أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون














المزيد.....

مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 11:13
المحور: كتابات ساخرة
    


لماذا يفرّق المسلمون بين الصلاة والصيام وكلاهما فرض وواجب؟ ولماذا يحتفلون بقدوم شهر رمضان بشتى أنواع الاحتفالات ولا يقيمون للصلاة وزنا؟ فعندما يحلّ شهر رمضان يتغيّر وجه الحياة في العالم الإسلامي، وتتجه الأنظار إلى المساجد وكيف تغصّ بالمصلين في جميع الصلوات، وما إن ينتصف أو يشرف على نهايته حتى يفرّ هؤلاء ويعودون إلى ما كانوا عليه، كل شيء يتغيّر في رمضان، العادات والتقاليد، الدوام، النوم، العبادة، الأكل والشرب، صنوف الطعام والحلويات، الزيارات والتواصل بين الأرحام، مساعدة الفقراء والمحتاجين والمساكين، الكل يقدّم خدمة والكل مستعدّ للصّبر في مواجهة الجوع والعطش ومقاومة جميع الشهوات.
وبينما يحاول البعض حبس نفسه عن الشهوات في نهار وليل رمضان، ويتحرّى الحلال، يرتع آخرون في الشهر الكريم كيفما يحلو لهم، ويتهكّمون على الشرع بأن يصوموا نهار رمضان ويفعلون ما يحلو لهم في ليله منتهكين بذلك حرمته، ويأتون جميع المعاصي، كالسهر في المقاهي واللعب بالأوراق وإتيان المنكرات من شرب السجائر والاستماع إلى اللهو والمجون في الأماكن المشبوهة ولا يقيمون وزنا لروح الشهر الكريم الذي يفتح الباب من جديد لمن أراد أن يتوب وأن يؤوب إلى الله، حتى يكفّر عنه سيئاته في أيام معدودات كما نص عليها القرآن.
لكن هذا لا يستمر، فبعد الأيام المعدودات يتحول الإنسان كما كان وربما أسوأ مما كان، لم يتعلم من المدرسة الرمضانية شيئا، ولم يستفد من النفحات والبركات إلا قليلا، لم يكن يدري أنه في مدرسة يختبر فيها إيمانه، ولأن إيمانه لم يكن صادقا، صام من أجل فلان وفلان، ومن أجل ألا يستهزأ به أو يحتقر، لم يصم إيمانا واحتسابا، لم يعمّر قلبه بالإيمان، ولأن قلبه متشبث بالدنيا أكثر، فإنه لا يقوى على التحمل سوى أيام قليلة فقط، والله غفور رحيم، كلا إنها كلمة هو قائلها والله يتولى الأمور ولا يرضى السخرية والاستهزاء في العبادة، فهي إما أن يعمّها الإخلاص وإما أن يدمّرها الرياء والعبث بأحكام الله سبحانه وتعالى.
مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون، هم كثير في مجتمعاتنا الإسلامية التي تهتم بالصيام أكثر من اهتمامها بالصلاة، وكلاهما شعيرتان يتقرب بهما العبد لمولاه، وإن كانت الصلاة أوجب وأوكد وأوطن في النفس لانها شعيرة يومية، بل تتكرر خمس مرات في اليوم، وهي الشعيرة الوحيدة التي يجب أن يؤديها الإنسان ولو كان على فراش الموت، لا يقطعها أبدا في كل حالاته بينما الشعائر الأخرى ومنها الصوم يمكن أن تسقط لسبب أو لآخر، فلماذا انعكست الآية عند المسلمين؟ ولِمَ يسمّون أنفسهم مسلمين وهم لا يؤدّون أهم شعيرة في الإسلام ويغفلون عنها في سائر الأيام، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس بين العبد وبين الكفر إلا تركه تركه الصلاة" وقد أوصى بها سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام وهو يعالج سكرات الموت: الصلاة.. الصلاة.
كيف يقبل الله عز وجل صوم مسلم لا يؤدي فريضة الصلاة، سيبقى صومه معلّقا حتى يؤدّي الصلاة، وأول سؤال يعرضه يوم القيامة، ماذا فعلت بصلاتك؟، فهي أم الأعمال، إن صلحت صلح العمل كله، وإن فسدت فسد العمل كله، والصلاة ليست مجرد ركعات وسجدات، بل هي علاقة تعبدية شعائرية روحية بين العبد وربه، يستسلم فيها العبد لأمر الله خمس مرات في اليوم، يشبع بها روحه وجسده، ويفيض عقله حكمة ودراية، ويشع قلبه إيمانا واحتسابا، تلك الروح الصافية النقية التي تستقبل شهر رمضان وهي في أتمّ استعداد، وخنوع وخضوع واستسلام لرب الأرض والسماوات.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يعتذر أوباما؟
- بن غربية .. لا تلعب بالنار
- فقدتُ أخْتي
- استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان
- مفاوضات جنيف على المحك
- العمال يكدحون والكبار يتكالبون
- منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون