أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [26]















المزيد.....


الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [26]


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


منهج الإمام أبو العزائم في الدعاء
الدعاء منهج الصالحين ودرب السالكين، ونور اليقين، وسلاح المؤمنين، وسراج منير للمتقين، وقرة عين القانتين، وراح طهور للعاشقين، يجد فيه أهل الإيمان لذتهم وانشراح صدرهم.
الدعاء هو لسان المناجاة للعارفين، ونور الإيمان وبرهان الصدق على ذل العبودية للصادقين، فهو يعبر عن احتياج العبد وفقره وذله ومسكنته ودوام اتصاله بربه سبحانه القريب الذي يسمع كل دعاء، العليم الذي لا تخفي عليه الأحوال. والله تعالى هو الجواد الواسع الذي بشر الداعين من أمة سيد المرسلين بإجابة دعاءهم فقال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)(البقرة: من الآية186) وقال صلى الله عليه وسلم " ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب لـه، فإما أن يعجل لـه في الدنيا وإما أن يؤخر لـه في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل، يقول دعوت ربي فما استجاب لي، ويقول صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين".

ومما تميز به الإمام أبو العزائم واثر عنه كثرة الأوراد والأدعية والابتهالات والاستغاثات والأحزاب وذلك عملا منه بقوله تعالى (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (السجدة:16) وقوله تعالى (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (لأعراف:55) وليقينه أن الدعاء طريقة إلى رحمة الله ورضوانه ينفع مما نزل ومما لم ينزل,

يقول :
من يجيب المضطر إن ناداه
ويلبي المحتاج حال دعاه

من أنيس القلوب حال صفاها
قال كل الوجود ذاك الله

وإذا كان البعض يكتفي في الدعاء بالنطق بألفاظ الدعاء في أوقات محددة، أو يكتفي بالعلم أن الدعاء وسيلة لجلب الخير ودفع الشر عنه من ناحية، وإيقاع العذاب والغضب على الخصوم من جهة أخرى، فهو لا يلجأ إلى الدعاء إلا عند الحاجة أو يعتبر الدعاء دواء يتناوله عند نزوله الحاجة من ضيق أو شدة فلا يلجأ إليه إلا حين تعدم الوسائل أو يفتقر إلى الحيلة. فإن الإمام أبي العزائم يتخذ من الدعاء منهجا ساميا للتعلق بأستار الهيبة والجمال والجلال الإلهي وميزابا لاستدرار فيض فضل الله مدرارا. وسببا للتحبب والتودد إلى الله والتملق إلى جنابه العلي هيمانا بذلة الخطاب واستشراقا لأنوار المناجاة الإلهية وفرحا بلباس العبودية وتاج الذل لرب البرية سبحانه. فترجم عن هذا الحال في دعاء يفيض بإحساس وجداني عميق، وانفعال نفسي، وتعلق قلبي وثقة وإخلاص ويقين، وفرح بإقامة الله لـه ضارعا متبتلا خاشا ذليلا بين يديه مسرورا لسوابق الأقدار وعناية الله الذي ناداه من جانب طور قلبه الأيمن وقربه نجيا يخاطبه ويتلذذ بتضرعه لا يمل ولا يكل.

نلمس ذلك كله من خلال منهجه في الدعاء الذي يتمثل فيما يلي:
1- كتاب (إلهي إلهي إلهي): وقد جمع الإمام في هذا الكتاب من روائع الأدعية والأوراد والأحزاب المعجز من آيات التنزيل والمأثور من أحاديث البشير النذير وأهل البيت الطيبين الطاهرين وما ألهمه الله سبحانه وتعالى به من الدعاء.
2- كتاب (ادعوني استجب لكم) الجزء الأول: وفيه فيض عميم وعطاء وافر من الله سبحانه وتعالى على الإمام من الدعاء الذي يتذوقه المؤمن الداعي نورا وينشرح لـه صدره سرورا، شمل ما يقرب من 193 حزبا ناولت مناسبات شتى وأوقات مختلفة وأياما فاضلة على مدار أيام العام كله وهو عند دعائه دائما يفتتح بالقرآن الكريم ويأتي الدعاء مبينا ما شملته الآيات من معاني عليه وهبات ربانية وكنوز للعطاء، فيفتح بالدعاء قلوبا تسقى طهورا وتتناول الأرواح منه شرابا كان مزاجه كافورا، وتتنعم الأسرار بذوق شراب كان مزاجه زنجبيلا.

