أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - نام البابا واستيقظ














المزيد.....

نام البابا واستيقظ


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 22:12
المحور: كتابات ساخرة
    


نام البابا واستيقظ على وقع الثورة الفلسطينية، نام نوما عميقا وصلّى بعيدا، وتاه في ظلمات صلواته القديسية المزعومة، نام على فراش الموت الفلسطيني سنوات وسنوات وهو لا يشعر بأي ألم، همّه حياته وحياة القديسين من حوله، وحينما يتكلم تخرج ألفاظه بصعوبة ويا ليتها لا تخرج وإن خرجت فهي على استحياء، خطاباته وهمية وواهنة كخيوط العنكبوت يستجدي السماء أن تمطر ذهبا حتى تخلصه من العذابات، كيف يعيش البابا يومه؟، هل يستمتع بحياته؟ هل يجلس مع البسطاء والفقراء والبؤساء؟ أم يعيش في برجه العاجي مرفّها وحوله الخدم من كل جانب، إن رمشت عيناه تحرّك الغلمان آليّا معلنا أنه بحاجة لشيء ما، هل يحيى سعيدا أم التعاسة هو العنوان المفضل لحياته، كل ما حوله مسخّر له بإشارة منه وكل من حوله في خدمته إلى نهايته، لا يؤثر في الآخرين إلا بقدر ما يهذي به من كلمات يتمتمها على ارتعاشة تصيب قدميه، نام ابابا واستيقظ على فوهات المدافع وهي تدك الحصون وتقتل الأبرياء في كل مكان أو على صوت المدفع إيذانا بوصول الحبر الأعظم إلى المكان المقدس حتى صار هو نفسه مقدسا يتزاحم الناس بالآلاف وربما بالملايين لإلقاء نظرة على وجهه الشريف أو الظفر بمصافحة بأطراف أصابعه خوفا من عدوى الفقراء ومسّ البؤساء، هذا هو البابا كما يحبون أن يسموه.
الفاتيكان معقل البابا الحصين، لا يدخله إلا المخلصون، مناورات ودهاليز، مسوحات ومسوخات ما أنزل الله بها من سلطان، بذخ وترف لا حدود له، مظاهر براقة، وطوافة خاصة مدججة بالجواهر ليركب فيها البابا العظيم ويحيي معجبيه لدقائق معدودة، نظرة يشفي بها الغليل، والإعلام العالمي يرقص فرحا وهو يصور البابا منتشيا بالسعادة التي تغمره والبهاء الذي حظي به والصفاء الذي رُتّب له وكأنه يعيش في جنة الخلد وهو لا يزال في الدنيا، يرفع صوته المبحوح حتى لا يسمعه الصهاينة كأنه يدافع عن الإنسان، والإنسان عنده أبخس من الحيوان، وإلا لما أريق دم إنسان، وهاهو يدافع عن حقوق الحيوان والعالم من ورائه يلهث كالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، ما هذه القداسة للبابا في العالم وتحرّكاته المشبوهة لسلفه الذي ترك المكان والإثم يلحقه أو يلاحقه، كيف يعيش البابا بهذه الأُبهة والناس يموتون جوعا وفقرا وقتلا ودمارا وخرابا، كيف يهنأ في حصنه وقصره والإنسانية كلها شرقا وغربا تموج في الفتن، كيف يغمض جفنه وقلب الفلسطيني يحترق، والعلم الفلسطيني منكّس، والدم العربي يهرق، والصلف الصهيوني يزداد يوما بعد يوم تعنتا وتجبرا فلا البابا ولا أوباما يستطيع أن يوقفه أو أن يحدّ منه.
البابا اليوم صار رمزا للفساد المالي والأخلاقي، وهو يعيش في قمة الهرم لا يتفاعل مع الحدث، ولا يؤثر فيه، وتبقى تمتماته كالحجاب الذي يُعلّق في الرقبة يظن صاحبه أنه سيقيه من المكاره ويبعد عنه شبح المصائب ولا يدري ولم يدر أنه السبب الأول لتلك المصائب، ومتى نزعه تخلص من الوهم الذي ظل يلازمه طوال فترة تعليقه وتعلقه به، والبابا نفسه وهمٌ أوجده الفاتيكان وبات الفاتيكان نفسه مساحة لمسرحية هزلية أو تراجيدية لا تنتهي، لا حول له ولا قوة ولا تأثر ولا تأثير يمصّ أموال الشعوب ولا يبالي بما يلحق هذه الشعوب من حروب ودمار وخراب، يميل حيث تميل الريح فإذا ذهب لفلسطين ادعى النبوءة الفلسطينية وزار بيت لحم وطالب بإنهاء المعاناة الفلسطينية وإذا زار إسرائيل تنكّر لهذا المبدأ وعقد تحالفا مع الصهاينة المجرمين في وقت اختاره وكان متزامنا مع ذكرى الإسراء والمعراج التي يحتفل بها المسلمون وهم في أسوأ حال يقتل بعضهم بعضا في حرب مستعرة أكلت الأخضر واليابس في طول البلاد العربية وعرضها.
أين البابا من كل هذا؟ وما هي تفاعلاته؟ وما مدى تأثيره؟ وما الاستفادة من وجوده أصلا بين البشر؟ هل ينفخ الروح في البشر أم ينفث فيهم العداوة والبغضاء؟ أسئلة محيرة تبحث عن إجابة أم هو التقديس الأعمى لما يسمى البابا.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غض البصر كيف نفهمه؟
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - نام البابا واستيقظ