أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - طفل قال ماهو القطار














المزيد.....

طفل قال ماهو القطار


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


طفل قال ماهو القطار...(اوراق طواها النسيان )

تتوقف المعارك والمشادات بين الاخوين لبعض الوقت ويضطر الوالد الى اغداق الوعود والعهود ليقيم العدل والمساواة بينهما في المستقبل القريب ويضع الشرط اذا ما توفرت له شروط استجابة الظروف ..يكرر عليه ان شاء الله يكون خير بمشيءة الله ستحصل على ساعتك اليدوية ودراجتك الهواءية الصغيرة وتنتهي المشاكل ..لكن المشيءة الالاهية تاخرت طويلا ولم تستجيب لمتنمنات الوالدةفي العدل والانصاف فكره ان يردد عليه احدهم جملة ( ان شاء الله ) ما داموا هم لا يشاوءون ..الوالدة كانت لها وساءلها الخاصة في فك الصراعات بينهما فهي تعمل كل ما في مقدورها لاطفاء تلك الحروب الصغيرة حول الدراجة الهواءية فالعزيز لا يريد ان يتنازل لركبة واحدة لاخيه ...وهذا الاخير مصمم على الحصول على دراجته وحده ..تحاول اقناعه ان البابا نويل سيهبط يوما قريبا من المدفءىة المعطلة يحمل معه كيسا كبيرا مملوءا بالهدايا ...وستكون كلها من نصيبه ان شاء الله وماعليه الا الزيادة في الصبر والانتظار..لم يكن مقتنعا بكلامها ليس لانها كاذبة بل لان الفتحة الضيقة للمدفءة لا يسمح حجمها بولوج دراجة مثل دراجة العزيز..كان يحس بالانكسار والغبن من كلامها عن البابانويل فهداياه لا تتعدى علب الحلوى واللعب فهو لا يملك سوى الاشياء التافهة لا ترقى لما يمتلكه العزيز ..كان كلما دلف خارج البيت يهز راسه الى سطح الفيلا ويتمعن في عمود المدخنة ليتاكد انها ضيقة جدا . ولا طاءل منها ومن التافه البابانويل ..
يمضي العزيز على دراجته الزرقاء الى القسم الفرنسي مزهوا بنفسه وبها ويعود هو برفقة سويسا الى الركض وراء القطارت..الناس والعمال امام المصانع تزداد عددا وتوثرا بحثا عن شغل يعودون منه بقطعة خبز الى الاولاد ..و تلك القطارات تروح وتغدو محملة بالسلع والبضاءىع وبنفس الاصرار على دهس كل من تجراء ووقف على سكتها الفولاذية ..ساءقوها عديمو الرحمة والشفقة ...يفجرون جماجم العمال والعاملات ويمزقون جتثهم كلما غمض لهم جفن وارادوا ان يستريحوا من عناء العمل على تلك القضبان القاتلة..يحملون زادهم معهم في علب قصديرية واكياس من الخيش خبز ومرق وشاي وقهوة .الكهول منهم يصطفون اسفل جدران الفلل في جماعات متالفة والشباب يصعدون الحاويات ويعلو ضجيجهم وزعيقهن ليملاء فضاءات السكة الحديدية اهازيج واغنيات شعبية عن الهوى والحب والحياة..تسليهم من تعب العمل و قساوة الدهرعليهم ..لا يهداوءون سوى عند سماع صفير القطار او اجراس المصانع فيتحركون في صمت متفرقون ينصرفون الى ابواب المعامل ..فيرمي الهدوء والسكينة باجنحتهما على المكان يكسرهما بين الفينة والاخرى نباح كلاب ضالة و خصومات شرذمة من الشباب المتشرد تتلصص على الفيلل والمستودعات لسرقة امتعتها .. ..وتستمر سحابات الدخان الاسود تعلو سماء المعامل .. بينما هو يقضي بقية نهاره في الركض مع سويسا محاديا تلك القطارات التي تروح وتغدو امام منزله ..يتطلع الى وجوه ساءقيها من وراء الزجاج السميك المغبر ..وجوه كالاشباح يرتدون قبعات زرقاء متسخة ولهم شوارب ولحي طويلة
كلحية البابا نويل لكنها سوداء قاتمة ...البابا نويل يوزع الهدايا مع الكذب بينما هم يوزعون السلع والبضاءع مع الموت ..
يتوقف من جراء التعب عن الركض خلف تلك القطارات
فيسال نفسه ما هو القطار..؟
اهو كما قال الوالد .. الاستعمار
لكن و ما الاستعمار...؟
كان يشعر بالضجر المرير
نفسه ملت ذلك الصفير
اكداس من الدخان
تلوث قلبه الصغير
ولا يستطيع قطع دابر
ذاك الهدير
يركض وتهتز تحته الارض
كالسرير
و الاجساد المتعبة اسفل الجدار
يبتسم لها و يلج الفيلا


وهو يغني:
---------------


فغيغو جاكو... فغيغو جاكو
دوغمي فو ووو
سوني لى ماتينىو
دين دان دوووون
---------------
Frere jacques
Dormez vous
Sonnez les matines
Dig Ding Dong
.......



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلف النوافذ (4)
- (1965) مابين الماء والدماء
- عودة زنوبا( أوجاع قريتي 13)
- اوجاع قريتي --12
- تملق سلفي على أعتاب المخزن....
- التشرميل...إ ستثناء مغربي .
- خلف النوافذ (3)
- يوم الارض ...ذكرى طواها النسيان
- خلف النوافذ (2)
- قطاع الرؤوس...
- أوجاع قريتي...11( اهل الحال ..متى يصفى الحال ..)
- همسات ....قلم
- عزوف المواطن عن السياسة / اولاد عبد الواحد كاع واحد...
- أوجاع قريتي ...10(.. لمن تحكي زابورك يادتوود ...)
- في الحاجة الى الديموقراطية
- أوجاع قريتي - 8 - ساعات الليل الطويلة ...
- عاد يوم 8 مارس ..ولا شيء تحقق للمرأة العربية
- كأنه السحاب العابر ...
- اوجاع قريتي ..8 الحفل .(هيرضربوا ولا هربو..)
- اوجاع قريتي 7 (بوسحابة )


المزيد.....




- تحت الركام
- ألعاب -الفسيفسائي- السردية.. رواية بوليسية في روايات عدة
- لبنان.. مبادرة تحول سينما -كوليزيه- التاريخية إلى مسرح وطني ...
- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - طفل قال ماهو القطار