات حكماء صهيون الأربعة والعشرون اضافة إلى قرار الثأر عام 1492 ميلادي فهي مقررات تستمد روحها من التعاليم اليهودية الواردة في العهد القديم والتي جمعها اليهود كتاريخ لبني اسرائيل بعد موسى بمئات السنين تحت اسم الاسفار, وهذه الاسفار المقدسة عند اليهود هي خير ادانة لبني اسرائيل فهي مليئة بالدس والكذب والاحتيال والفسق والفجور والانحلال والذلة والغدر والخيانة والانحرافات الخلقية والاجتماعية والسرقة والسلب والنهب والشر وسفك دماء الغير.
تتمحور العنصرية الصهيونية وتتجلى بالتعامل المباشر مع الآخر, وهي تعتمد على التشريع اليهودي بأن هناك فرق بين اليهودي وغير اليهودي من حيث الجسد والروح , وتتجلى كذلك في السلوك اليومي لليهود ايام السلم وفي السلوك اليومي ايام الحرب , وحسب الثوراة الشعب اليهودي هو الشعب المختار الذي انتقاه الله من بين مخلوقات الأرض واصطفاه ليكون صفوة الشعوب والأمم وغير اليهود ليسوا بشر لأنهم ليسوا مخلوقين من قبل الله , واليهودي مقدس وغير اليهود نجس وحيوان , وجاء في تلمود اورشليم ص 94 ان النطفة المخلوق منها باقي الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية هي نطفة حصان , وعندهم الكلب افضل
يزعم اليهود أن اورشليم هي المدينة الخاصة لسكناهم هي مدينة داود ومقر الهيكل حيث يعبدون الههم هذا لأن اليهود يعجزون عن لقاء الرب وعبادته إلا في اورشليم في الهيكل وعلى جبل صهيون , وهكذا تكون الصهيونية قائمة في اليهودية وعلى هذا الأساس لا تعد مصطلحا جديدا أو تعبيرا جديدا فهي حركة سياسية وجدت الصهيونية مع اليهودية في الصحراء , وتركزت في سياسة فئة اقليمية هي الصهيونية قائمة على لعنة اليهود للشعوب , والصهيونية قائمة في يهودية تسعى إلى افساد شعوب العالم واخضاعها وقائمة على عقيدة الشعب المختار شعب يهوه , لقد وجدت الصهيونية بوجود اليهودية وولدت الصهيونية وترعرت في احضان اليهودية .
لقد نشأت عقيدة المجيء المخلص لدى اليهود عندما كانوا في الأسر في بابل وقبل ذلك في اثناء تيههم في صحراء سيناء واخذ انبياؤهم واحبارهم ورابيوهم ينشدون الخلاص , ويأملون بتأسيس وطن قومي وان ماحققوه بعودتهم من سبي بابل يستمرون بادعائه في الوقت الحاضر لاعتقادهم بأنهم لا يزالون في عام النفي والأسر والغربة , أما ارض الأباء لم تعد ارض للأباء كما يزعمون إذ تهدف الصهيونية إلى تدمير العراق .
وضع احبار اليهود وحاخاماتهم كتابين التلمود الأورشليمي والتلمود البابلي , وقد وضع الأخير اثناء السبي إلى بابل , ووضع اولهما بعد العودة إلى اورشليم وذلك من اجل تنظيم الحياة القومية والدينية والاجتماعية , ويذكر التلمود أن المسيح ابن زانية لأن امه مريم كانت عاهرة أما المسلمون وقد اتى ذكرهم في وقت لاحق فإن التلمود ينبذهم ولا يعترف بهم لأنهم ابناء اسماعيل , وفيما يتعلق بسكن اليهود وموطنهم فإن القدس هي المكان الوحيد الخاصة بهم .
الجذور التاريخية والدينية للعنصرية الاسرائيلية يعتقد بني اسرائيل ليسوا مثل غيرهم من البشر لاختيارهم دون غيرهم من الشعوب (شعب الله لرب اسرائيل الخاص بهم وحدهم) كان يشوع بن نون هو اول من ارسى التقاليد التي تحضى بالقدسية وأول صورة قديمة للصراع الداخلي بين مسيرة التيه في سيناء , فقد تمرد الشعب على موسى واعتبروه سببا في معاناتهم , وظهرت اسرائيل فيما بعد إلى الوجود نتيجة مشروع استيطاني سياسي خلفيته الاسطورية , اسطورة اعادة بناء الهيكل الثالث في المكان المقام عليه الآن المسجد الأقصى وقبة الصخرة , وقد حاول احد المفكرين الاسرائيليين الدكتور يورام قام بتبرئه وتبرير مثل هذه الاساطير وتوظيفها سياسيا , والهدف من الترويج للاساطيرالقديمة بعد تغليفها برموز عصرية هو تقديم تفسير لما حدث وما يحدث وما سوف يحدث للاسرائيلين مستقبلا .
