أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - العياشي ( المقاوم)















المزيد.....

العياشي ( المقاوم)


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


العياشي..(المقاوم)
انا العياشي كنت اعرج بعربتي على البيوت والمحﻻ-;-ت في اﻻ-;-حياء القديمة ..اشارك الناس احزانهم ومسراتهم..ﻻ-;- تفارقني الفرحة والنكتة .اعيش في ما يقولون عنها السعادة....ﻻ-;- اقلق من احد ..واقبل ما تهيه لي الحياة ويمنحه لي الناس ...اسكن بفندق صاحبي النبيل (الفندق بتسكين الفاء .وهو اﻻ-;-روى .). يخصص لي فيه مكانا لوضع عربتي وحماري.. ..وورب المطعم كذلك يوفر لي بقايا زبنائه من الطعام .سردين..وخبز قاسح ونقانق مبعثرة ..وبناءا على توصيات بعض ااﻻ-;-رباب والنبﻻ-;-ء في المدينة كان المخازنية ﻻ-;- يقتربون من عربتي..ويحترمون دابتي ...يتجنبون احراجي في حمﻻ-;-ت النهب والتمشيط للفقراء امثالي .في اﻻ-;-زقة و الطرقات..نعم كنت ايحابيا وتفاعلت مع المجتمع الذي يحفني بعطفه وكرمه.الداءمين ..و كما الناس رأيت السلطان يضحك على الفرنسيس وهو يجلس في القمر.كنت فرحا به .و اواسيه.في احزانه. على هذا الوطن .في .الليالي الطوال في اسهر في فناء الفندق المعلوم اناجيه ..
كلما انتهيت من الجري في الطرقات..تركنت في فناءالفندق..انتظر طلة القمر..ﻻ-;- ادري كم انتظرت ..لكني تمكنت ذات ليلة من رؤية الملك نعم الملك يهبط نعم يهبط من القمر.كان حكئيبا..فرحت به ووزعت كوؤس الشاي على ااﻻ-;-صدقاء..وهم يضحكون مني . يرونه جالسا يفكر ..واراه يهبط من القمر الى اﻻ-;-رض على ادراج متموجة من السحاب اﻻ-;-سود ...لم يصدقونني واستمروا يستهزؤون بي ..يقولون :(العياشي طار ليه الفرخ )..ولم اكن اعرف من اين ياتون بهذه الكلمات .. (غير الوطنية )...
شربوا الشاي ..وتفرقوا ..وتابعت هبوط الملك من القمر .. ..تاملت الصور كل الصور .وقلبتها في عقلي ..وفكرت اليس من اﻻ-;-فضل ان يبقى جالسا في القمر ..يعاين ما يحدث لي وللناس امثالي على هذه اﻻ-;-رض .. وهو هناك في سمت الهدوء والسكينة ..لكنه كان يهبط على تلك اﻻ-;-دراج السوداء المتحركة بمهل الى اﻻ-;-سفل.. ..تابعت التحديق في القمر في تلك الليلة السوداء..اغفو ..قليﻻ-;- ..تم اصحو ..الى حين انبﻻ-;-ج صبح ذلك اليوم....
حين نزلت الشارع ..كانت الناس في هرج ومرج ..تكلم بعضهم بالخبر الذي انتشر صداه في ربوع الوطن بواسطة المذياع...(عاد المالك ..عاد الملك..!!!..)
عاد الملك وفرنسا ستخوي البﻻ-;-د..هل ستعود هي الى القمر .!!.كنت افكر بعشوائيتي . ..لم يطل تفكيري ..عندما افاقني صياح مقدم الحي ..قائﻻ-;-..: (اووا العياشي ...وجد راسك ..في ما بعد صﻻ-;-ة العشاء ...)..رددت ..وانا انظر في عمق السماء التي غيرت حلتها ..وارتدت الزرقة ..وتزينت باصفرار واحمرار اشعة السمش ..بدورها كانت مبتهجة بعودة الملك ...ويا ليثه ما عاد ..!!!..
