أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - أوجاع قريتي ...ف17















المزيد.....

أوجاع قريتي ...ف17


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


اوجاع قريتي ..(ف17)
لماذا يعود بعد هده الغيبة الطويلة ! بعدان ضاعت الباتول وتبهدلت بين اهالي القرية .وباعت لاجله الدار.وانتظرته الى حد اصابتها بالجنون .وغدت مطية سهلة لذئاب القرية عند تصديقها ﻻ-;-خبار اشاعها الناس تحكي عن غرقه في البحر حين العبور الى دلك العالم الدي قيل فيه ان الناس تحترم بعضها.وتدود عن كرامتها ..وان العيش فيها رغد وسهل حتى لو كان ممزوجا بكثير من الكراهية والعنصرية .فالناس وراء البحرلايموتون.. جوعا ولا عطشا..ويحيطهم الحكام بالعناية واﻻ-;-هتمام..كان البهاول يردد هذا الهراء على اسماع للباتول.ويمنيها باليوم الذي تعود فيه الشمس اكثر بهاءا في سمائها ...لكنه عاد يبتلع لسانه وﻻ-;- يقوى على تبرير ما جرى ويجري في سمائهما الملوثة بالضباب اﻻ-;-سود !!!..اين قفشاته وضخكاته المسترسلة على خيبات الزمن وتحديه لكل الخيبباث ..وتلك الرقصات مع الفقر وضيق ذات اليد ..الهبل لعله دفنه تحت امواح البحر ..وهي اﻻ-;-ن تحدق فيه مليا تطمع في كلمة في همسة منه تعيد له بريق اﻻ-;-مل المدفون وراء صمته .ويتكلم كما يفعل باقي الغرباء لما يعودون ويقابلون احبابهم ..كان بدوره يفحصها بنظراته البليدة والجافة العديمة اﻻ-;-حساس من الراس الى القدمين .وهي تشعر بمزيج من الكراهية والغبن اتجاه هذا المخلوق الذي وضعها قدرها بين احضانه النتنة ..لو لم يقف المعلم بجانبها في غيابه. ..وحماها من ذئاب القرية ...لكانت اليوم في القبر ..هل يقدر على تعويضها عن تلك المحنة ..هل يعرف ان وزنوبا التي الوحيدة التي اوتها في منزلها حين عودتها هاربة من صجيج المدينة والقدر منحها فرصة اخرى للعيش الى هذه اللحظة ..كانت زنوبة لها كاﻻ-;-م او اﻻ-;-خت تؤنسها وتسفيها اﻻ-;-مل ان البهلول لم بمت وﻻ-;-بد سيعود يوما ويحقق كل احلامها والوعود التي تقاسمها معها ...لوﻻ-;- زنوبا والمعلم الرجل الطيب الوحيد في القرية ..لما كانت باقية على قيد هذه الحياة التعيسة الفاقدة لكل طعم ...
قالت له :هل وعيت ما فعلته بي...
قال: ط ط...ط..طبعا ..بد..بد...بدوري ع...ع....عانيت كثيرا هناك ..كا...كا.....كان حظي خ ..خ....خائبا ..
قالت ..: حولت حياتي الى مايشبه حياة كلبة في غابة تنهشها الوحوش .. ..لوﻻ-;- خيرة ناس القرية ..المعلم المهدي ..والطببة زنوبا ...و لا احد..
قال :ط...ط.....طبعا ..طبعا .لن ن.ن. نمكت بالقرية ط..ط..ويلا. عدت لاصفي ح ..ح..حسابا قديما س ..س..سانتقم لك ممن اساؤا اليك .ص..ص..صدقيني...و كذلك اجزي باﻻ-;-ضعاف من وقفوا معك في تلك المحن ..فكرت ان اجمع الناس في منزل عمر مول البغل الصديق القديم ..وانظم لهم هناك مآدبة كبيرة وابوح لهم فيها بما وقع في ليلة ازدياد التوأمين لعمر مول البغل .وليلة موت الغراب اﻻ-;-سود..ادهشني كونكم تسمونه اليوم بالحاج عمر مول الشركات .فماذا حصل للرحل حتى اصبح غنيا في لحظة قصيرة من الزمن .صحيح تغيرت احوال الناس بسرعة وغيروا معها جلودهم ووجوههم واسمائهم ....لكن مﻻ-;-مح القرية بقيت هي نفسها تقاوم كلكل الزمن ..