العنصرية اليهودية ليست جديدة بل كانت قائمة على مدى التاريخ وإلا فلماذا كان اليهود يعزلون انفسهم حيثما كانوا في احياء معزولة خاصة بهم اسموها الجيتو استعلاء اولا ثم استخفاء وتستر إذ هم يرفضون الاختلاط بغير اليهود كيلا يطلعون على اسرارهم وخفاياهم , وفي الجزيرة العربية عزلوا انفسهم في قريظة وخيبر وبنوالنظير كما عزلوا انفسهم في اوروبا ومارسوا عنصريتهم فيها . يقول حاخامهم عوفاديا يوسف إن الله ندم على خلق غير اليهود وانه كان عليه إلا يخلقهم .
صورة العربي في بعض المؤلفات التي كتبها مفكرون يهود في الخارج ومن هؤلاء الباحثة اليهودية الأمريكية جيلارامراز ماريو مارست في كتاب صدر لها باللغة الانكليزية تحت عنوان العربي في الأدب الاسرائيلي فيه من الكتابة العنصرية التي لايجب أن يلجأ اليها أي ناقد ادبي يحترم الرسالة التي يؤديها .
قال رفائيل ايتان ( العرب حشرات بل صراصير يجب وضعها في قارورة معلقة ) وتقول جولدامائير ( العربي الجيد هو العربي الميت ).
قال احد كبار الأدباء الاسرائيليين المعاصرين وهو موشيه شامير اليميني المتطرف (لقد تجاوز اجرامنا اجرام روسيا في الشيشان وافغانستان واجرام امريكا في فيتنام واجرام صربيا في البوسنة) ومن الكتاب المراجعين الكاتب الأمريكي اليهودي جون سالك الذي وضع كتابا عن قيام اليهود بقتل ثمانين الف الماني في معسكرات اعتقال في بولندا بعد الحرب العالمية الثانية مما اثار حفيظة اليهود .
اما اسحق شامير رئيس وزرائهم الأسبق ورئيس عصابة شتيرن قبل أن تصبح لهم دولة قتل اللورد موين الوزير البريطاني ثم قتل الكونت برنادوت الوسيط الدولي في حي القطمون بالقدس , واعلن شامير ذات يوم في مؤتمر يهودي عقد في القدس ( إنه لن يتردد في ابادة الشعب الفلسطيني بالقنابل النووية عند الضرورة .
يقول لوكاس غرولنبرغ في كتابه (فلسطين اولا) متهكما وبعد الف سنة قررنا نحن احفاد الصليبين أن فلسطين العربية يجب أن تؤخذ من اصحابها العرب وتعطى لحركة الاستيطان اليهودية للتكفير عن جرائمنا الحديثة في اوروبا صرخة يجب أن نوجهها إلى العالم نعلن فيها أن الهولوكوست هو ما حل بنا نحن الضحايا الحقيقيون , الهولوكوست وقع علينا هولوكوستهم ان صح التعبير لم يعمر سوى سبع سنين وهولوكوستنا قائم ما يزال على مدى ما يزيد عن نصف قرن.
يقول اريل شارون كان يجب على هؤلاء الأطفال إلا يخلقوا وقد خلقوا خطأ فان علينا تصحيح الخطأ , ثم يمضي بحز الطفل بين يديه باستمتاع منقطع النظير( الوصف على لسان الضابط المرافق له).
هناك تباين بين اليهود الاشكناز واليهود الشرقيين تعاني منها اسرائيل , لقد سارت الحركة النقدية الأدبية التي يسيطر عليها النقاد الاشكناز يقوم على تجاهل الأدباء اليهود من ذوي الأصول الشرقية جاء مفكرون من الغرب لكشف الزيف الدعاوي اليهودي بطريقة علمية ودراسات جادة لا تبحث عن غير الحقيقة , فقد تعرض هؤلاء للأذى والتشهير من هؤلاء المفكر الفرنسي روجيه جارودي والمفكر البريطاني ديفيد ايرفنج والباحث اليهودي الاسرائيلي نورمان فنكلشتاين في كتابه صناعة الهولوكوست .