كانت الناس تتابع كﻻ-;-م المذياع..وتلتقط النشرات واﻻ-;-شارات التي تتحدث عن هذه العودة وافاقها المباركة....لم اكن فطنا لسؤال المقدم ..عن هدف دعوته باعداد راسي بعد صﻻ-;-ة العشاء..ولو فطنت حينها ساعجز عن الحدبث معه الراس في الراس وهو محفوف برهط من الناس ﻻ-;- اعرفهم عيونهم تقشع بالشر ..كنت ﻻ-;- ادري هل هم معانا ..ام مع الفرنسيس ...!! كتمت طنوني لنفسي ..وواحهت اللحظة القوية بقوة الصمت ..والمراقبة الذاتية ..لعلهم عزموني لمادبة اﻻ-;-حتفاء بالحدث البهيج.(هبوط الملك من القمر ).الذي كنت سباقا في التنبؤ به ..حين رايته يهبط ادراج السماء كنت في كامل قوايا العقلية .لكن هذه اﻻ-;-خيرة تخونني احيانا.. فظننت انه سيكون سعيدا لو بقي هناك في اﻻ-;-جواء العليا ...اصدقائي فيما بعد صادفوني في قنت من قنوت الحي اسوق العربة ..وصاح في احدهم ..قائﻻ-;-.. (والله انت ممسوس اتلعياشي ..ومعك الحق ..الملك عاد هبط.. ...!!)
تبسمت له ..وعدت الى العربة افتش بها عن ...لقمة خبز وحزمة فصة للحمار رفيقي ...افكر..في وليمة نهاية اليوم................
الوليمة ...الوليمة .!!..تصدعت بتكرار نطق هذه الكلمة ...كيف لي ان اتحرر من غثيان هذه الكلمة ..انها تسبب لي القيء واﻻ-;-نهيار.. عربتي الصغيرة قد خصصوها دون علمي لحمل البخور والجمار..والعربات الكبيرة لحمل الجثت الخاءنة ..الى فوهات عميقة حفروها ﻻ-;-يام عديدة على ابواب المدينة.. اعدوها لهذه ...كل من اشتبه لهم في تعامله مع المعمر..صفوه جسديا بسكين او ساطور في قعر بيته اما العيال والاطفال..يقتلون وبخونون...هكذا ..دون بينة او اجلة..كان القتل حينها يفوق عمليات المقاومة والفداء...
قال..لي القايد ..اعمل بجد..سنمنحك بطاقة المقاومة..وستحصل على منصب داءم في البلدية ..كان جوابي بطأطأة الراس كحماري ..وسوق العربة ليﻻ-;- الى تلك الفوهات...كم نبيﻻ-;- شاهدت جثته ملقاة على تلك العربات كرب المطعم .التي كان كرمه وفيا علي.لم تكن له صلة بالﻻ-;-ستعمار..وﻻ-;- بالمقاومة .كم.شرب معي الشاي وضحكنا ..وسار الى مطعمه منشرحا ..ﻻ-;- هم له سوى العيش الكريم ..لم يكن ﻻ-;- استقﻻ-;-ليا .وﻻ-;- شوريا..ولم يخن يوما هذا ..حتى انه صدقني لما تكلمت عن هبوط الملك..من القمر ...لكن ..ﻻ-;- وطن بﻻ-;- وليمة ...استغرقت وقتا طويﻻ-;-..الكل كان مسلحا مستعدا لاراقة الدماء .. ﻻ-;-جل الوطن .ﻻ-;-ن الملك عاد ..وباليثه ما عاد ....والكل كان اما وطنيا او خائنا...
وتصفية الحسابات كانت اسهل من شربة ماء...نيران الفوهات تاكل اﻻ-;-جساد..وﻻ-;- ضر في بعض اﻻ-;-بخرة ..لتعطير جو الوليمة ....من حين ﻻ-;-خر كنت افكر ..هل ﻻ-;-جل هذا الملك ... عاد..!!
اوفى المقدم بوعده .. واشتغلت في البلدية في جر عربة الازبال ..من درب الى درب ..منحت بطاقة المقاومة..وﻻ-;- شيء تغير ...قتل من قتل ..وعاد من عاد.....وما عدت انظر الى وجه القمر....!!!

مساءات مراكشية.....
02/11/2011
Photo de ‎عبد الغني سهاد‎.



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )
- عبد السلام صديقي ...والساعات.
- وجع و تراب... لويس جانتي
- صورة الخطيئة الاولى ....
- حين أغضب ...(أحيانا)
- جداريات تافهة في مدينة
- حلاق المدرسة....
- التباس
- حوانيت سياسية
- ﻻ-;- اعرف ....
- شهيق اﻻ-;---;--يام
- وراء اﻻ-;-كمة ...ما وراءها ...
- عندما لوحت امه بقبضتها ..
- ماعاد...
- صراصير وذئاب...
- صديقي الشيطان ....
- أوجاع قريتي ...ف17
- كنت حينها ....لا ادري(2)
- سيد الرجال...
- خلف النوافذ...(8)


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - العياشي ( المقاوم)