أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - مفاوضات جنيف على المحك














المزيد.....

مفاوضات جنيف على المحك


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 11:58
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما قررت المعارضة السورية تعليق المفاوضات في جنيف أو إلغاء مشاركتها، لم يكن قرارها نابعا من إيمانها بحقن دماء الشعب السوري وإنهاء هذه الحرب التي استمرت سنوات ولا أمل في إنهائها سياسيا كما يبدو، بل كان إيعازا من دول لا ترضى أن يكون النظام السوري قائما على الأرض وهو في مرحلة قوة، والدليل أن هذه المعارضة إن كانت فعلا تسمى كذلك ادّعت أن النظام السوري اخترق الهدنة مرارا وتكرارا ومن ثمّ هي ببساطة علّقت مشاركتها إلى الأبد واتجهت إلى الحل العسكري بل طالبت الدول التي تموّلها والعالم أجمع بتزويد فصائلها بالعتاد العسكري المطلوب لتزيد الطين بلّة والأرض احتراقا ونارا، هذه النظرة أصابت العالم جميعا في مقتل ولم يعر اهتماما لهذه الدعوة من المعارضة وواصل الضغط من أجل حلّ سياسي لأنه اقتنع فعلا أن الحرب على سوريا كانت في الأساس للقضاء على النظام وليست ثورة نابعة من الشعب يطالب بالحرية والكرامة.
فالعالم اليوم على المحكّ أمام هذه المفارقات العجيبة، ومن المؤكد أن سوريا اتخذت الطريق الصحيح عندما أصرّت على البقاء في معترك المفاوضات التي يقودها المبعوث الأممي في جنيف وطالبت الأمم المتحدة بالضغط على جميع الأطراف للخروج من هذه الأزمة سياسيا ودون مزيد من إراقة الدماء، وعلى من اختار مواصلة الحرب أن يتحمل المسؤولية الجنائية والاجتماعية من وراء دعوته البغيضة التي يريد من خلالها أن يسقط كل تفاهم سياسي، وبالتالي فمادام هناك من يدعم الإرهاب ولا يعاقَب ولا يحاسَب ولا يجمَّد فإن الإرهاب سيظل قائما وستظل الحرب على الإرهاب حربا على الوهم الذي سيبقى يسيطر على العالم ما لم يعالج داؤه.
فالمعارضة السورية تتغذّى على طحالب الدول التي يهمّها في المقام الأول أن يرحل الدكتور بشار الأسد، وإذا لم يرحل الدكتور بشار الأسد فما عساها أن تفعل؟ وإذا رحل فما البديل الذي يمكن أن تقدّمه للعالم والتجارب السابقة أثبتت فشلها مما لا يدع مجالا للشك، فالتجربة العراقية اليومية تعيش أسوأ أحوالها على الإطلاق منذ إعلان الحرب المستعرة على العراق والاستنجاد بالعملاء الذين عاشوا في الغرب وادّعوا أن العراق يملك أسلحة دمار شامل فظهرت كذبتهم وعظمت خطيئتهم، وصار العراق أشبه بأحوال المغول، تتقاطع أحوال السياسيين مصائد الكراسي وداعش ينهش جسد الشعب العراقي، وكذلك الأمر في غيرها من البلدان التي سقطت فيها الأنظمة الدكتاتورية وصارت ملجأ للحشرات السامّة تقتل كل من يأتي في طريقها، هل تفكر السعودية وقطر وتركيا بهذه الكيفية؟
إذا رحل بشار الأسد لن تعيش سوريا بأمان، فهاهو بنيامين نتياهو يعلن أن الجولان إسرائيلية للأبد، وهاهم المعارضة يتكالبون على الكراسي كما يتكالب الأعداء على قصعتهم، هي الأحوال كما شاهدتها في العراق ستشاهدها في سوريا وإن انتهت الحرب ومالت إلى المعارضة كما يمنّون أنفسهم، ولكن الشعب السوري لا يرضى بالحل العراقي ولا بالحل الليبي ولا بأي حلّ من الحلول التي نراها على الساحة، أراد أن يقول للعالم مهما كانت الخطوب فإن النصر سيكون بإذن الله حليف من يعتقد أن الأرض للسوريين جميعا ولا مجال للمتآمرين أن يعيشوا وسط هذا الشعب الأبيّ.
وتبقى الحرب على سوريا حربا قذرة والذين يمارسونها قذرون لا يحبّون الحياة، ومن أجل أن يصلوا للكرسي بالقوّة يفعلون الأفاعيل، والأغرب من ذلك أن الذي تظنّ أنه أقرب أقربائك يطعنك بسكين ويوغل في طعنه حتى يتأكد أنكّ من الميّتين، ما زالت تركيا تصرّ على إقامة منطقة آمنة كما تزعم، هي لا تريد المنطقة الآمنة بقدر ما تريد أراضي أخرى لتصدّر إرهابييها لمطارحة النظام وإقصائه عن العالم، لكن المحاولات كلها باءت بالفشل الذّريع، وما زالت المسألة السورية تبحث عن دليل يرشدها إلى الأمان بعد خمس سنوات من هذه الحرب القذرة التي لا ميزان فيها إلا الدّعوة إلى حلّ سياسيّ قويّ وفاعل من المجتمع الدولي يجبر من كان سببا في الصراع أن يكفّ عن مهاتراته ويجلس إلى طاولة الحوار ويحدّد بعض النقاط التي تساهم في وقف تامّ لإطلاق النار والعودة من جديد للمفاوضات دون وصاية من أحد.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال يكدحون والكبار يتكالبون
- منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - مفاوضات جنيف على المحك