في اعقاب الحرب العالمية الأولى كان موقف الدول الغربية الذي افصح عنه القادة من اقوال تمت بوضوح عما تكنه افئدتهم ( امثال الجنرال غورو الفرنسي واللورد اللنبي البريطاني ) الأول عند قبر صلاح الدين الأيوبي بدمشق والثاني عند دخول القدس , ما يثير الدهشة هو أن الغرب لم يكن مسؤولا عن النازية إذ كان هو خصمها , وهو الذي حاربها حتى الهزيمة , وهو ليس مسؤولا عما حل باليهود بل هو نفسه قدم من الضحايا وحل به من الدمار ما يفوق ما اصاب اليهود بما لا يقاس , ماذا كان بامكان بريطانيا وفرنسا وروسيا أن تفعل هي نفسها احتلت اراضيها وخسرت الملايين من ابنائها , ولماذا تخصيص الهولوكوست باليهود إلى درجة أن جعلوا منه عقيدة تقدس اليهودي الضحية دون غيره , الم تكن هذه قمة العنصرية والتمييز العرقي والديني . لقد اصبح الهولوكوست دجاجة تبيض ذهبا لليهود وحتى اليوم دفعت المانيا وحدها مايزيد عن 65 مليار دولار تعويضات ثمنا لدم اليهود , وهناك ما يزيد عن مئة متحف للهولوكوست النازي ضد اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية .
اكد احد قادة شتيرن وهو (اسرائيل الداد) في مقال نشر في جريدة يديعوت احرانوت في الرابع من الشهر الثاني عام 1983 ان زملائه شرحوا للنازيين تطابق المصالح بينهما , وقد ورد في نص مذكرة قدمت للألمان تقول ( إن حلا جذريا للمسألة اليهودية يتطلب اجلاء اليهود عن اوروبا , وهذا شرط اساسي لحل المسألة اليهودية ضمن دولة يهودية بحدودها التاريخية ... حدث هذا عندما كانت الحرب في اوجها باوروبا ) من كتاب روجيه جارودي الخرافات المؤسسة للسياسة الاسرائيلية
لقد نجح الصهاينة بتقديم انفسهم للرأي العام الغربي كشعب لقي من الويلات في المحرقة ما يعطيه حق ارتكاب أي عمل ضد أي شخص في أي وقت بدون أي وازع , والعرب غير قادرين على ايصال صورة صحيحة عن معاناتهم إلى الرأي العام , والمحرقة هي جوهر الاعتراف الثقافي بحق العدو في الوجود...
ظهرت اسرائيل في ظروف غير طبيعية وقد صدر عن الأمم المتحدة قرار ظالم بحق الشعب الفلسطيني , واقتطعت اجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية لتقام عليها الدولة الصهيونية اسرائيل . كان اول مندوب سامي على فلسطين هو هربرت صموئيل مع تعمد أن يكون يهوديا لكي يصل وقدعمل فعلا على تطبيق وعد بلفور على الأرض ثم ما اعقب ذلك من صراعات بين العرب من جهة واليهود والامريكان من جهة , وكان من اول المنتبهين والمنبهين عل الخطر العنصري الصهيوني نجيب عازوري في كتابه (يقظة الأمة العربية) عام 1905.
يرى جودت السعد أن الوسائل التي استعملتها الحركة الصهيونية للوصول إلى اهدافها كثيرة , ولكن من اهم الوسائل توظيف التاريخ لخدمتها وصولا إلى اغراض سياسية محددة فالتاريخ بالنسبة لها هو التوراة والديانة اليهودية ابنة هذا التاريخ والديانة اليهودية والتاريخ التوراتي هما عكازتا الحركة الصهيونية .
كانت الظروف السياسية التي احاطت فلسطين في تلك الفترة اثر بالغ في تسهيل مهمة الصهيونية من حيث ضعف العثمانيين , وتدخل اوروبا في شؤون الدولة العثمانية , وسمحت بريطانيا للجمعيات الصهيونية بالقدوم إلى فلسطين بهدف السياحة او التنقيب عن الاثار واكتشافها .
صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975 يدين الحركة الصهيونية على اعتبارها حركة عنصرية , والغي هذا القرار عام 1991 بضغوط امريكية , وهذا لا يلغي أن الوصمة العنصرية تلاحق اسرائيل .
