أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - أيها الداعشي ابتعد عن تونس














المزيد.....

أيها الداعشي ابتعد عن تونس


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا تريد منا أيها الدّاعشي، فتونس بلد السلم والأمان، تونس الخضراء الوادعة لا تريد حربا، ولا تسفك دما، لم تعد كما كانت، بلد بدأ يرشف الحرية فلا تغسلها بالدماء البريئة، أيها الداعشي ابتعد عن بلدنا، لا تحاول العبث بمكتسباتنا، ألم تسمع قول سيد الشعراء التونسيين وهو ينشد شعرا، ألا أيها الظالم المستبد، حبيب الظلام عدو الحياة، سخرت بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه، وسرت تشوه سحر الوجود، وتبذر شوك الأسى في رباه، رويدك لا يخدعنّك الربيع وصحو الفضاء وضوء الصباح، ففي الأفق الرحب هول الظلام، وقصف الرعود وعصف الرياح، إلى أن يقول: سيجرفك السيل، سيل الدماء، ويأكلك العصف المشتعل، ابتعد أيها الداعشي عن تونس، ماذا فعلت لك تونس حتى تدنس ترابها بدمائك الملوثة، وتغري شبابها بمالك المشبوه وفكرك المعتوه، ابتعد فما وجدت غير تربة تونس الناصعة التي أنجبت فحول العلماء وكبار الشعراء وعديد الخبراء لتدنّسها وتشتّت شملها، لم تجد غير هذه البلاد الآمنة لتعكّر صفوها، وتدخل الرعب في قلوب أبنائها، فتونس لم تألف سفك الدماء منذ استقلالها عن فرنسا، ولم ترفع سلاحا في وجه أحد، عاشت مسالمة ومحبوبة من الجميع، لم تكره أحدا ولم يكرهها أحد، تلك هي العلاقة بين الدول، فلِمَ تأتي أيها الداعشي اليوم وتحرّك مواجعها مرة أخرى، وتعلن الحرب على ساكنيها الأبرياء؟
أيها الداعشي، ابتعد خيرٌ لك، فإن المعتدي لا بد أن يلقى جزاءه عاجلا أم آجلا، غيّر فكرك الايديولوجي الذي بات صاعقة على الجميع، الكل يلعنك، والكل يدعو عليك، والكل متشائم من فكرك، والكل ينتقم منك، والكل سيصير عدوّا لك، حتى الشجر والحجر والدواب كلها تصير عدوّة لك، لأنك ارتضيت الموت على الحياة، والرعب على السكينة والطمأنينة والنجاة، والفزع والجزع والجشع والطمع على الخوف والرجاء والأمن والأمان، ماذا دهاك أيها الداعشي؟ هل صرت وحشا كاسرا تذبح وتفجّر وتقتل بغير حساب أم أن التتار والمغول كانوا إخوانك يوما ما، أم أنك تأثّرت بما يفعله المجانين في العالم، فالقاتل لا يقدم على القتل إلا من ظلم ويأس وإحباط، ولكنك اليوم تصول وتجول في العالم وتقتل من تريد بغير حساب.
كم نفسا قتلت، وكم بريئا فجرت، وكم رجلا ذبحت، كل ذلك كفيل بأن يدخلك نارا وقودها الناس والحجارة، كل ذلك كفيل بأن يجعلك مكروها في المجتمع، كل ذلك كفيل بأن يجعلك تعيش وحيدا، والشيطان يغريك ويزيّن لك، والناس من حولك يرجمونك كلما ذكر اسمك، ابتعد أسْلمَ لك ولا تغترّ بما يقال لك، فإن الحياة أثمن من أن تزهقها بفعل مجنون، ومن يقتلْ مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، لا حوريات ولا جنة، ولا تمتّع ولا تلذّذ بالمشروبات والمأكولات كما كنت تتصور أو ما يحشوه المجرمون في عقلك، ابتعد أيها الداعشي عن تونس البلد الذي لا علاقة له بك من قريب أو من بعيد، تونس تستنشق اليوم الحرية، فلا تحرمْها بدمائك الملوثة، ولا تزرع الرعب في أركانها، احذر غضبها، فإنها كلما كانت حليمة تصير عصية على كل إرهاب.
حفظ الله تونس من كل مكروه ومن كل شر، وهذه العمليات لا تخيفها ولا ترهبها، فقد سطّر التاريخ مجدها في الدفاع عن حياضها، ولتونس عظماء في التاريخ وعظماء حاضرا، ونبلاء يدافعون عنها بوطنية وشرف، لا تزيدهم هذه العمليات إلا إصرارا على الوحدة والتآلف والتعاون من أجل تونس، من أجل أن تبقى تونس حرّة أبية، ذات سيادة، لا تقبل العنف والتطرف من أي جهة ولن تسمح باللعب على أوتار أمنها، ولن تتدخّل في شؤون غيرها، تلك هي الجمهورية وذلك هو الشعب.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة
- العرب على كرسي الإعاقة
- العالم ينتقم من المرأة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - أيها الداعشي ابتعد عن تونس