أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - فلسفة الطب ومجزرة اورلاندو














المزيد.....

فلسفة الطب ومجزرة اورلاندو


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 21:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس هنالك معلومات واضحة او دقيقة مستقاة من تقارير طبية-نفسية حول شخصية عمر ماتين المسؤول عن قتل وجرح اكثر من مائة شخص من المثليين في اورلاندو. فكل ما لدينا هو انطباعات سطحية ومتناقضة.

فالبعض يعزي دوافعه لارتكابه للمجزرة الى تطرفه الاسلامي المجرد من الرحمة. آخرون يعزون فعله الى عشقه للعنف, وخصوصا تجاه المثليين بسبب خوف متأصل من المثلية. زوجته السابقة تتحدث عن اصابته بالاضطراب النفسي ثنائي القطب Bipolar Disorder. ولكن المشكلة هي ان العديد يساوون بين العنف او تقلب المزاج بمفردهما مع الاصابة بهذا الاضطراب الخطير.

ولكن ما تفلح هذه المزاعم والتكهنات في تحقيقه هو اظهارها حقيقة ان بواعث ودوافع المجزرة لا يمكن التعامل معها بشكل اختزالي تبسيطي فج, في حين انها قد تكون حصيلة تفاعل معقد ومتشابك لمجموعة من العوامل المترابطة مع بعضها البعض, والبعض منها قد يكون واضحا والأخرى خفية وتحتاح الى المزيد من التنقيب والفحص والتحليل. كما ان ما قد يبدو مهما في البداية قد يفقد اهميته, جزئيا او كليا, بسبب اكتشاف حقائق جديدة اثناء مجرى التحقيق, التي قد تضعف مصداقية الفرضيات الاولى لصالح اخرى لاحقا. افترض هنا طبعا حيادية التحقيق, وان كان هذا امر غير مضمون تماما او دوما.

وما تقوله فلسفة الطب بخصوص تعريف المصطلحات قد ينطبق, بشكل او بآخر, على تحديد العوامل المعقدة والمتشابكة التي كونت شخصية ماتين, كأي انسان آخر, و حدت به الى ارتكاب جريمته.

في مقالتها المهمة والكلاسيكية بخصوص موضوعة الاجهاض وعلاقتها بكيفية تعريف الجنين كانسان متكامل في حالة اجهاضه والمسؤولية الاخلاقية والقانونبة المترتبة على ذلك, تجادل Mary Ann Warren ان تعريف الانسان يتحدد بتوفر خمسة شروط (1):
1- الوعي (بالأشياء والأحداث الخارجية و/ أو الداخلية) ، وعلى وجه الخصوص القدرة على الشعور بالألم.
وفي مكان آخر (2) شرحت ان اتباع الماركسية المبتذلة, حالهم حال العديد من الناس, يستخدمون معلومات رديئة نوعيا لافتقارها للبعد العاطفي, لذا فهي باردة برودة الموت. فافكار بدون عواطف لا تخلق ابداعا ولا تُحرِك الجماهير. لذلك يفشلون وتتقوض مشاريعهم حتى قبل ان تقف على ساقيها. فيتحدثون عن فهم الالم وليس عن تحسسه, فتصبح ماركسيتهم صنوا ل"ماركسية الروبوتات!", ونقيضا لانسانية الماركسية, ماركسية ماركس.

2. المنطق (القدرة على وضع حلول لمشاكل جديدة ومعقدة نسبيا)؛

3. النشاط بسبب دوافع ذاتية (النشاط المستقل نسبيا عما هو وراثي أو السيطرة الخارجية المباشرة)؛

4. القدرة على التواصل، وبأي وسيلة كانت وبرسائل متنوعة غير محددة وبكل الأنواع، ولا يقتصر ذلك فقط على التواصل مع عدد محدود من الناس, وبكل المحتويات والموضوعات الممكنة؛

5. وجود مفاهيم الذات، والوعي الذاتي، إلفردية أو العرقية، أو كلاهما.

في مقالتها، لا تعتقد Warren ان كل واحد من الشروط الخمسة اعلاه كاف بحد ذاته لتعريف الانسان, وان كانت تعتقد ان بعضها ضرورة لا غنى عنها لتعريفه. وهي تعتقد ان مجموعة العوامل الثلاثة (الوعي، والمنطق، والنشاط ذا الدوافع الذاتية) هي على الارجح ضرورية لتعريف الانسان. اي ان كل شيء ممتلك للوعي, وقادر على استخدام الجدل المنطقي, ويشارك في نشاطات ذات دوافع ذاتية، هو انسان: ان تلبية كل الشروط الثلاث كافية لتعريف الانسان.

ان شروط Warren قد تخلق مشاكلا فلسفية وقانونية لاحصر لها. فهل ان شخصا مغسول الدماغ وبذلك لا يستوفي الشرط الثالث الخاص بالدوافع الذاتية المستقلة نسبيا يمكن ان ينطبق عليه تعريف الانسان؟ ولكن اذا كان هذا الشخص لا ينطبق عليه تعريف الانسان, فهل يعني هذا انه لا يتحمل وزر اخطائه او جرائمه؟ واذا كان هو غير مسؤول اخلاقيا عن جرائمه, فهل يعني هذا انه غير مسؤول قانونيا عنها ايضا؟

--------------
المصدران
1. On the Moral and Legal Status of Abortion
Mary Ann Warren
http://faculty.mc3.edu/barmstro/warren.html

2. استخدام علوم الدماغ في مكافحة الماركسية المبتذلة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=516900



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداء للمثلية الجنسية لا يقتصر على الاسلام
- جريمة بشعة لها جذورها في مجتمع مشبع بالعنف والكراهية!
- تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا
- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
- -الفاشية الإسلامية-: -شاورما بدون بهارات!-
- رسالة عاملة منزل فلبينية الى ملك السعودية
- شاعرية الثورة في العراق من 1932 لغاية 1960
- اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية
- نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية
- الحزب لم يتخلى عن اللينينية لكونه لم يعتنقها اصلا!
- استخدام علوم الدماغ في مكافحة الماركسية المبتذلة
- السلطة في العراق تلجأ خداعا حتى الى ملكة بريطانيا لانقاذها
- الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان
- هل يمكن اصلاح العملية السياسية في العراق بدون التخلص منها؟
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق
- نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!
- -العدالة الاجتماعية- مفهوم مضَلِل لإدامة الرأسمالية
- كوبا هي التي تُعّلِم الولايات المتحدة حقوق الانسان وليس العك ...


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - فلسفة الطب ومجزرة اورلاندو