أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل هي الحرب القادمة؟














المزيد.....

هل هي الحرب القادمة؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 12:03
المحور: كتابات ساخرة
    


هل هي الحرب القادمة، هي تلك التي ستندلع بين إيران والسعودية؟ أو هي الدخان الذي يخفيه رماد العلاقات السعودية الإيرانية؟ فكلتا الدوليتن تورطتا في حربين كبّدتهما خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد والمال، وما زالت الدولتان تتكلّمان بلغة التهديد والحرب، وما زال البلدان يضخّان مليارات الدولارات في شراء الأسلحة وصنع الدمار، فالسعودية التي تورّطت في اليمن أرادت أن تخضع هذا البلد لسياساتها بالقوّة ولم تفلح، فاخترعت ما سمّي بعاصفة الحزم بداية لقلع الحوثيين من جذورهم ثم أتبعتها بإعادة الأمل وهو المفهوم المخالف للكلمة، دمّرت اليمن تدميرا بصواريخها التي تهدّ الجبال، وتزعم أنها تقدّم خدمة إنسانية لليمنيين، تقتل النساء والأطفال والشباب وتزعم أنه انتصار على من يسمّونهم إرهابيين أو متمردين، إنها الحرب الخاسرة التي تدمّر كل شيء، وتقضي على كل جميل، ما زالت الحرب مستمرّة وما زال إنهاك الدولة السعودية مستمرّا، وما زال الشعب اليمني يدفع فاتورة القرار السخيف الذي اتخذته السعودية بغير موجب، فهي تخوض حربا خاسرة من البداية لأنها تعلم علم اليقين أن الشعوب لا ترضخ بالقوّة العسكرية وإنما ستدافع بشراسة عن حرّيتها وعن وجودها حتى لو سالت دماء الشعب كله.
ويبقى أمام السعودية التي تخشى التوسّع الإيراني في المنطقة، إلا افتعال المشكلة مع الجمهورية الإيرانية واستفزازها علنيّا لعلها ترتدع بعد أن فشلت ميدانيا في حسم المعركة في اليمن، ولن تحسمها إذا استمرت على هذه الوتيرة بل ستتعب السعودية وستقبل في النهاية بالجلوس مع الحوثيين والحوار معهم، مادام هناك من وراء الكواليس من يؤجّج نار الحرب المدمّرة بينهما، ومن يغري السعودية أي أنها غير قادرة على طمس الحوثيين واقتلاع جذورهم بالقوة والعتاد العسكري، فهي إذا تعيش وهما خياليا لا تستطيع أن تحققه واقعا.
أما إيران فهي عالقة في سوريا في حرب ضد الجماعات المسلحة التي تريد هي الأخرى تدمير المنطقة برمّتها، وليس تغيير النظام في سوريا، فمطالبها امتدت إلى العراق وليبيا واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من التنظيمات المسلحة والمتشددة، وجدت نفسها أمام عدوّ جديد لم تألفه من قبل، فعقدت العزم على الوقوف بجانب حليفها القديم نظام بشار الأسد، وهي تخوض معركة كبيرة بعد خروجها من حرب ثقيلة مع جارتها العراق، فإيران تدعم حلفاءها في سوريا وفي اليمن من مفهوم المصلحة والتبعيّة لذلك فهي تجاهد من أجل تحقيق هدفها، فاتخذت من إعدام الشيخ نمر النمر قضية دينية مسيّسة لتهاجم السعودية وتطالبها بالكفّ عن إزعاج واستفزاز إيران كأنها بذلك تشبه إعدام النمير بقطع رأس الحسين في كرباء حينما أقدم يزيد بن معاوية على قتله، وهي تحرك بذلك المياه التي كانت راكدة وتهيّجها من جديد على الساحة.
والمتابع للأحداث يأسف لما يحدث في الدول العربية والإسلامية، ويتمنى تغليب العقل والحكمة في كل مرّة تحدث فيها عاصفة هوجاء تدمر ما بني خلال عقود وسنوات في لحظة من رمش عين، بل إن الحرب في غالب الأمر تدمّر البشر والحجر ويتأثر بها كل ما يقع على الأرض التي أمرنا المولى عز وجل بتعميرها لا بتدميرها، وبينما كانت السعودية وإيران متوافقتين يوما أو على الأقل محافظتين على المسافة التي بينهما للعمل سويّا فإنهما اليوم صارتا عدوّتين لا لشيء إلا لأن السعودية ترغب في المد الوهابي وإيران ترغب في المد الشيعي، وأذكى هذا الخلاف بينهما من يرى مصلحة في ذلك وهي إسرائيل بالدرجة الأولى التي كانت دائما تتوعّد إيران في كل مناسبة على لسان رؤسائها المتعاقبين على حكمها، بينما تقف واشنطن متفرجة لترى ما تؤول إليه الأوضاع ولا تتدخل بل تنصح دائما بضبط النفس لكنها تخفي في كل مرّة وجهها الحقيقي.
الحقيقة التي غفل عنها كثير من الباحثين والذين سخروا منها يوما عندما قيل إنها مؤامرة على الدول العربية والإسلامية لنهب ثرواتها والتمتع بخيراتها نعم هي كذلك ويزيدنا ثقة أن ما يحصل هو تطبيق لدراسات خُطّطت منذ زمن بعيد، ولعلكم لم تطلعوا على كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وهي مجموعة مواد تحدد طبيعة العاالم الإسلامي في المستقبل ومن بين ما قرأت فيه أنه يجب تقسيم الدول الإسلامية الكبرى إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها وينتفع من خيراتها الكبيرة، وقد ذكر اسم العراق والسودان والسعودية، قسمت السودان إلى نصفين بطلب من إسرائيل، وقسّمت العراق إلى طوائف وبلدات، هذا شيعي وهذا سني وهذا وهابي إلى غيرذلك بطلب من إسرائيل، وهاهي الدائرة تدور على السعودية اليوم فورّطوها في حرب مع اليمن، وربما مع إيران أيضا، فهل تنزلق السعودية في حرب مع إيران؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل هي الحرب القادمة؟