تعطينا الاحساس انها اقوى واشد منا و من الزمن ... لم ينهي الابله كلامه حين دخلت علبهما زنوبا تحمل في يديها نفس الصينية النحاسية الصفراء التي كانت تقدمها لزوجها السي عمر ايام كان يسكن قلبها ..عليها كروس قصيرة مشنفة بخط احمر ..عددها ثلاثة لا اكثر على شفتيها ابتسامتها المعتادة.التي تدب الاحساس بالسعادة واﻻ-;-مل لكل من اطلع عليها ..هزت الباتول راسها نحوها وتمتمت بكلام لم يسمعه اﻻ-;-بله ..فزادت زنوبا من ضياء ابتسامتها.كان القمر بدا يسدل اشعته على الغرفة..قالت زنوبة للابله...:ليس على ان اذكرك انك في بيتك ..فزوجتك البتول هي بمثابة اختي واكثر...طأطأ.اﻻ-;-بله راسه وتوقف عن الكلام..غرس نظراته التائهة في الارض..تزاحمت اﻻ-;-فكار في راسه ..ولم يعرف كعادته بماذا يجيب....وفجأءة..صاح فيهما ...: اريد رؤية الحاج عمر..فلم اشاهده فيما بين الحشود..التي استقبلتني في السوق ...!! اريده ان يحضر وليمتي جنبا الى جنب القايد بسو واﻻ-;-عيان ..و اخبئ له هدية مميزة لامنحها اﻻ-;- له ...اما المعلم المهدي فلي حديث خاص معي لن يطلع على سره اﻻ-;- الله ...
وبطبيعة الحال ستكون تلك الوليمة اكثر من بادخة ..سيدوخ فيها الجميع الفقير والغني معا لقد اعددت لها لعدة سنوات ..اتيت معي بما يلزم من وسائل اﻻ-;-حتفال وامكاناته ولاينقصني سوى الحصول على مكان مناسب ..لقد خمنت فيه كثيرا ..ولن اجد مكانا افضل من بيت عمر الذي اصبح حاجا ..ومقاوﻻ-;- ..والبئر محور المكان ..
لم تكن زنوبا وﻻ-;- زوجته قادرتان على سؤاله عن مصدر ثرواته ..ولا معرفة العمل الذي يزاوله في الخارج ..وﻻ-;- لماذا اختار هذ المكان بالذات ..كان انبهارهن كما كان باقي السكان بحديثة الذي يظهر انه كسب تقافة عالية جدا ..واصبحت له تعابير لغوية لا يمتلكها اﻻ-;- النبﻻ-;-ء واوﻻ-;-د المدارس وهو الذي لم يلج يوما مدرسة غير مجرسة السوق ....ما كان يحسن يوما سوى التلفظ ببعض الكلمات السوقية ..وحرمات العته مع التصفيق الحاد بكلتا يديه كالقردة عند اظهارها لفرحها ومسراتها للناس ..وهاهو البهلول يتحدث معهن كانه غير ابله..
تفشت اﻻ-;-شاعات في القرية ..قرية اﻻ-;-وحاع والاشاعات والدسائس الغريبة والخفية عن البهلول كونه عاد ليتنقم من القايد باسو ..وتداولت النساء انه سيقيم عرسا يستدعي له كل الناس وفيه سيعلن اعترافه امام المﻷ-;- بقتله الغراب اﻻ-;-سود في تلك الليلة الهوجاء..ويكشف عن نواياه في البقاء في القرية ..متعاونا مع اﻻ-;-خوة الهادي والمهدي ..والمعلم ضد اعيان القرية ولصوصها واعوانها ..اظهر البهلول بشهادة الجمبع رزانة وواريحية في وحه ناس القرية البسطاء ووعدهم بان مصيرهم سيتحسن ..كما تحسن حاله ولن بحدث ذلك اﻻ-;- بتعاضدهم وعمل اليد في اليد ..ورد اﻻ-;-عتبار لعرفاء القرية وعلى راسهم المعلم المهدي الذي افنى شبابه في تعليم ابناء القرية في ظروف حالكة وعسيرة ﻻ-;- يقوى عليها سواه ..هذا الى جانب وقوفه تلك المواقف الرجولية الشجاعة الى جانب المقهوريين في القؤية ..لن ينسى البهلول مواقف هذا المعلم الشجاعة مع زنوبا ومع البتول زوجته .هل هو نذل حتى ينسى ..كما ﻻ-;- ينسى ان المخزن من عادته ان ﻻ-;- يعطي ادنى اعتبار لمثل هؤﻻ-;-ء الناس ..وما على الناس اﻻ-;- ان تعمل كلما يتغافل
