أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - تخلف وانهيار المجتمعات العربية














المزيد.....

تخلف وانهيار المجتمعات العربية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن مفهوم الحداثة وعدم التعامل معها بشكل صحيح في العالم العربي, هو سبب تخلف المجتمعات العربية في استيعاب التجديد والأبداع والتنظيمات التي كونت المجتمعات الحديثة. كما أن التغطية على التخلف سواء بالدعاية الاعلامية أو الإنجازات الشكلية لايعني أن أوضاع المجتمع السياسي أو المدني العربي بخير, وكذلك عدم القدرة على قراءة التاريخ بشكل صحيح تسبب تعثرآ في مسيرة المجتمعات العربية.
إن الهروب من معالجة القضايا الأساسية للتخلف من خلال تعليقها أو تركها لدى الكثير من الأنظمة السياسية العربية (والسبب يكمن في عدم قدرتنا على فهم واقعنا) ولو اردنا مناقشة ذلك لتبين أننا نحن المتأمرون على مجتمعاتنا وأنفسنا.
يعزو البعض أن التخلف في العالم العربي يعود لأسباب اقتصادية, وهذا لايكفي ... لأن هناك أسباب تبين أن التخلف يعود إلى الافتقار الفكري والثقافي والاعلامي.
إن مايميز الدولة في العالم العربي بعد الاستقلال هو طغيانها الكلي على مجموع المجتمع المدني (بسبب مركزية الأحزاب). كما أن الزعامة الفردية للرئيس أو الملك والسيطرة على مقومات وأسس المجتمع المدني تأتي من خلال العلاقة مع السلطة السياسية والمبنية على سلب منظمات المجتمع المدني دورها واستقلاليتها.
تعاني المجتمعات العربية من استبداد وتدني في التعليم والثقافة, وتقوم بعض الأنظمة بقتل العلماء وتزج عشرات آلآلاف من المعارضة لسياساتها في السجون, وفي العديد من المجتمعات العربية لا توجد سيطرة على موارد البلاد, وانعكاس ذلك على الوضع الأقتصادي في تدني مستوى حياة الفرد.
يتحدث الدكتور سليم بركات في كتابه المجتمع العربي المعاصر حول تعرض الدكتور صادق جلال العظم لنقد الفكر المثالي والديني في كتابه النقد الذاتي بعد الهزيمة ونقد الفكر الديني ¸ ويبدو أن صادق العظم ركز اهتمامه على نقد الفكر العربي المثالي اكثر مما اراد أن يقدم تحليلا يفسر فيه مواطن الضعف وكيفية الخروج من حالة العجز العربي.
يعاني المجتمع العربي من الخلافات والتفرقة والتفكك بين مجموع الدول العربية بدلا من الاتحاد والوحدة وكذلك تحصل عملية التفكك في البلد الواحد, وقد كرس الاستعمار النزاعات الفئوية والطائفية بسبب ضعف الأحزاب وفشلها في عملية النهوض بالمجتمع وتدني قدرة الأحزاب التي تم تشكيلها بعد الحرب العالمية الثانية وفي الخمسينات من القرن الماضي بما في ذلك ما يسمى احزاب اليسار.
تعاني المجتمعات العربية ممثلة بقياداتها التبعية المباشرة إلى الغرب واندماج اقتصاد هذه الدول مع السوق العالمية للرأسمالية, والفوارق الشاسعة بين ابناء المجتمع من الأغنياء والفقراء, وغياب وضعف الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية وانهيارها, وغياب الديمقراطية التي ترتبط بمفهوم الحرية حرية الفرد والمجتمع والتعددية الحزبية والسياسية والانتخابات النزيهة والعدالة الاجتماعية ...
يقول محمد عابد الجابري : إن العرب يعيشون ماضيهم قبل حاضرهم , ويعيشون في ذاكرة الماضي أكثر من غرسهم لتطلعات بناء مستقبلهم وتقدم اجيالهم ...
التخلف وليد التبعية, ولا يمكن أن يتم التطور إلا من خلال ثورة شعبية يتم من خلالها القضاء على الجهل والأمية والظلم والاستبداد وانظمة التوريث والانقلابات لبناء دولة مدنية ديمقراطية يكون فيها الوطن للجميع.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الدولية والعامل الاقتصادي
- العوامل التي تكمن وراء ظهور الإرهاب
- إلى متى تبقى اسرائيل دولة فوق القانون
- الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية
- السلطة والحرية في سياسة الدول
- الثقافة والمجتمع
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف
- القيادة والهوية السياسية في ادارة النظام السياسي
- القضية الفلسطينية إلى أين
- حقوق الدول في ظل سيادة القطب الواحد
- الليبرالية الجديدة وتغيير الواقع الثقافي للمجتمعات
- التغيرات في النظام الدولي
- إرهاب الدولة وإرهاب المنظمات
- القيم في المجتمعات الغربية والشرقية
- حروب العدوان الصهيوني على غزة
- علم الاجتماع في العالم المعاصر
- العلاقة بين الفكر السائد والسلطة في إثارة ودعم الإرهاب


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - تخلف وانهيار المجتمعات العربية