فقد كان فريدا في دعائه وتضرعه إلى الله صفا قلبه وتعلقت روحه بالملأ الأعلى، وانقدح نور الالتجاء إلى الله ونور العبودية في قلبه ففاض اللسان بالعبارة العذبة التي تجذب النفوس وتهيم الأرواح.

1- الأحزاب:
ويظهر ذلك جليا في قوله في أحد أحزابه بعنوان (استغاثة الأخيار) غرة محرم 1331هـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا)
اللهم يا فتاح يا عليم، يا معط يا وهاب، سبحانك اللهم وبحمدك أنت مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، اسألك يا قريب يا مجيب يا سميع يا ولي يا حميد، برحمتك التي وسعت كل شيء وفضلك العظيم الذي عم كل شيء، يا غافر الذنب وقابل التوب، موجبات رضوانك وحقيقة محبتك وواسع إحسانك ، ولطيف عنايتك وجميل ولايتك، وسريع إغاثتك ومنن عطاياك، وجمال آلائك مما تفضلت به على خير أحبابك، وأكرمت به خواص أوليائك، وجملت به المرادين لحضرتك العلية، واسألك يا حنان يا منان، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام منازل الأبرار، ومشاهد الأخيار، ومعية الذاكرين، ومؤانسة الفاكرين، ومواجهة المقربين، وإخلاص الموقنين.
إلهي إلهـي ، ناولني بيمنك المقدسة طهور القبول وراح الإقبال، وأنلني يا إلهي جمال منازلتك يا معط يا وهاب، وجملني يا إلهي بالمعاني التي أكون بها محبوبا لذاتك المقدسة، مطلوبا بجمالك العلي ، فائزا بحبك سبحانك لي وحبي لمولاي العلي المتعالي، وحققني يا إلهي بالإخلاص في التوكل على حضرتك العلية، حتى ارتشف من طهور شرابه (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى)(غافر: من الآية44) ، واجذبني إليك بكل جذبة حب وقرب، حتى تسكن نفسي إليك يا ذا الجلال والإكرام مجملا بجمال يقين (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:79) وامنحني يا إلهي حلاوة الشوق إلى جناب القدس الأعلى، حتى تنبلج على قلبي أنوار (قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)(الأنعام: من الآية91) واجعل لي يا الله نورا تنكشف لي به حقيقتي حتى أعلم حق العلم أنه لا إله إلا الله وروحني يا إلهي بالروح والريحان، وواسع الفضل والإحسان، حتى يطمئن قلبي بكمال اليقين فلا يشتغل بهم الرزق، ولا بخوف الخلق، ويستريح بدني من العذاب حتى أفر ممن سواك وما سواك متحققا بكشف سر (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) (الشرح7 :8) وأعني يا قدير يا قوي على شكر نعماك حتى تجملني بالخصوصية خصوصية أهل العناية الربانية ، سر بشري (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(سـبأ: من الآية13).
إلهي واشرح صدري ويسر أمري، وأعذني وأهلي وأولادي وأحبابي من الشيطان الرجيم.
إلهي وضع عني وزري وارفع ذكري، حتى أكون ممن أكرمتهم بالبشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وتفضلت عليهم بالفضل العظيم يا الله.
إلهي جدد السنة وأعل الكلمة، وأصلح حالنا، وحسن مآلنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم واشفنا شفاء لا يغادر سقما، وافتح لنا أبواب فضللك، وخزائن كرمك وكنوز جودك، وأمدني والمسلمين جميعا بودك واهدنا صراطك المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إنك مجيب الدعاء (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الانبياء:88). وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم آمين يا رب العالمين.