المخزن عن تاديته ..من اين الهمت بهذه اﻻ-;-فكار وغرفت هذه الحقائق ..التي لم تراوده من قبل عندما كنت هيم مع نفسي بحثا عن لقمة خبز في جنبات السوق ..قد يكون اﻻ-;-ختﻻ-;-ط بشباب المهجر هناك وراء البحر .وطيب العيش واﻻ-;-عتبار واﻻ-;-هتمام الكبيرين من وراء هذا التطور الفكري الحاصل للبهلول ..اصحاب هذه النظرايات ليسوا بهاليل ..بل نحباء وعباقرة ..يفهمون في خلفيات العﻻ-;-قات اﻻ-;-جتماعية ..ودقائق حركات الناس ...تعلم البهلول الكثير في بﻻ-;-د الغربة..وعاد والعود محمود على كل حال فقصته هناك تبدا بواقعة طريفة .طرافتها مبعتها الغرابة وضربة حظ ..فالصدف قادته يوما الى معرفة سيد من الطائفة اليهودية في مدينة جنوب فرنسا..حين كان في الشارع العام شبه عريانا ..وحافي القدمين ابحث عن لقمة خبز اسد بها جوعي ..كان هذا الرجل غنيا لكنه شاد جدا ..وانا البهلول لم اكن في طفولتي المبكرة رغم الفقر والضيق الذي كان يﻻ-;-زم سلالتي لم اكن اعرف الشذود ..ﻻ-;- في الرجال وﻻ-;- في النساء ..كنت الج اﻻ-;-شياء من ابوابها الرئيسة ..وحتى اسالوا البتول وجميع اهالي القرية ..ان كنتم تكذبوني ..عندما راني السيد اسير في الشارع العام حن لحالي وعرض علي العمل عنده ..قبلت حدائه كما يفعل الكلب وشكرته والدموع تسيل من عيوني ..وما ان دخلت الباب الواسع لقصره في ضواحي المدينة الجنوبية حتى ابتسم لي الحظ ..ابتسم..قليلة في وصف حظي. بل حظي كركرلي ..وانفجرضاحكا في وجهي التعس..حينها وعلى عادتي ركنت في زاوية اضرب الكف بالكف ..كما افعل في ساعات الفرح في الدوار..وقلت لنفس..فرصة حياة جديدة يا ثيات بهلول ..كيف ابتسم لي الحظ دلك اليوم..في اﻻ-;-جابة عن هده الكيف حيثيات طويلة فيها العجب العجاب ..وﻻ-;- بد لي من التريث والتاني ..في شرحها ..وعلى كل حال ﻻ-;- ينبغي اﻻ-;-فصاح عن ما حدث دفعة واحدة ..فلم اعد بهلوﻻ-;- حقيقيا ..ﻻ-;- يجب ان اسرع في السرد كما كنت اسرع في ركوب العربة ..او اﻻ-;-رتماء على ظهر البهيمة ..ها..ها..ها..
لم يعد البهلول كما خرج من القرية ..هذا امر اكيد ..واكاد اجن في التفكير عن اسباب هذا التحول الغريب في احوال البهلول ...هكذا ردد المعلم المهدي..وهو يحدث الهادي على ابواب القسم المفتوح ..في انتظار قدوم التﻻ-;-ميذ في هذ الصباح الباكر ....
رد الهادي : البهلول يتكلم جيدا ..لم يعد صنما تافها كما كان يحكي عنه الناس ..رغم تعتعته فهو يحافظ عن منطق الكﻻ-;-م لقد استفاد من التجربة في الخارج. وطول العمر في رفقة الناس هناك ..لكن الغريب في امره اهتمامه الزائد باعداد الحفل في منزلنا ..هل تدرك السبب السيد المهدي..!!
قال المهدي..:حتى لو ادركت السبب ..فلن اقوله ﻻ-;-حد..فالناس احرار في قراراتهم الخاصة..وصحب قوله ضحكة خفيفة ماكرة..



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت حينها ....لا ادري(2)
- سيد الرجال...
- خلف النوافذ...(8)
- السمكة المفلطحة...
- كنت حينها ....ﻻ-;- ادري
- خلف النوافد ...(7)
- خلف النوافد ...(6)
- اوجاع قريتي ..ف 16
- العجوز والموظف
- الطب وراسمالية الوحوش
- خلف النوافذ (5)
- االانسان هذا السر العظيم
- لم يعد احدا يفكر في الغاء عقوبة الاعدام ...
- سيل النفاق التربوي ..هل يتوقف يوما عن الانجراف ...؟
- طفل قال ماهو القطار
- خلف النوافذ (4)
- (1965) مابين الماء والدماء
- عودة زنوبا( أوجاع قريتي 13)
- اوجاع قريتي --12
- تملق سلفي على أعتاب المخزن....


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - أوجاع قريتي ...ف17