أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قمة في الوحل














المزيد.....

قمة في الوحل


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 10:36
المحور: كتابات ساخرة
    


من المؤسف حقا أن يجتمع العرب كل سنة ولا يحققون شيئا يذكر على الأرض، ومن المنكر أن تصرف الأموال في اجتماعات أقل ما توصف أنها فاشلة قبل أن تعقد، ومن غير المعقول أن يجتمع العرب ولا يحددون قضاياهم ولا يحسمون أمرهم، كل تلك التداعيات كانت سببا مقنعا للآخرين بأنّ اجتماعات العرب لا تؤثر على الواقع ولا العرب أنفسهم يحسنون صنعا، فمنذ أن قرر الزعماء العرب أن تتوالى القمم وتعقد كل سنة في ربيعها، تتكاثر المشاكل من كل صوب وحدب حتى امتلأ درج الأمين العام لجامعة الدول العربية بالقضايا العالقة التي لم يجد لها العرب حلا بل إنها تزداد يوما بعد يوم.
وفي ظل المؤشرات الخطيرة التي بدت على الساحة العربية والتحولات الدراماتيكية التي برزت على الأرض يبدو أن الوضع صار شائكا بشكل يصعب على الرؤساء اتخاذ قرار حاسم وموحد لكل قضية على حدة، فالخلافات العميقة بين الدول العربية أنستهم قضيتهم الأم والأساسية التي يتحاورون فيها ويناقشونها منذ عقود أو إن شئت منذ 2002 القمة التي اعتزم فيها العرب على مداومة الاجتماعات العربية على أعلى مستوى، كان الأمر في ذلك الوقت يمثل بارقة أمل ونورا يلوح في الأفق لكن سرعان ما خفت وكأن لم يكن، وتبدت الأحلام العربية وظل الواقع العربي يغرق في الوحل.
كلما أراد العرب أن يجتمعوا تفسد عليهم الآلة العسكرية الصهيونية لقاءهم مرة بغزو غزة وأخرى بإعلان مستوطنات جديدة بالقدس وكأنها تتفل في وجوههم جميعا وتقول لهم بعين صاغرة إنكم لا ترهبوننا باجتماعكم وقراراتكم التي لا ترقى لتخويفنا فما يخيفنا حقا هو تلك الحجارة التي يرفعها المقاوم من أجل أرضه أو الرشاش الذي يصوبه نحونا المغاوير على الأرض، ولم يستطع الزعماء على مدى عشر سنوات أن يخرجوا بقرار حاسم يخدم فلسطين رغم الجروح والآلام والدمار والخراب الذي يلحق بها في كل عام بل كانت في كل مرة تخرج بقرارات مضحكة عبّر عنها يوما العقيد معمر القذافي الذي كان يحرجهم في كل قمة ببهلوانيته المعهودة وأفكاره الظريفة فيستمتع الإعلام بذكرها وينسون خلالها ما اجتمعوا عليه.
فجأة وجد العرب أنفسهم في ورطة جديدة وحرب أخرى في المنطقة بعد أن حسم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أمره في ليلة توقف فيها قلب كل عربي وأعلن الهجوم على العراق لأن صدام حسين لا يستجيب لأوامره وبدعوى أنه يمتلك أسلحة دمار شامل يمكن أن تدمر أمريكا، انطلت الحيلة على الجميع وبقي العرب باهتين أصابتهم الحيرة، ووقفوا عاجزين عن اتخاذ أي قرار يجنب العراق الحرب، ووقع ما وقع أمام أعين الجميع واحتلت أمريكا العراق وعاثت فيه فسادا أخلاقيا وماليا ونهبت ثرواتها وتركت العراقيين في بحر من الدم والألم، ولم تكتف أمريكا بذلك بل دفعت بمرتزقيها أن يعدموا صدام حسين يوم العيد لاستفزاز المسلمين وهم يحتفلون بعيد الأضحى المبارك.
ثم توالت الأحداث وغزا الصهاينة لبنان وتصدى لهم حزب الله بكل شجاعة وطردهم من البلاد، لم يكن حزب الله بحاجة للعرب حتى يساندوه فله من القوة والعدة والعتاد ما يكفيه ورغم ذلك لم يسلم من بعض الانتقادات في ذلك الوقت، كانت القلوب العربية تتابعه باهتمام وهو يقضي على الجنود الصهاينة كالحشرات وتلهج ألسنتهم بالدعاء أن ينصرهم على أعدائهم، وبقوة الإيمان استطاعوا أن يفرشوا الانتصار رغم الآلام والخراب ويزحفوا على المحتل المستبد ويدحروه في مشهد ذكرنا جميعا بغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن العرب يظنون أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل سعوا ونادوا لقمم عربية كل سنة، فظهرت مشكلة الصومال وحركة شباب المسلمين، ومشكلة السودان واتهام عمر البشير بالاستبداد وقتل المتظاهرين حتى بدت ظاهرة التقسيم وكأنها حل لا فرار ولا فكاك منه بعد أن مل المشاهد الكريم من تكرار المدعي العام الدولي أوكامبو للقبض على عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، وفي وقت بدا الجميع منغمسا في مشاكله تحول العالم فجأة إلى النقيض بدءا من تونس ليعلن رئيسها بن علي فراره من الحكم بعد أن غاص شارع بورقيبة بالمتظاهرين مطالبين برحيله وحقق الشعب مراده في 14 يناير 2011 م لتقلّده مصر واليمن وليبيا ويلقى رؤساؤها نفس المصير، وتبقى سوريا التي تماسك فيها النظام من جديد وبدا وكأن ما حصل فيها لعبة من الخارج لتفكيك الدول العربية، ثم توالت الأحداث لتطال دول الخليج وتعلن السعودية والامارات والبحرين أنها سحبت سفراءها من قطر بدعوى أن القرضاوي سبّها على المنبر في الدوحة وانها تطلب الاعتذار.
كم من مشكلة ستبحثها القمة التي ستنعقد في الكويت؟ وما هي القضية التي سيبدأون بها؟ وهل سيتفقون على إطار معين من العلاقات؟ أم ستستمر الخلافات وستظهر مشكلات لم تكن في الحسبان؟ ألهذا الحد كان العرب ضعفاء؟ وحدة بلا هدف واجتماع للأجساد دون القلوب والعقول، إنها مأساة تنبئ عن خلل كبير في منظومة العائلة العربية فإلى متى سيظل العرب أذلاء؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قمة في الوحل