2- الأدعية:
دعاء التوكل
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ)
أسألك اللهم كما أمرت بالتوكل على الحي الذي لا يموت ، أن تمنحنا يا إلهنا شهود حقيقة أنفسنا شهودا يجعلنا نتوكل عليك حق التوكل، يا حي يا قيوم، أحينا حياة أهل اليقين الحق، الآنسين بربهم، الراضين عنه، المؤيدين بروح منك سبحانك، وامنحنا يا إلهنا حقيقة التسبيح بحمدك تسبيحا نشهد به أنك سبحانك المنفرد بإسباغ الإحسان، الموجب للحمد حيث لا يحمد سواك سبحانك، المنزه في ذاتك وأسمائك وصفاتك جمالا يليق بك.
رب جملني بحسن التوكل عليك وبصحة الفرار إليك، وامنحنا توبة نصوحا تطهرنا بها من هم شهواتنا، ولمم حظوظنا، خبث طبعنا، وطغيان أمارتنا بالسوء.
رب هب لنا وسعة في أرزاقنا، ونسيئة في أعمارنا، وعصمة من الناس، سخر لنا كل شيء هو في ملكك وملكوتك، وأذل لنا أعداءنا وأعداءك، وخدم لنا أولياءك.
رب اجعلني بكلي لحضرتك ا لعلية يا رب العالمين.
(لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دعاء اسم الله الأعظم
يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله يا رب العالمين، وأحيني بك حياة طيبة أذوق بها حلاوة التلذذ بشهود جمالاتك، واكشف لي عن أسرار آياتك حتى أعاين تجليات حيطة قيوميتك، واحفظني بروح القدس حتى أتحقق بعين اليقين ، وتولني برعايتك ووقايتك في ظاهري وباطني وحالي ومقالي، وأطق قيدي من شهود الغير، وزج بي في أنوار التجلي، وارفعني يا إلهي من حفيف الوهم إلى أعلى مقام التثبيت، وأدخلني في حيز مجلي معاني أسماء الجلال حتى أتصرف التصرف التام بغير أن أكون بين خوف بشريتي، وإقدام ملكيتي بما يتوالى على من تقلبات خواص الآثار الكونية، ومتعني بالكمال المطلق حتى أكون عبدا لذاتك، وأقمني عاملا لك سبحانك مخلصا لك شاكرا ذاكرا فاكرا.
وثبتني كما ثبت أهل اليقين، وحلني بخواص الأسماء الظاهرة، وبآثار محض الفضل، لأكون منيع من جميع الشواغل الكونية، حتى لا أهتم بما سبق لي في أم كتابك لإسباغه علي، مع فراغ قلبي لحضرتك سبحانك، وراحة بدني من العناء في طلبه لتواليه على من حيث لا أحتسب، وتوجني بتاج العزة العظيم الذي توجت به خواص عبادك، وزهدني بتوالي الأيادي على فيمن سواك، واجعلني شاكرا لأنعمك، ذاكرا لك سبحانك، أدعوك رغبة ورهبة مخلصا لك الدين يا رب العالمين، ومل بي عن جميع مرادي برضائي بشريف مرادك ، ونور قلبي بالفقه في دينك، وأمدني بروحانية حبيبك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم، واجمعني عليه جمع اتحاد أكون به من أهل معيته صلى الله عليه وسلم، الذين أثنيت سبحانك عليهم، وسر بي يا إلهي على صراطه متبعا لهديه، وامنحني حبك الذي منحته من وفقهم لأتباعه صلى الله عليه وسلم بسر قولك سبحانك : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران: من الآية31) وهب لي كمال اتباعه وجميل محبته، واجعلني محبوبا لك سبحانك به محبا لـه بك، يا حي يا قيوم يا علي يا عظيم يا قريب يا مجيب، يا الله.. يا الله.. يا الله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الانبياء:88) وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

نموذج من أدعية الإمام ليلة النصف من شعبان
" إلهي إلهي إلهي ، هذه ليلة الإجابة، ليلة التوبة، ليلة الرجوع إليك، ليلة إنزال القرآ،، ليلة بشرنا نبيك صلى الله عليه وسلم أنك تجيب الدعاء، فنسألك بقلوب منكسرة يا ذا الطول والحول والقوة أن تواجهنا بوجهك الجميل، وتبدل سيئاتنا حسنات، وتعمر بحبك قلوبنا، وتيسر بوسعتك أرزاقنا، وتوفي ديوننا، وتشفينا من السقم والمرض، وتمنحنا الخير والنعمة والمال والولد، يا سميع يا سميع،، يا من تتجلى لأحبابك بجمالك ، فتجذبهم إلى حضرتك، تجل لنا بجمالك، وقدر لما الخير الذي أنت أهله.
إلهي إلهـي إلهي، إن كنت قدرت علينا السوء فتداركنا بالإحسان، وأبدل هذا القدر بخير عام، واكتبنا في أم الكتاب من أمة نبيك المختار الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة يا مجيب الدعاء.
إلهي إلهـي إلهي لنا حوائج عظيمة، وإنما ينزل العظيم بالعظيم، وأنت الرب العظيم فيسر حوائجنا.
إلهي إلهـي إلهي، لنا أولاد ولنا أهل وإخوان، فنسألك الخير العام والرحمة الواسعة والشفاء من كل ألم ، والإخلاص في كل عمل، والولاية الحقة، والحب منك والقرب منك والوفاة على الإسلام بسر قولك سبحانك (يس) إلى قوله تعالى (بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (يّـس: من الآية81).
إلهي إلهـي إلهي ، أنت السميع الواسع القريب، استجب لنا وأكرمنا وقربنا، بسر قولك سبحانك (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس82 ، 83) .

