أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - ثورة الإسلام على الظلم














المزيد.....

ثورة الإسلام على الظلم


فوزي بن يونس بن حديد
(Faouzi Ben Younes Ben Hadid)


الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 16:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



زعمت الثورة الفرنسية أنها الأولى التي رفعت شعار الحرية والعدل والمساواة بعد أن ذاق الشعب الفرنسي ويلات العذاب من الكنيسة الكاثوليكية التي كانت مسيطرة على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما أدخل البلاد في ظلم وظلمات لم تر مثلها، وكان الفرنسيون يعيشون في عصور الظلام تحت وطأة القهر والاستبداد والانحطاط الخلق والإنساني، مارست على إثرها الكنيسة كل طقوس العبودية والإذلال للإنسان وجعلت مصيره بأيدي الكهنة والمشعوذين من الطائفة الكاثوليكية، وبعد أن وصل الفرنسيون بهذه المذلة إلى مرحلة من الاقتناع أنه لا بد من الفكاك من الارتباط الديني لأنه لا يمنح الإنسان الاطمئنان ولا العيش بسلام، انقضوا على النظام القائم آنذاك وافترسوا كل مبادئ الكنيسة المعتادة، وخلّصوا أنفسهم من كل ارتباط روحي وبدني، وأشعلوا ثورتهم التي كتب التاريخ أنها من أشهر الثورات ضد الظلم والاستبداد في تاريخ البشرية.
وقد تأثر كثير من أبناء الأمة الإسلامية بهذا المنحى، وظن أن ذلك ينطبق على الإسلام باعتباره دينا يكبّل الحريات ويقضي على كل ما هو حرية، خاصة بعد ظهور جملة من الفتاوى الدينية التي تعسّر على الناس حياتهم وتجعلهم كأنهم يعيشون حياة القساوسة والرهبان، فانبرت مجموعة من الشباب المسلم إلى هذا الفكر ونشره بين الجموع مستنيرين مبادئهم من الثورة الفرنسية كما يزعمون وكأنها هي المرجع الحقيقي للقيم التي رفعوها: حرية، عدل ، مساواة، وحاولوا غرس هذه القيم باعتبارها قيما ناضل من أجلها الغرب لفك ارتباطه بالدين، وقد نجح في ذلك وبنى ديمقراطيات ودولا ما زال أثرها إلى اليوم باقيا.
غير أن العاقل الذي يبحث في التاريخ الإنساني ومتى وقعت الثورة الفرنسية يرى بوضوح ومما لا يدع مجالا للشك أن هذه المبادئ الثلاثة التي ناضل من أجلها الفرنسيون جاء بها الإسلام منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، حين كانت الجاهلية في أوج ظلمها واستبدادها وتخلفها، كان العرب يتقاتلون، ويأكل القوي منهم الضعيف، ولا حظّ للمرأة في شأن من شؤون الحياة فهي متاع للرجل، لا ترث ولا تورث وتصير نجسة عندما تعتريها حالات الحيض والنفاس فيثقلونها بالأغلال ويرهقونها بالمهمات، كان الضعفاء منهم يعيشون القهر والظلم والاستبداد والتخلف، وكانت تجارة الرقيق والعبيد منتشرة بينهم بشكل غير مسبوق، ونظام الجواري لم يحدثه الإسلام بل كان العرب الأثرياء هم من كانت لهم جوارٍ كثيرات وحسب الرغبة والقدرة، وفي ظل هذا الوضوع المأساوي الذي كان يعيشه الإنسان العربي عموما في ذلك الوقت حدثت ثورة دينية، وتدخلت العناية الربانية وشاءت القدرة الإلهية أن تبعث فيهم رسولا منهم يخرجهم من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل والتخلف والأمية، إلى نور العلم والتقدم والازدهار.
فقد كان مولده صلى الله عليه وسلم ومن ثم بعثته ثورة في تاريخ البشرية، ثورة على مبادئ العبودية والإذلال والظلم والاستبداد التي كان عليها العرب في الجاهلية إلى مبادئ الحرية والعدل والمساواة، هذه الثلاثية التي تفرد بها الإسلام ونادى بها، نادى بتحرير العبيد من العبودية، وبتحرير المرأة من الإذلال والمهانة، والإنسان من التبعية والتقليد إلى التأمل والاجتهاد، وأقام العدل والمساواة " لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أبيض وأسود إلا بالتقوى" فلا المال ولا الجاه ولا السلطان ولا اللون ولا العرق ولا الحسب ولا النسب كان المعيار، بل المعيار الوحيد المقبول هو التقوى، أي مدى قربك لله بالالتزام بمبادئ الدين وفعل الخير والإقبال على مساعدة الغير وتحقيق إنسانية الإنسان.
فالقول بأن الثورة الفرنسية لها السبق في نشر مبادئ الحرية والعدالة والمساواة قول ينطوي على مغالطات تاريخية كبيرة ينبغي لأبناء الأمة التحقق منه، حتى لا يتحملون وزر التاريخ، فالأمة الإسلامية لها رصيد كبير في هذا المجال يفوق الثورة الفرنسية بأضعاف ما جاءت به والدليل على ذلك الدولة الإسلامية التي أقامها سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة فقد كانت مثالا رائعا ونموذجا غير مألوف من الترابط بين الدين والسياسة، جعلت الدين في خدمة السياسة ، فازدهرت بذلك الأمة ووصل علماؤها إلى آفاق العلم المتطورة في وقت كانت تعيش أروربا أسوأ عصورها ومن يريد أن يخفي هذه الحقيقة كمن يريد أن يخفي ضوء الشمس بغربال.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)       Faouzi_Ben_Younes_Ben_Hadid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟


المزيد.....




- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...
- المسيحيون قي سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - ثورة الإسلام على الظلم