اقدم الكيان الصهيوني عام 1993 على سن قانون التعليم للدولة حيث تنص المادة الثانية منه على أن التعليم في دولة اسرائيل يجب أن يرتكز على قيم الثقافة اليهودية والولاء لدولة اسرائيل والشعب اليهودي. هناك اكثر من 1500 كتاب من عدة اصناف بين ايدي الناشئة اليهود تمثل فوقية واستعلاء وتحقير كل ما هو عربي مسلم . غسل الأدمغة في كتاب تاريخ اسرائيل في العصور الحديثة تأليف الدكتور شمشون كيرشنقويم في طبعاته القديمة والحديثة في الصفحات 91 - 94 في تبرير الاستيطان قدموا انفسهم قربانا لحريتهم ...
هناك ثلاثة روافد اساسية للعنصرية الاسرائيلية
الرافد التراثي :- على المستوى العقائدي الاعتقاد في خصوصية الآله فهو آله خاص ببني اسرائيل دون البشرية عامة , وقد حرمت عبادته على غير اليهود , التشريعات اليهودية هي بشكل عام تشريعات خاصة تخص اليهود دون غيرهم , وقد انتقل الفكر الديني القومي إلى الصهيونية الحديثة واصبح دعامة اساسية من دعائم العنصرية الاسرائيلية .
الرافد الصهيوني :- قامت الصهيونية الحديثة غالبا على اليهود العلمانيين , وهؤلاء كانت الصهيونية تمثل مرجعيتهم الأولى , ويعتبر الدين والتراث اليهودي رافدا اساسيا للعنصرية الصهيونية بصرف النظر عن كونها صهيونية سياسية او دينية .
الرافد الحضاري الغربي :- يقر برهان غليون بأن الصهيونية فشلت في تطبيع وضع اليهود , ولكنها نقلت المسألة اليهودية من اوروبا إلى الشرق العربي , وانطلقت الصهيونية من مبادىء علمانية شاملة انتشرت في المجتمع الأوروبي وفي الحضارة الأوروبية في القرن التاسع عشر , واكتسبت منها طبيعتها العنصرية , وقد وضعت اوروبا اليهود والغجر في ادنى السلم وحكمت هذه النظريات على اليهود بعدم الانتماء إلى الحضارة الأوروبية .
اما العربي من وجهه النظر الصهيونية شخصية متخلفة يجب نقلها إلى المدينة والحضارة على يد الصهيونية التي ترى اليهودي عضوا في الحضارة الغربية منتميا إلى الجنس الأبيض.
يقول برهان غليون لقد نجحت الصهيونية في التغطية على استبعادها العرب الفلسطينيين واغتصاب حقوقهم رسميا في الأرض والممتلكات والوطن أي في اضفاء الشرعية على سياستها العنصرية بترويج نظرية اللاسامية العربية بناء على رفض الفلسطينيين والعرب الاستيطان اليهودي في فلسطين , ومن يراقب سياسة اسرائيل منذ نشوئها , واسرائيل لا تزال قائمة على الهرب من الاعتراف بالواقع أي وجود الشعب الفلسطيني , وتستمر اسرائيل في ادعائها أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط , وتحاول أن تربط نفسها بالديمقراطية الأوروبية والامريكية وتتهم الشرق الأوسط بالتخلف الناجم عن غياب الديمقراطية .
أن ثقافة السلام نوع من غسل الدماغ الذي تجربه السياسة الاسرائيلية والسياسة الأمريكية في المنطقة , فقد اوهموا العقل العربي بأن السلام آت , وبدأت المطالبات الاسرائيلية والأمريكية بتغيير المناهج الدراسية التي تحض على كراهية الاسرائيلي واليهودي . .



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلف وانهيار المجتمعات العربية
- العلاقات الدولية والعامل الاقتصادي
- العوامل التي تكمن وراء ظهور الإرهاب
- إلى متى تبقى اسرائيل دولة فوق القانون
- الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية
- السلطة والحرية في سياسة الدول
- الثقافة والمجتمع
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف
- القيادة والهوية السياسية في ادارة النظام السياسي
- القضية الفلسطينية إلى أين
- حقوق الدول في ظل سيادة القطب الواحد
- الليبرالية الجديدة وتغيير الواقع الثقافي للمجتمعات
- التغيرات في النظام الدولي
- إرهاب الدولة وإرهاب المنظمات
- القيم في المجتمعات الغربية والشرقية
- حروب العدوان الصهيوني على غزة
- علم الاجتماع في العالم المعاصر


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الصهيونية السياسية والدينية