أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماري مارديني - لمن تُهدى الهدايا














المزيد.....

لمن تُهدى الهدايا


ماري مارديني

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 03:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المُتعارف عليه عامة ان الهدية هي فقط تعبير عن محبة و ربما تقرب او تودد او ربما "تمسيح جوخ!" او رشوة .. هذا ما تعارف عليه الناس ، و لا سيما الناس المحدودين الثقافة، و هذا ما اعتادوه في تفسير الهدية او الهدف منها. لكن ايضا من الممكن ان تكون الهدايا مختلفة الاسلوب و السبب و الهدف. اي ان الهدية ممكن ان تكون حث على العمل الافضل و تشجيع على تحسين المستوى . و بذلك تكون بدل من النقد السلبي للتحفيز على الاداء الجيد بدل السلبي. و كمثال سريع على ذلك اذكر رجل كان في السوق المزدحم، كان يتنقل بين المحلات التجارية لشراء اغراضه و متطلباته و شعر ان احدما قد مد يده لجيبه لسرقة محفظته لكن الرجل تمكن من ان يقبض على يد ذلك السارق و قال له اطلب النقود مني طلبا اشرف لك فإنني اعطيك اياها اذا طلبتها لكن لا تسرقها مني سرقة ، قل انك بحاجة نقود و ليس معك نقود فأفهم ظرفك و اشفق عليك و اساعدك ، لكن لا تسلك سلوك مهين لانسانيتك و لغدر الاخر لتهرب بالنقود مخالفا للقيم و القانون ،ثم قدم ذلك الرجل نقوده للسارق هدية و طلب منه ان يذهب بأمان على ان يفكر و يتعلم من ذلك الحدث.

فالمقصود من المثال السابق ان الهدايا لا تهُدى دوما فقط للجيدين من الناس، و لا الى المحبوبين من الناس، و ليس فقط الى من يستحق الهدية بنظر من يعطي الهدية، لكنها ممكن ان تكون اسلوب عالي المستوى القيمي و الثقافي و التربوي في النقد و التعبير بشكل ايجابي، و كذلك اسلوب توجيه ايجابي لمن يحتاج توجيه و لمن لا يجيد العمل الجيد لكي يتشجع على العمل الجيد و التفكير الجيد الايجابي.

مثال اخر : احدما حاول التنصت على مكالمات احد اخر و قام بإستعمال ما سمعه من تلك المكالمات على اساس انه اتى به من خياله لكن تم كشف تنصته بكامله وتم اثبات ان المتنصت لا يملك قيم و لا مستوى و لا مبدأ ، و بذات الوقت اراد ان يخفي تنصته الذي قام به محاولا ذلك بإسلوب غير حضاري و غير قيمي فتم كشفه و كشف هدفه و ثم ايهامه انه نجح بذلك فقط لكي يتم اختباره ان كان سيعتذر عن سوء تصرفه بجرأة بدل التخفي كالنعام الغبي المكشوف لكنه لم يعترف بسوء تصرفه فتم احتقاره كل الاحتقار و الكشف له بإسلوب ساخر انه مكشوف في التنصت و التحرش بالناس و استعمال ما تنصت به على الغير بشكل مريض سلبي و ان محاولاته في التخفي غبية و معبرة عن اخلاق فاسدة و لم يستوعب انه اشبه بالنعام الذي يصدق نفسه انه مختبئ عندما يضع رأسه بالارض و هو مكشوف جدا ،فالمثال السابق بحقيقته لا يجرؤ ان يرفع رأسه امام من كشفه او ينظر بعينيه. و مثله يوجد الكثير بالواقع حيث لا يستوعبون الهدف من حسن التعامل معهم في توعية التفكير الايجابي و السلوك الجيد الذي غفا و مات بنفوس و عقول و سلوك الفاسدين الذين لا يعرفون كم هم مكشوفين

و اذا كان بعض الناس تكون الهدية و المعاملة الحسنة معهم على الرغم من سلبياتهم قادرة على تحسين سلوكهم لانهم قد يتعلمون من المعاملة الحسنة شيئأ ايجابيا يحسن اخلاقهم ، لكن البعض يبقى السوء الذي تربى به متجذر به و بسلوكه ولا يستوعب ان احسان الاخر له و حسن التعامل معه هو محاولة لاصلاحه و تنبيهه انه يسلك بشكل سلبي غير صحيح ،و ان عليه تحسين نفسه و تفكيره و سلوكه.

الهدايا قد تكون معنوية و قد تكون فكرية و قد تكون انسانية. و الانسان الراقي الثقافة و الحضارة هو من يفهم الهدف من الهدية و معناها و القصد منها و يتعلم منها ان كان ذو تفكير ايجابي.



#ماري_مارديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال لاجئين
- اسم حركي! و مجتمع فساد!
- معتقدات لا عقلانية
- قصور القانون و القيم نحو الاقليات في الشرق
- التعصب الديني و الطائفية و الفساد المشترك لدى اساتذة في كلية ...
- نظرة المجتمع للمرأة الذكية هي نظرتهم لليليث!
- ثمن الحرب
- لغة الجسد
- التعصب الديني و الطائفية و الفساد المشترك لدى اساتذة في كلية ...
- نحو مجتمع اكثر حضارة و اعمق ثقافة
- ويستغربون وصفي لهم بالمتخلفين!
- محمية للطيور
- التعصب الديني و الطائفية و الفساد لدى اساتذة في كلية جامعية ...
- التعصب الديني في العمل و اثره على المرأة و الاقليات و الوطن
- المرأة للصالون الثقافي
- إلبسي كما تريدين!
- مقابلة عمل
- ان الله ليس خبيثا
- فاكس
- ثقافة المحبة و الاقليات


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماري مارديني - لمن تُهدى الهدايا