أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العالم يعيش صدمة














المزيد.....

العالم يعيش صدمة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 10:55
المحور: كتابات ساخرة
    


هل ستتغير الأحوال بعد الزيارات المكوكية التي يقوم بها العالم سياسيا واقتصاديا وحتى مناخيا؟، زيارات بعضها مكتوبة على الهامش وأخرى تترصّدها كاميرات المصورين ليكتب المحللون السياسيون ما يتبادر إلى أذهانهم من أفكار قد تصيب الحقيقة وقد تخطئها، فلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع آية الله خامنئي المرشد الأعلى في إيران أثناء حضوره قمة الغاز أعطى أكثر من إشارة إلى الزعماء الآخرين من حوله وللعالم الذي يتابع عن كثب ما يفعله هذا الرجل الأشقر.
فبالإضافة إلى الكاريزما التي يتمتع بها بوتين وخطف بها الأضواء بعد كان يتمتع بها باراك أوباما في أعوامه الأولى بعد انتخابه أول مرة، يتمتع بوتين بنظرات حادّة تجعل خصمه يحسب له ألف حساب قبل التورط في عدائه، نظرات أكسبته مهابة واحتراما من العالم أجمع رغم بعض الأخطاء التي ارتكبتها روسيا، ولها ما يبرّرها عند المسؤولين الروس، ورغم الانتكاسة التي أعقبت انخفاض أسعار النفط المتدنّية والعقوبات التي فرضتها الدول الأخرى عليها يبقى بوتين سيّد المشهد السوري، رفض أي مساومات تأتيه من الدولة العظمى في العالم، وتركيا الحليف الاسترتيجي لأمريكا، وبعض محاولات الإغراء الأخرى من السعودية وقطر والإمارات، وظل يمارس عمله كامبراطور جديد ظهر على الساحة العالمية، يقيم الوزن للديمقراطية في سوريا، ويصرّ على أن الشعب السوري وحده من يتحمل المسؤولية في بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة أو عزله، فلا يحق لأي دولة من الخارج أن تمارس الضغط أو تملي أوامر على سوريا ما دام الشعب نفسه راضيا بحكومته، هي النظرة التي يتقاسمها الروس مع الإيرانيين وهما حليفان استراتيجيان لسوريا الأسد.
ويبقى التغير المونولوجي في الشخصية الحديدية التي ظهرت إقليميا ودوليا اللغز المحيّر لأعداء سوريا من الخارج، فهي سيطرت على الأحداث وأقامت حواجز للحرب النفسية التي تقوم بها الدول بإعلامها الذي ما زال يراوغ ويناور من أجل تفكيك سوريا من الداخل، ولأن مصلحة روسيا في بقاء الأسد وسوريا بلدا موحدا، فهي تبذل الجهد الكبير من أجل إقناع العالم أن مسيرتها صحيحة وأن الدول الامبريالية المعادية لبشار الأسد تعمل من أجل التقسيم والتفكيك وبناء مستوطنات تابعة لها في البلد الذي قال لا صراحة لأمريكا الامبريالية المعادية، وتبقى المسألة بين أخذ وردّ بين الدول التي تعاني والدول التي تأمر من بعيد، وبعد مداولات ورحلات ولقاءات واستعدادات وتفجيرات هنا وهناك في دول متحالفة مع النظام في سوريا وأخرى معادية له، صار الكل في مرمى داعش ذلك العدو الأول الذي يتربص بالجميع وفي الوقت الذي يريد، يضرب بقوة وبتكتيك غريب، وبأدوات اتصال فائقة السرعة، تنطوي على أعتى المخابرات العالمية، بيّنت الفجوة العميقة والثغرات الكبيرة في فضاء المخابرات الدولية.
صار الجميع مقتنعا أن داعش التي ولدت في سوريا وقام بتطعيمها كل من السعودية وقطر والإمارات وتركيا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هي العدو الأول الذي يتربص بالجميع شرقا وغربا ويعبث بأرواح الناس، ويدمّر ويخرّب البلاد الذي سكن فيها، داعش المتكونة من كل من عاش فترات عصيبة في حياته، وأصبحت الحياة في نظره لا قيمة لها ويفضل الموت ويتلذذ بقتل الآخرين، هذه الايديولوجيا الغريبة في عقيدتها، المقرفة في أعمالها، هي السائدة اليوم بدعم أمريكي واضح، وتمويل سعودي فاضح، وفتح للحدود على مصراعيها، وسيكتب التاريخ يوما أن هذا الكلام صحيح، وأن من كان وراء هذه الجرثومة سينصفه الزمن.
بات العالم موقنا أن داعش هي ما يجب أن يستأصل بعد أن وصل الورم إلى مراحله الأخيرة وبدأ يفتك بجسد الأمة بل بجسد العالم كله لأن الخبث الذي لصق به من النوع الذي لا يرجى برؤه على المدى القصير على الأقل، لأن كل دولة تسرح وتمرح في مصالحها، وليست هناك نية حازمة وحاسمة لاستئصاله من جذوره.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة
- العرب على كرسي الإعاقة
- العالم ينتقم من المرأة
- أين الدكتور القرضاوي؟


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العالم يعيش صدمة