3- الابتهالات:
وهي كثيرة جدا تعمها مواجيده مستغيثا ضارعا إلى الله منيبا إليه متوسلا إليه بأحب الأعمال إليه وبرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الطاهرين والأولياء والصالحين سواء أكان ذلك في المناسبات الدينية، أم في غيرها من أيام السنة.

ومن ذلك قوله :
إلهي أنت بي بر رحيم
معين رازق غوث كريم

وكم نجيتني من كل هول
وكم وافى بك الفضل العميم

وكم أوليتني عزا ومجدا
وكم عندي لك الخير المقيم

إلهي أنت تعلم بي وحسبي
بأنك سيدي أنت العليم

إلهي علم حالي عن سؤالي
كفاني إني تحيرت الفهوم

إلهي من تكن مولاه حاشا
تزلزله عن الحق الغيوم

إلهي من يكن بك في سرور
وعز كيف تغريه الهموم

إلهي من ضمنت لـه غناه
يميل إلى التشكك أو يحوم

فحاشا أن اشك وأنت ربي
وأخشى واليقين بكم سليم

وقد عودتني فرجا قريبا
فهيئ لي بحقك ما أروم

إلهي يا مجيب لمن دعاه
أجب يا من بحالنا عليم

توسلنا إليك بسر طه
وبالكنز المطلسم يا حكيم

رفعت لك الأكف وأنت حسبي
وغوثي إذا بدا الخطب الأليم

وقوله :
إلهي إلهي يا ولي تولني
ولاية محبوب ونور بصيرتي

إلهي إلهـي يا حفيظ بحفظكم
من الشر فاحفظني وكل أحبتي

إلهي أيا وهاب هب لي عناية
بها أك ملحوظا بعين العناية

إلهي إلهـي يا سلام فسلمن
نفسي وبدني من هوى وضلالة

إلهي أيا معطي فهب لي كنوزكم
لأظهر كنزا للهدى والسعادة

إلهي أيا فتاح فافتح قلوبنا
لتفتح أبواب السما بالإجابة

وقد نبه على أن الدعاء روحه الإخلاص وهو سر الإجابة فيه، ولكن كيف يكون الإنسان مخلصا في دعائه؟ يقول :
"لا يكون المؤمن مخلصا في دعائه حقيقة الإخلاص، ما دام لـه تدبير وحول وقوة في رفع ما يدعو لكشفه، حتى يتحقق بالعجز عن دفعه بحوله وقوته وماله وأهله والناس أجمعين، مثال ذلك ما يحصل لأهل السفينة، فإنهم يدعون الله تعالى مع اعتمادهم على الربان وعلى الملاحين، فإذا علاهم موج كالظلل وجزع الربان والملاحون ودهشوا، عند ذلك يخلص الكل الدعاء لله كما قال سبحانه وتعالى(دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)(يونس: من الآية22).
وقد يحصل الإخلاص الحقيقي في الدعاء للأفراد الذين كوشفوا بحقيقة التوحيد، وتحققوا أن الضار والنافع هو الله فإنهم لخشيتهم من الله لا يتحققون بنفع الأشياء النافعة، ولا بضرر الأشياء الضارة، فهم يدعون الله مخلصين أن يدفع عنهم الضرر، ويمنحهم النفع.
ولا تخلوا الأحوال التي تصيب بني آدم في أبدانهم وأموالهم وأهليهم من الحكم الربانية، فيفزعون إلى الله تعالى، ويسألون العارف أن يدعوا الله لهم فيكشف الله عنهم ما ألم بهم، فإن دعاء العارف يهدي النفوس إلى معرفته سبحانه، فيعلمون أن لهم إلها جبارا عالما قديرا يسمع دعاءهم ويعلم ما هم فيه، وهو قادر على نجاتهم. يراهم وإن كانوا لا يرونه، ويسمع دعائهم ونجواهم، على هذا القياس كلما أصاب الناس من الجهد والبلاء، فيضطرهم ذلك إلى الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل،ليذهب الغلاء والوباء، وآلام الأطال ومصائب الأخيار، وما شاكلها من الأمور السماوية التي لا سبيل لأحد في دفعها عنهم إلا الله تعالى، فيكون ذلك دلالة لهم على الله عز وجل، وهداية إليه كما قال سبحانه (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62)

