أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فوزي بن يونس بن حديد - إنه الانتصار لتونس الشعب














المزيد.....

إنه الانتصار لتونس الشعب


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 10:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما حدث في تونس يقدم صورة ناصعة للنضج الثقافي الذي يتميز به المواطن التونسي حتى البسيط ، ما حدث جزء من حياة حياة جديدة سيشهدها هذا البلد العتيد، لا يظن أحد أن تونس سترجع إلى الوراء فذلك من المحال، ومن يأمل ذلك فإنه سيصطدم بشعب يرفض كل أنواع الاستبداد حتى لو كان مبطنا، سيقول كلمته المعهودة ارحل لتبق تونس دائما مشرقة حرة مستقلة، وما شهدته تونس اليوم حقا عرس ديمقراطي لم تنته فصوله بل فتح الباب على مصراعيه لمشاركة أكبر وأكثر كثافة،حقا إنه الانتصار، الانتصار على النفس الأمارة بالسوء، ولئن هزمت النهضة فهذه الانتخابات وأقرت بذلك فهي شجاعة في محلها رأت مصلحة تونس فوق كل اعتبار، لا تجعلوا الإحباط يسود قلوبكم ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ألم يهزم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في غزوة أحد، ظنوا أنهم سيفوزون حتما وإذا بالخسارة تعلمهم أن الأمر بيد الله والأمر كله لله اجعلوا الامر كله لله ، لا تسبوا لا تشتموا لا تعتدوا تلك أخلاقنا من رسول الله ولله الأمر من قبل.
نداء تونس ليس حزبا جديدا بل هو جديد قديم يحمل أفكار الحزب القديم حزب بن علي فاز في الانتخابات لأن النهضة في الأساس لم تكن حزبا سياسيا ولم تمارس السياسة إلا بعد الثورة، فالسياسة دهليز كبير تصير فيه الممنوعات من المحبوبات أو المستحبات والنهضة نظيفة بطبعها لا توسخها الانتخابات، دعوهم يعملون حتى يغطسوا في بحر المشاكل ونرى ماذا يفعلون، فخسارة النهضة في الانتخابات ربح لتونس لأن الحزب النظيف عليه أن يجلس على الربوة اليوم ليرى ما يفعله العلمانيون المتبجحون.
الحقيقة كما قلت لا بد أن يكون هناك اتزان في المواقف ونقد بناء وإذا أخطأت النهضة علينا أن نقول بشجاعة أخطأت لا أن نجاملها لتزداد شعبيتها تدهورا وهي تمارس الخطأ نفسه، ومن الشجاعة أن تقبل النهضة اليوم بهزيمتها فالحياة انتصار أو هزيمة لا تقف على وتيرة واحدة وعلى النهضة أن تعمل من جديد ولا تلتفت للماضي، عليها أن تستعد للانتخابات القادمة بعد 4 سنوات تجهز أسطولا من القيادات تشرف تونس في الداخل والخارج لأننا نعلم أن العاطفة لا تصنع شيئا في الحياة
ولقد عبر الإعلامي بقناة الجزيرة محمود مراد عن تشاؤمه بفوز نداء تونس فقال: "تقدم حزب نداء تونس العلماني على حركة النهضة الإسلامية في الانتخابات التي سيشكل فيها الفائز حكومة تونس القادمة يبعث برسالة للبلداء الذين فشلوا في الوصول إلى السلطة من الباب فاستعانوا بعصابة من قطاع الطرق واللصوص لإدخالهم من النافذة فدخلوا لكن ما لبثت العصابة أن طردت الجميع واستفردت وحدها بالوطن انتهى الدرس يا أغبياء"
هذا هراء وهذا الإعلامي يؤجج النار في تونس كما يفعل غيره من الإعلاميين في قناة الجزيرة، بقيت تونس فقط آمنة وعليهم أن يحرقوها بمثل هذه التصريحات المشوهة علينا أن ننتبه وأن نكون عقلاء
فما حدث ليس فشلا للنهضة بقدر ما هو إعادة قراءة للأحداث بتؤدة وتأمل في الواقع الذي نعيشه إنه واقع مختلف ليس للعاطفة فيه مكان، تشتعل النار لأدنى سبب ومن شرارة يحدث الانفجار وتختل موازين القوى وهذه الحماسة التي ظهرت في تونس ومصر وغيرها ستخبو مع الزمان هذا حال المسلمين اليوم مع الاسف الشديد، فلم هذا البؤس والشقاء فالتفاؤل عنوان الحياة والمسلم لا يعيش الفشل رغم الخسارة بل تظل الابتسامة على محياه على الدوام
نعم فوز نداء تونس في هذه المرحلة جيد ومطلوب لأن المرحلة معقدة جدا وحتى يعلم الشعب التونسي الذي لا يرضى بالذل مرة أخرى او الاستبداد أن الطريق صعب والمشوار طويل، مرحلة تتطلب تدخل الخارج لإنقاذ تونس مما عليه من مشاكل اقتصادية خانقة وارتفاع كبير في الأسعار وموجات عالية من الاتهامات للاتجاه الإسلامي وظهور ما يسمى داعش والقاعدة وغيرها من المسميات والتركيبات، أرى على النهضة أن تثبت للعالم أنها ديمقراطية من الطراز الرفيع وقد أظهرت تواضعها وتحكمها في أعصابها إلى اليوم بل يجب أن تأمر مناصريها بالتزام ضبط النفس لأن الآخر وبعد أن فاز سيعمد على توريطها في أعمال إرهابية ربما لا تتوقعها النهضة ولا شعب تونس برمته وعليها أن تواصل ذكاءها في الاختفاء السياسي لأن نداء تونس لن يقبل العمل معها لاختلاف كبير في الايديولوجيا والأفكار والبرامج.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغنوشي يستحقها
- وانكشفت اللعبة الخفية
- قطع الرؤوس سياسة أموية
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟
- -داعش- المحبوبة الملعونة
- جنون الكرة ( كأس العالم نموذجا)
- الانتروبولوجيا الإباضية أو الانتروبولوجيا والإباضية
- نام البابا واستيقظ
- غض البصر كيف نفهمه؟
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فوزي بن يونس بن حديد - إنه الانتصار لتونس الشعب