أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماري مارديني - نظرة المجتمع للمرأة الذكية هي نظرتهم لليليث!














المزيد.....

نظرة المجتمع للمرأة الذكية هي نظرتهم لليليث!


ماري مارديني

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 13:34
المحور: حقوق الانسان
    


كانت ليليث اول امرأة، و كانت قبل حواء، و قد فكرت و استعملت عقلها فغضب ادم و همشها لانها ذات عقل ، و قد طالبت بالمساواة . و هكذا فإن البعض من الذين يرون امرأة ذكية فإنهم يخافون منها ، و يسعون لتهميش عقلها و يصفونها كما وصفت الاساطير ليليث . الى الان ان من يخاف من عقل المرأة يسعى الى ابعادها كي لا تزعزع كرسيه و تشاركه سلطته و تأخذ مكانتها الطبيعية في مسألة مشاركة الرجل بالعقل و الفكر .. ان من يرى بالمرأة فقط الانوثة و من يريد ان يقمع العقول عند النساء و النشء الحديث هو من حارب ليليث سابقا و استهان بعقلها. فليليث امرأة خُلقت مثل ادم ،و بدأت بإستخدام عقلها ربما قبل ادم لانها كانت تقارن و تطالب بحقوقها بجرأة و لا تقبل اقل منها منذ بداية الخليقة. فليست ليليث سيئة و لا مومس كما وصفتها الاساطير، و ليست خطيرة على المرأة "او على حواء"، و لا على الاطفال، لكنها ليست مهضومة الحقوق فهي اول امرأة طالبت بالمساواة .
ليليث نادت بالمساواة قبل الجميع ، و ليليث فكرت قبل ادم لذلك شعر ادم بأنها تهدده ، و تهدد سلطته، فخاف منها، خاف على نفسه فإشتكاها لله بعد هروبها لانها ارادت المساواة مع ادم ، و لم تقبل تسلطه عليها، لانها تريد التعاون و الاشتراك معه بالتفكير.

ترتبط ليليث ببابل و السومريين و بلاد النهرين و هي اسطورة يُقال كانت قبل حواء ، لكن بعد هروبها خلقت حواء التي قبلت بسلطة الرجل عليها واكتفت بدور التابع له . اما ليليث التي فكرت و التي اعترضت و التي ارادت حقها بالمساواة اتُهمت بأنها مومس، معشوقة ، بغي و شهوانية ، و قد تم وصفها بذلك خوفا من عقلها لانها اعترضت ، و عندما لم تحصل على حقها تركت ادم و ذهبت لانها تريد العدالة و المساواة و لم تجدها . فهل هي مومس و بغي و معشوقة مجرد انها استخدمت العقل؟!. و اعتبروها فيما بعد عبر الاساطير روح شريرة و وحش. ثم اعتاد الناس قديما وضع التعاويذ لحماية الحامل و الاطفال من روحها الشريرة ـ و يبدو ان من اتى بفكرة التعويذة اراد ان يثير الرعب بنفوس النساء و الاطفال و ينبه ان استعمال العقل يجلب لهم المشقة و الاتهامات الزور و التعب و من تستعمله من النساء مصيرها الهروب او التهميش ـ كما ارتبط اسم ليليث قديما بصفات ليست مستحبة كالمرض و الموت و الريح.

كم من ليليث في العالم و كم من يتهمون كل ليليث بذات الاتهامات و الاوصاف التي وصف بها اول ادم ليليث لانه و لانهم ليسوا على مستوى عقلها و وعيها، فهل العقل و الوعي خطرا او عارا !؟ الا عند الجهلة . فكل واعية متحررة ليليث، كل متحملة مسؤولية نفسها ليليث، و كل مطالبة بالمساواة هي ليليث ، و كل مفكرة ليليث، و كل حساسة ليليث، فهل ليليث عار! و هل هو عار جمع العقل و الانوثة معاُ !؟ أليست ليليت انثى ايضا و جميلة و اجمل من حواء لانها تمتلك العقل اضافة للانوثة التي هي فقط احدى صفات المرأة و ليست هي كل صفات المرأة ، لكن ادم اراد الانوثة فقط ،اي اراد نصف امرأة و هذا لم تقبل ليليث به لانها ذات عقل لا تقبل بتجاهل عقلها او نسيانه ، ان المرأة هي ليليث و حواء معا فهي روح واحدة .. اليست المرأة عقل و احساس . لكن من يُعادي ليليث ـ اي من يعادي عقل المرأة ـ هم من يريدون امرأة بلا عقل اي يريدون صفة واحدة من صفات المرأة فيريدون الانوثة فقط و .يعيبون على ليليث التفوق و القدرة !؟ فمتى كان التفوق و القدرة عيوبا ! أليسوا مزايا و حسنات؟!

ان المرأة و الرجل ليسا نقيضين، و ليسا جهتي صراع ضد بعضهما، فكلاهما الانسان، و يكملان بعضهما، و كلاهما له عقل يحق له استخدامه و هناك فروق فردية بين الرجال و فروق فردية بين النساء و طبعا ذلك اضافة الى الفروق الطبيعية بين المرأة و الرجل بشكل عام. لكن الانسان هو عقل و عندما يرفض الرجل عقل المرأة ان ذلك يشير الى ضعف في عقله و نفسه هو. ان البعض يضيق الخناق على المرأة اذا راى انها تقاسمه الدور و تتفوق عليه لانه يريدها تابعة له فقط و لا يقبل تفوقها عليه او حتى مساواتها معه.

و من المهم الاشارة الى ان ليليث الاسطورة المذكورة بالسطور السابقة هي ليست ليليت العقدة النفسية التي تصيب البعض.



#ماري_مارديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الحرب
- لغة الجسد
- التعصب الديني و الطائفية و الفساد المشترك لدى اساتذة في كلية ...
- نحو مجتمع اكثر حضارة و اعمق ثقافة
- ويستغربون وصفي لهم بالمتخلفين!
- محمية للطيور
- التعصب الديني و الطائفية و الفساد لدى اساتذة في كلية جامعية ...
- التعصب الديني في العمل و اثره على المرأة و الاقليات و الوطن
- المرأة للصالون الثقافي
- إلبسي كما تريدين!
- مقابلة عمل
- ان الله ليس خبيثا
- فاكس
- ثقافة المحبة و الاقليات
- العنف الموجه ضد المرأة
- عدواني او مسالم
- تحرر المرأة هو مرآة المجتمع
- المرأة و التطرف الديني في العالم العربي


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماري مارديني - نظرة المجتمع للمرأة الذكية هي نظرتهم لليليث!