أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لماذا لا يعتذر أوباما؟














المزيد.....

لماذا لا يعتذر أوباما؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 17:10
المحور: كتابات ساخرة
    


تبقى النزعة الامبريالية شامخة في الأفق الأمريكي، لكن الشموخ الذي ينتظر السقوط المدوّي، وإلّا كيف نفهم زيارة الرئيس الأمريكي لهيروشيما ونكاجازاكي دون أن يرفّ شاربه بنبرة حزن واعتذار للشعب الياباني الذي عانى الويلات وربما ما زال يعانيها إلى اليوم، وبقي التاريخ يعيد الذكرى كل سنة ولهيب الانتقام ممن أهلكوا الحرث والنسل في هذه البلاد وغيرها ما زال حيا في النفوس، لا اعتذار من أوباما للشعب الياباني، يفسّر النزعة الاستعمارية لدى الدول الكبرى وحبّ السّيطرة والبقاء دائما على هرم القوة في العالم حتى لو أدّى ذلك إلى دمار العالم بأجمعه، هذه النزعة استمرت طويلا مع هذه الدول قديما وحديثا، فلم تعتذر فرنسا للجزائر في جولات رؤساء فرنسا تباعا لهذا البلد الذي شهد ثورة المليون شهيد، والذي عانى ما عاناه من تدمير للبنية التحتية وذبح لعائلات بأكملها وقتل وترويع وغيرها من الأعمال الوحشية والإرهابية.
ونحن اليوم عندما نطالب العالم بمعالجة الإرهاب الذي ظن أنه يأتي من المسلمين فقط وأصبح الغرب حمائم سلام، إنما نريد أن نخفي الوجه البشع الذي عانت منه الشعوب الإسلامية والعربية على حد سواء إبان الاستعمار الفرنسي والانجليزي والبرتغالي والأمريكي على لهذه الشعوب، دمّر فيها كل جميل ونهب كل ثمين واعتدى على كل أثير ومسح كل دليل، جرائم حرب من الطراز الأول كالتي وقعت في البوسنة والهرسك في التسعينات، فلماذا حوكم ميلوسيفيش ولم يحاكم جورج بوش الابن، ولماذا يقتل القذافي ولا يقتل دونالد رامسفيلد وكونداليزا رايس، وغيرهم ممن كانت لهم يدٌ في الجرائم البشعة التي تحصل اليوم في العراق، هذا البلد الذي كان ينعم بالأمن والأمان، دمّر على الآخر باسم الحرية وباسم امتلاك أسلحة الدمار الشامل.
لا يعتذر أوباما، حتى لا تكتب في سجله نكتة سوداء، ويصبح الرئيس الأسود على أمريكا لونا وفعلا، وحتى لا يكتب التاريخ أن أمريكا ركعت لليابان عندما تعتذر رسميا للعالم أنها ارتكبت جريمتها الوقحة واللاأخلاقية في حق شعب من الشعوب يريد الحياة بسلام، وحتى لا تطلب اليابان تعويضات هائلة من أمريكا تعجز الحكومة الأمريكية عن سدادها، كل ذلك تضعه الولايات المتحدة الأمريكية اليوم في الحسبان ولا تريد أن تكفّر عن ذنبها بل أن تبقيه للزمن الذي ربما يأتي يوم ويطالب الشعب الياباني أمريكا بتعويضات النّكسة التي حدثت إبان الحرب العالمية الثانية.
ولم يكن في خُلد أوباما هذا التصحيح التاريخي، الذي يضعه في حرج كبير أمام الرأي العام الأمريكي والجمهوريين الذين يرفضون في حقيقة الأمر سياسات أوباما في هذه الدول التي كانت معادية لأمريكا قرونا من الزمن ككوبا وفيتنام وإيران وربما أيضا كوريا الشمالية، وعلى هذا الأساس جاءت الزيارة لهيروشيما شكلية بحتة ليعلن رئيس الولايات المتحدة على إثرها عن ضرورة الحد من الانتشار النووي، والكل يعلم ما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية من ترسانة نووية تدمّر الأرض برمّتها، وبالتالي نفهم الاتجاه الامبريالي الاستعماري للحركة الكونية الآنية ووجه الطغمة الاستبدادية في عالم يبحث عن الحرية.
مازال الغرب ينظر إلى الشرق أنه تابعٌ له لذلك يستنكف عن الاعتذار، ومهما بدت من مجاملات وبروتوكولات خارجية ووهمية يوهمون بها الشعوب أن هذه الدول مستقلة وتدير شؤونها بنفسها تبقى النزعة الاستعمارية والاستغلالية سيدة الموقف في القرارات المصيرية لهذه الدول قائمة، وبالتالي تعجز ألسنة الغرب الرسمية عن الاعتذار عندما ترتكب وحشية في حق الدول الضعيفة أو النامية كما تسميها، وتبقى دائما نامية في نظرهم حتى لو اعتلت عرش الإبداع الفكري والتكنولوجي كما هو الشأن في عديد من الدول العربية والآسيوية، فهو الغطاء الذي لا تنزعه عنه الدول الشقيّة المعروفة بانتهازيتها واستغلالها للدول.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن غربية .. لا تلعب بالنار
- فقدتُ أخْتي
- استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان
- مفاوضات جنيف على المحك
- العمال يكدحون والكبار يتكالبون
- منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت
- كيف نستقبل العام الجديد؟
- ثورة الإسلام على الظلم
- تحالف إسلامي فاشل
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لماذا لا يعتذر أوباما؟