أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العالم ينتقم من المرأة














المزيد.....

العالم ينتقم من المرأة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 11:09
المحور: كتابات ساخرة
    



تحتفل المرأة في العالم بيومها العالمي في ظل أزمات شديدة لحقت بها في عالم اليوم، فهي إن استطاعت في بعض البلدان أن تحقق مكاسب، لم تحقق شيئا في بعضها الآخر، بل كانت عرضة للإهانة والاستهتار والاستغلال الفاحش، وهذا الاحتفال العالمي لم يمنحها الحياة الحقيقية بل إنه ينتقم منها أكثر من أنه يقدم لها شمعة جديدة تطفئها، لأن جميع الشموع السابقة احترقت أو بالأحرى أحرقت نفسها إلى أن ذابت ولم يعد لها وجود يذكر، كانت تنير الدرب يوم استغلها المحيطون بها لأنها كانت تمدهم بالشعاع الكافي للعمل على ضوئها وما إن وصلت مرحلة أخيرة من الاحتراق تصير رمادا تدفن حيث هي ولا يعبأ من أشعل النار فيها لأن أخريات كثيرات في الطريق ينتظرن الدور نفسه.
ضحك العالم على المرأة واستهزأ بها عندما خصص لها يوما عالميا، ظن الغالبون على أمرهم أن المنظمة العالمية ستقف ضد من تسول له نفسه الاقتراب من الشمعة المنارة دوما وتحافظ على معدنها الذي لا يحترق وإنما تبقى شامخة واقفة لأن النار لا تحرقها، لكنها خذلتها وجعلت شمعتها من الصمغ الذي سرعان ما يحترق بعود كبريت واحد ولمرة واحدة فقط، بعدها يمكن الاستغناء عنها واستبدالها بأخرى، ضحك العالم على المرأة حينما غرّ بها واعتبرها جزءا من المجتمع يدافع عنها في كل محفل تقام له صولات الاحتفال، ولكن الغلاف بدا مهترئا وسريع الشرخ، بدت الصورة واضحة وهي أن المرأة صارت دمية يلهو بها العالم كيفما شاء، إذا اشتاق إلى اللعب طلبها، وإذا وجد ما يلهيه تركها.
الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في وقت شهدت فيه المرأة على مستوى العالم نكسة كبيرة لم يشهدها التاريخ رغم الحضارة والتطور ودعوى المساواة بين الجنسين، هل تحقق للمرأة ما تريد، فهي إن ربحت في مجال خسرت في مجالات عديدة، على الصعيد النفسي أو الجسدي أو العاطفي أو الاجتماعي أو حتى على الصعيد الأسري والمادي، كل ذلك جعلها تعيش تذبذبا واضحا في حياتها، لم تعرف الاستقرار النفسي يوما لا في الشرق ولا في الغرب لأنها حملت نفسها أكثر مما تطيق إضافة إلى الأعباء التي تتحملها كل يوم تشرق فيه الشمس، فهل تعيش المرأة اليوم حياتها كما تريد أم أن العالم قد تغير نحو الأسوأ مع ظهور بوادر جديدة نحو استغلال المرأة جنسيا والاتجار بها وبيعها في الأسواق وعلى صدور المجلات والصحف لترى كيف وصل حال المرأة العالمي.
لكن المرأة العربية ورغم أنها تعيش في مجتمعات رجولية، فقد حققت جزءا من حريتها التي كفلها لها الشرع والقانون وتناضل من أجل الحفاظ على هويتها كامرأة لها أصالتها بكل شجاعة واقتدار، حاولت أن تبقي على رؤيتها للحياة وهي أنها لا بد أن تساهم في العمران لا في الانحلال، تخوض غمار العلم والتجربة رغم أنوثتها، تتحمل الصعاب والمشاق وتعرف أن هناك من يترصد فشلها ليعيدها إلى المربع الأول، ويبدو أن العادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية الرفيعة هي التي تحصنها من الوقوع في الزلل، رغم ظهور هذا الانحراف في بعض الدول إلا أن الغالب ما زال محافظا على عروبته وإسلامه كدين يدافع عن حقوقه وكغطاء يحميه من الوقوع في براثن الفساد أيا كان نوعه، ومع ظهور التنظيمات الجديدة المخيفة تشعر المرأة دائما أنها المستهدَفة والمعرّضة أكثر للاستغلال البشع الذي يروج لأفكار غريبة الأطوار لها أصولها الميتافيزيقية، ولا ترفع من شأن المرأة، شأنها في ذلك شأن منظمات حقوق الإنسان التي تدعي الحفاظ على هوية الإنسان.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الدكتور القرضاوي؟
- العالم يعيش نكبة تاريخية
- الإرهاب يضرب في الأعماق
- أنا إنسان
- واجتمع الإرهابيون في باريس
- لماذا تعارض المرأة التعدد رغم أنه الحل
- المرأة تعيش البؤس في العام الذي مضى
- المرأة العربية تعيش بين الوحوش
- العام الجديد كيف نستقبله؟
- صدمة الانتخابات في تونس
- الألم سر الحياة
- اللجوء قسوة لا تنتهي
- أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟
- تركيا وسط النار
- المرأة ستظل مستعبدة مالم
- هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟
- إنه الانتصار لتونس الشعب
- الغنوشي يستحقها
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العالم ينتقم من المرأة