وبعد الإخلاص في الدعاء يجب على الداعي أن يكون على يقين أن الله مجيب دعاءه وحسن ظنه وثقته في الله تدفعه إلى المناجاة والاستغاثة والتضرع والتملق لـه سبحانه والطمع فيه فيقول :
"إذا دعوتم فكونوا موقنين بالإجابة، فإن الله تعالى لا يقبل إلا من موقن، ومن دعا دعاء بينا من قلبه، لأن من استعمله الله تعالى بالدعاء لـه فقد فتح لـه بابا من العبادة، وفي الخبر (الدعاء نصف الإيمان) وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من داع يدعو موقنا بالإجابة في غير معصية ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله تعالى إحدى ثلاث: إما أن يجيب دعوته فيما سأل، أو يصرف عنه من السوء مثله، أو يدخر لـه في الآخرة ما هو خير لـه" وروينا عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال للرجل الذي قال : أوصني، فقال " لا تتهم الله تعالى في شيء قضاه عليك" وفي خبر آخر: أنه نظر إلى السماء وضحك صلى الله عليه وسلم فسئل على ذلك فقال: "عجبت لقضاء الله تعالى للمؤمن في كل قضائه لـه خير، إن قضى لـه بالسراء رضي وكان خيرا لـه، وإن قضى عليه بالضراء رضي وكان خيرا لـه".

ومن حسن الظن بالله تعالى التملق لـه سبحانه، وهو من قوة الطمع فيه
أما الاستجابة وسرعة الإغاثة من الله سبحانه وهي ما يتوقف عنده البعض وقد يدور بخاطره أن السائلين كثير ولكن من تجاب دعوتهم قليل فلماذا؟ وهنا بين الإمام أبو العزائم ذلك من ثلاثة وجوه فيقول :
الوجه الأول: وهو ما يتذوقه أهل المعرفة وهو أن لفظة (عباد) خاصة للمخصوصين، فإنها ما وردت في القرآن إلا لأهل الخصوصية العالية، وعلى هذا فما من عبد من هؤلاء سال الله تعالى إلا استجاب لـه، قال تعالى (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(الزمر: من الآية34)وبهذا لا يرد السؤال.
الوجه الثاني: أن الدعاء هو العبادة والتضرع إلى الله تعالى والتملق شكرا وخشوعا بين يديه، فما قام عبد في هذا المقام إلا واجهه الله تعالى بوجهه ويكون الدعاء من العبد دعوة الله تعالى أن يقبل عليه ويقبل منه.
الوجه الثالث: أن الدعاء مستجاب من الله تعالى يعجل ما شاء أن يعجله في الدنيا ويؤجل ما شاء منه، وقد ورد في السنة أن المؤمن تعطي لـه خيرات جزاء قربات فيقول : رب إني لم أعمل شيئا من هذا: فيقول الله تعالى : هذا دعاؤك الذي كنت تدعوني به في الدنيا أجلته لك، فيقول : ليته أجل جميعه.



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [8] ويزكيهم
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [7] ذو القرنين
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [25]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [24]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [6] المسيح الدجال
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [5] الدابة
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [23]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [22]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [21]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [4] كما بدأنا أول خلق نعيده
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [20]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [3] سر إظهار المجددين
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [2] شجرة آدم وحواء
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [1] حكمة خلق الإنسان وإيجاد ...
- أُحِسُ حيال عينيكِ.. بشئ داخلي يبكي
- قانون الكارما.. محكمة العدل الإلهي
- فن الإستمتاع بالحياة [3]
- رحمة الصوفية (إهداء للعزيزة الكاتبة فاطمة ناعوت)
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [19]
- الحج والجهاد في الإسلام.. رؤية الإمام المجدد السيد محمد ماضي ...


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [26]