أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - سوريا تنتصر مرة أخرى














المزيد.....

سوريا تنتصر مرة أخرى


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 22:16
المحور: كتابات ساخرة
    


لعلكم تذكرون مقالي الذي عنونته " كل من يتآمر على سوريا وقع في الجب"، ذكرت أن كل من تحامل على سوريا وحاول أن يعتدي عليها بكل الوسائل سيقع في الفخ لا محالة لأنه اعتداء سافر على دولة قالت لا للغرب، وعلى دولة كانت في وقت ما تحمي المقاومة الفلسطينية واللبنانية على السواء، بل كانت تفتح ذراعيها لكل مقاوم باسل للاحتلال بشقيه الفلسطيني واللبناني على حد سواء، ورغم أن سوريا لا تملك من الإمكانات الضخمة كالتي تملكها السعودية أو غيرها من البلدان النفطية إلا أنها استطاعت على مدى التاريخ أن تجعل من سوريا نموذجا رائعا للمقاومة والممانعة.
ولست هنا أعرض حسنات الدولة السورية حينما كانت تتصدى لمحاولات العبث الصهيوني والأمريكي إقناعها بأن تتخلى عن مبادئها التي تربت عليها على مدى التاريخ، ولكني أريد أن أذكر أن الممانعة هي التي تبقى رغم الرهانات التي تمسّك بها الأعداء من كل جانب، ظلت سوريا شامخة في وجه كل من حفر لها جُبّا، وحاول أعداؤها أن يخرجوها عن طورها باستفزازها مرة وبعْث مسلّحين من كل جانب مرة أخرى، وتسخير الإعلام لتشويه سمعتها مرات ومرات، إلا أنها كانت ثابتة وانكشف القناع الذي كانت ترتديه دول استهوتها فكرة الثورات العربية لتمرّر مشروعها الكبير وهو تقسيم الدول العربية وتفتيتها إلى دويلات صغيرة لا تقوى على ممارسة أي ضغوطات على الامبراطورية العظمى.
وقد استطاع الغرب أن يضحك على العرب من خلال ما أسماه بالثورة ضد الاستبداد بعد أن نجحت تونس في فكّ طلسم العبودية، فأجهز على مصر واليمن وليبيا ومن بعدها السودان والله أعلم ماذا يحدث في قادم الأيام إلا أن سوريا يبدو أنها عصيّة، لأن الإرهاب لم ينبع من الشعب ذاته وإنما جاء في الخارج بلباس الأخوة الأصدقاء الذين كانوا يوما رفقاء لدمشق وأحبابا وأصحابا، فلما اتفقوا مع الغرب على خرابها بَانَ عورهم وانكشف خدش حيائهم، وجندوا لذلك القاعدة وسموهم ثوارا وعبثوا بالبلاد شرقا وغربا وقتلوا النساء والرجال والأطفال واستخدموا كل أنواع الأسلحة التي تأتيهم من فرنسا وتركيا وهولندا وأمريكا وغيرها من الدول، ومثلوا بأجساد الأطفال ونشروا غاز السارين القاتل وفعلوا ما فعلوا ورغم ذلك يسمونهم ثوارا، هم ليسوا كذلك هم يريدون إسقاط النظام في دمشق ليثيروا الفوضى والخراب والدمار كما فعلوا بليبيا الجريحة.
جاء الحساب، وتوقعنا العقاب، وهاهي أمريكا تغرق في بحر من الظلام، تجني ما فعلته في بلد المقاومة، اقتصاد هشّ، وميزانية لم تتم الموافقة عليها، وإطلاق نار خارج الكونجرس، وأزمة ثقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، واضطرابات داخلية، وشعب تائه لا يعرف مصيره، جاءته إيران صوت العقل لتوقف زحفه نحو الهاوية وأبطلت مفعول القنبلة التي كانت مصوبة نحو دمشق، من خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني بنظيره الأمريكي، والمحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الإيراني والأمريكي أغضبت المارد الصهيوني ولكنها أطفأت لهيب الاندفاع الأمريكي صوب سوريا.
لقد استطاعت الحكمة الإيرانية أن تتدخل في الوقت المناسب من خلال جناح الأمم المتحدة الذي غصّ بالفرقاء في العالم، وأبطلت مفعول السحر الذي رسمه الإرهاب العالمي، وكشفت المستور وفضحت المطمور ولم يعد للمارد الأمريكي إلا أن يستسلم لروحه وروحاني، ولعل دراسته في أندونيسيا منحته شيئا من النفحات استرجعها في تلك المكالمة الهاتفية وتغلغلت في حنايا نفسه مما أغضب المارد الصهيوني وهمّ فزعا مرعوبا لعله يستدرك ما حدث، هو لم يستوعبه ولكنه حدث، وكأني به يعيش في حلم أو كابوس طال أمده.
وظلت سوريا في النهاية شامخة، لأن إيران حليفها الرئيسي وروسيا المدافع الأكبر لحقيقة ما يجري داخلها استطاعا أن يقلبا الصفحة أمام المجتمع الدولي الذي انساق وراء الدعوات التركية الجوفاء والخطة الأمريكية الحمقاء.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة
- ماذا تفعل العربية وأختها الجزيرة؟
- رؤساء بلا هيبة
- بكاء الطفل .... متعة
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - سوريا تنتصر مرة أخرى