أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العام الجديد كيف نستقبله؟














المزيد.....

العام الجديد كيف نستقبله؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 12:43
المحور: كتابات ساخرة
    


ونحن نستقبل أول أيام العام الميلادي الجديد2015م نسأل الله عز وجل أن يجعله عام سلم وسلام وأمن وأمان، وأن يبعد عنا كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، نسأله أن يجعل العام الجديد بإذن الله عاما نتخلص فيها من كل درن، ونبتعد فيها عن كل وسن، ويبعد عنّا المولى عز وجل كل المحن والإحن، نستقبل عاما جديدا وكلنا أمل أن نبدأ حياة جديدة ونطوي صفحات البؤس والشقاء التي عمّت بلادنا العربية بعد ما يسمى الثورات العربية، نستشرف آفاقا جديدة وكلنا عزيمة وإصرار وبصبر جميل على تخطي هذه الصعاب والخروج من فوهات المدافع ولغة الرصاص إلى أفق جديد سمته العلم والمعرفة وإعادة بناء الإنسان على أسس التسامح والتكافل والتعاون.
أمتنا هوت تحت القنابل والصواريخ، وصارت غابة مليئة بالوحوش والذئاب المفترسة التي تقتلع الإنسان من جذوره وتذبحه من الوريد إلى الوريد دون مراعاة لأدنى حقوق البشر والإنسان، وكأن الذي يذبح مجرّد من إنسانية الإنسان فصار كالحيوان المفترس الذي إذا جاع لا يعرف شيئا سوى إشباع غريزته وإطفاء لوعة الجوع الذي تنهش أمعاءه، فيطمس بذلك ثقافته وحضارته ويدنّس تاريخه ويطأ بقدميه كل فضيلة ليظهر بشعا في لباسه وفي شكله وفي ثقافته، ثقافة لم نعهدها، ثقافة التكفير والتهجّم والاعتداء على الآخر حتى لو كان طفلا بريئا جاء إلى هذه الدنيا حديثا يريد الحرية والتنعم بالحياة ولو قليلا، يستنشق فيها رائحة الأمل والطموح فتصدمه آلة الذبح وتغتاله وتغتال كل أمنية كانت تراوده.
أمّتنا قربت من نهاية الحدث بعد أن مزّقتها الحروب شمالها وجنوبها، سمّها ما شئت مؤامرة، أو فتنا، أو صراعات مذهبية، أو غيرها من المسميات التي ظهرت بعد أن كنا نعتقد أن الشعوب بدأت تشرب الديمقراطية من معينها، وتفهم معنى الحياة الجميلة لا الأليمة، وإذا بآلة الحرب تدكّ معاقلنا من كل جانب، مرّة بدعوى نشر الإسلام من جديد ومرة أخرى بدعوى مجابهة الظلم والطغيان، وفي كلتا الحالتين ابتلي الشعب العربي بنار تلظّى، تساوى فيها الأتقى والأشقى، نار أكلت كل شيء أمامها ولم تترك أثرا إلا ودنّسته، مئات القتلى كل يوم في فلسطين وليبيا والصومال والعراق وسوريا ولبنان والقائمة تطول بأي ذنب قتلوا؟ بأي ذنب يحرمون من الحياة الكريمة؟ بأي لغة يفهم هؤلاء المسلحون؟ ومن يمدّهم بالسلاح والعتاد؟
مجرمون أولئك الذين يمدّون هؤلاء بالمال والسلاح والعتاد لا شك مهما كانت مبرّراتهم، لا نقبل إلا أن نسميهم مجرمين، والإسلام بريء منهم إلى يوم الدين، لا نريد منهم إسلامهم هذا الذي يدعو إلى قتل الآخر والاعتداء عليه بهذا الشكل البشع والمشين، والأغرب من ذلك كله أن الأمم المتحدة تدعو الأطراف المتنازعة في كل بلد إلى ضبط النفس والتوقف الفوري لإطلاق النار دون أن تكلّف نفسها البحث في أسباب الصراع ومعالجتها، ودون البحث فيمن يمد هذه الفرق المتشظية بالسلاح والمال وكأن الأمر لا يعنيها كمنظمة عالمية ترعى حقوق الإنسان، فبئس هذه المنظمات التي لا تبحث إلا عن نفسها من خلال الإعلام الذي ينافق أعمالها، وما خفي من أخبارها كان أعظم، وإلا فالنار ملتهبة في كل مكان وهي تتفرج وتنتظر ماذا؟ ترى البؤس في وجوه الأطفال والنساء، وقد حرموا من أبسط أساسيات الحياة، كيف يعيش هؤلاء؟ ومن أجبرهم على اللجوء إلى المخيمات يقاسون البرد والحر والجوع وكل أنواع الذل والمهانة، والأثرياء في بيوتهم ينعمون ولا يدرون أن النار ربما تلحقهم يوما بما كسبت أيديهم.
عظم الإجرام في العالم وصار القتل يوميا وكأنه مألوف، لا تحرك الأنفس سوى بعض التأوهات التي تظهر هنا وهناك وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يعنينا، نبحث عن الحل وإذا المشكلة تتعقد بتعقد وتعارض مصالح الدول ولا نرى من إعلامنا سوى مظاهر القتل والعنف والإجهاز على كل جميل، ألا يظن أولئك أنهم محاسبون ويشجعون على امتداد هذه المشاهد المرعبة ما السبيل يا الله ؟ ومتى النصر المبين على النفس الأمارة بالسوء؟ متى يتحقق الأمن والأمان؟ ونحن بدأنا عاما جديدا وودّعنا عاما مأساويا على كل المستويات، بل ومؤلما من جميع الجهات، عاما مليئا بسوداوية المكان والزمان فصار كالشبح الذي يتردد في كل مكان ويبحث عن فريسة ينهشها بدم بارد ولا يبالي، بل يظهر كالزعيم أمام وسائل الإعلام، أين العقلاء من هذه الأمة؟ أين العلماء والمفكرون؟ أين محبو السلام؟ أين الشعوب الثائرة على الدمار والقتل والعنف والإذلال؟ أين الإعلام الصادق الذي يبحث عن الحقيقة لا الذي يؤجج الصراع بين الأطراف؟ كلنا مسؤول عن هذه الأحداث، وليعمل كل منا على إطفاء جذوة هذه الصراعات حتى يعيش الجميع بسلام واطمئنان.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة الانتخابات في تونس
- الألم سر الحياة
- اللجوء قسوة لا تنتهي
- أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟
- تركيا وسط النار
- المرأة ستظل مستعبدة مالم
- هل يفعلها السبسي مرة أخرى في الرئاسة؟
- إنه الانتصار لتونس الشعب
- الغنوشي يستحقها
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العام الجديد كيف نستقبله؟