أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - غض البصر كيف نفهمه؟














المزيد.....

غض البصر كيف نفهمه؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 12:07
المحور: كتابات ساخرة
    


مسألة فقهية ظلت ترن في أذني وأخذت مساحة من فكري، بقيت تراودني وتلح عليّ في الكتابة عنها بكل السبل، بقيتُ في البداية مترددا خوفا من الوقوع في الخلل أو بالأحرى في الخطأ، لأن الخطأ في الحكم في مسألة فقهية ليس بالأمر الهين فلا بد من الرجوع فيها إلى أهل الاختصاص والفتوى لاستنباط الحكم من مظانه الأساسية ومصادره الأصلية، مسألة ذكرها القرآن الكريم في سورة النور المليئة بالأحكام، سماها الله عز وجل نورا على اسمه عندما قال: "الله نور السماوات والأرض" فهي تحمل الأنوار من رب العالمين وكل حكم فيها هو نور للمؤمن في حياته وأخراه، إذا التزم شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
يقول المولى عز وجل مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" وبعدها قال:" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" فصَل في الخطاب بين المؤمنين والمؤمنات، بالرغم من أن الخطاب عادة يتوج بياأيها الذين آمنوا إذا أراد إعلامهم بحكم وفي ذلك تنبيه عظيم أن الأمر للرجال يختلف عن الأمر الموجه للنساء، كما أنه أجْمَل في خطابه للرجال وفصّل الحديث عند ذكر المؤمنات، فالرجال مطالبون بغض البصر لأنه أأمن لحفظ الفرج ذلك أزكى لهم وأطهر، بينما أسهب في ذكر التفاصيل المتعلقة بالنساء بالرغم من أن البداية تتشابه في الألفاظ، وفي كل ذلك لفتات قرآنية عظيمة يقف عندها المؤمن ويتأمل ويسبح في بحور التفسير والتحليل والاستنباط ليخرج برؤية واضحة في هذه المسألة.
أمرنا الله عز وجل جميعا رجالا ونساءً بغض البصر، ولم يأمرنا بإغماض العينين عند رؤية أحد الجنسين الآخر، وفي ذلك بيان وسحر، وغض البصر مرتبط بالنظرة الفاحصة التي تتثبت في التفاصيل، أما النظرة العابرة أو غير الشهوانية فإنها لا تدخل ضمن النظر الحرام، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه وجه أصحابه رضوان الله عليهم أن النظرة الأولى لهم وهي العابرة أو الخاطفة والثانية عليهم، ومادام القرآن ميّز بين الجنسين آثرت الحديث عن كل طرف على حدة، فالرجل شهواني بطبعه ولكنه قادر على ضبط غريزته إذا استولى الإيمان على مركز الدماغ الموجه لتهييج هذه الغريزة، فالخوف من الله عز وجل ووعيده من عذاب جهنم يجعل المسلم يفكر ألف مرة قبل الإقدام على فعل يشبع غريزته ويطفئ لهبها، ولهذا فإن النظرة التي تحمل في جوانبها شهوة هي المخيفة لأنها قد تتطور إلى ابتسامة وربما إلى فعل أو جرم يعاقب عليه فاعله في الدنيا والآخرة وبالتالي يخسر صاحبها الحسنيين، أما المرأة فهي مصدر الجذب للرجل غالبا فهي حيية لا تبادر بالفعل إلا إذا طغت عليها وساوس الشيطان وحادت عن الطريق المستقيم، وهي زينة الرجل وريحانته أنى وجدها خفق قلبه وتحركت شهوته، لذلك أمرها الله سبحانه وتعالى بالستر وعدم إبداء الزينة لغير الأصناف التي ذكرها في الآية الكريمة خوفا عليها في المقام الأول من التحرش بها كما يقع اليوم بل خوفا على شرفها من أن ينتهك.
لكن المسألة يجب أن تأخذ بعدا آخر في عصرنا اليوم، فقد عشنا العقود الماضية ونحن نرى نساء قومنا لا يرينّ من أجسادهن سوى العينين ولا يخرجن من بيوتهن إلا لضرورة، أما اليوم وقد تغير الحال وأصبحت المرأة تزاحم الرجل في كل مكان وعدّت ذلك من حقها، ينبغي تأصيل المسألة من جديد حتى تتماشى مع الآية الكريمة، فإذا كان المراد من غض البصر عدم رؤية شيء من جسد المرأة فالأمر بات من الصعب بل من المحال لأنها موجودة أمامك في كل وقت وكل حين، في السوق تزاحمك وفي الكلية تجلس بجانبك وفي الجامعة تبتسم لك، وفي الحافلة والطائرة تختلط بك، وفي دوائر العمل تستأنس بك، بل وصار الأمر عاديا لأن الجنسين تعودا على بعضهما بعض، فكيف يأتي الحكم إذا؟
هناك من يفهم الآية على أنه إغماض للعينين ونقول كيف تفسر ما فعله الفضل بن العباس حينما رأى امرأة جميلة فشاح بوجهه نحوها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يثنيه عن فعله في كل مرة دون أن يجرمه، ومنهم من أفرط في ذلك بدعوى تغير العصر وتطور الحياة فكيف يفسر ما قام به أسلافنا رحمهم الله فقد روي عن أحدهم أنه وقع نظره على طرف من شعر امرأة فصام عاما كاملا كفارة لما فعل لأنه في نظره جرم كبير وفتنة عظيمة، وبين هذا وذاك يبقى للعلماء كلمتهم الفصل في مسألة باتت من أعظم المسائل في عصرنا الحاضر تستدعي التفصيل فيها حتى يتبين الحق من الباطل.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - غض البصر كيف نفهمه؟