أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )















المزيد.....

شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 20:03
المحور: الادب والفن
    



شاشية اليهودي ..

في البداية اصرح وانا عاري الراس -الموضوع هو حول شاشية اليهودي..وﻻ-;- خلفية لي.في العداء ضد السامية .. - كوني احب اليهود ..خصوصا يهود مراكش اﻻ-;-غنياء منهم والفقراء ..اﻻ-;-غنياء يسكنون الحي اﻻ-;-وربي ..جيليز ..والفقراء يسكنون المﻻ-;-ح ..في المدينة العتيقة ..قرب المشور اي تحت حماية السلطان ..لكنى احب الفقراء منهم على الخصوص ..كانت لي صبية يهودية بلقاء ومكتنزة صديقة ..تساعد والدها في بيع الكتب المدرسية والمقررات في داخل حي المﻻ-;-ح ..بابتسامة و انحناءة مصوابة تبيعني ما اريد باثمانها الخاصة ..الحكاية هي تقاطع مابين الحياة في الدرب ..وفي المﻻ-;-ح..في الدرب كانت جارتنا الفاتنة ام البركات تبحث عن من يقتني لها شاشية يهودية .تريدها ﻻ-;-عمال السحر....فهي كما عرفت من الوالدة في نهاية القصة كانت مزعوطة في قايد يقطن في مدبنة مجاورة..وبما اننا نحن الصبية نتردد على المﻻ-;-ح اما لشراء لوازم الدخول المدرسي ..او شراء الحلوى ..سلني ندوب ..وشعور البنات ..والبونبون..والكوكو..وغيرها.. في نهاية الموسم الدراسي لنبيعها على الحمار - وهو طاولة مغطاة بباب مشبك -..بما ان لنا عﻻ-;-قتنا الخاصة بالمﻻ-;-ح..الذي افرغوه من سكانه في الستينيات...ﻻ-;-سباب يعلمها التاريخ ويحفظها الشيطان ...على اية حال ..استدعتنا يوما ام البركات لقضاء مهمة مقابل 50 درهما ..اغطتنا منها 25 جرهما ..والبقية عند اﻻ-;-تيان ب شاشية اليهودي ....فقالت بغيتكم ..تجيبوا لبا ..شاشية اليهودي .وبسرعة ..اخر اجل نهاية اليوم ...!!!..المهمة كانت تبدو سهلة ..البعض منا داهية في نزع الطواقي المغربية في ساحة الفناء..للقرويين ..الذين ربحوا من تجارتهم في اسواق الساحة ..يشترون ما يحتاجونه من حمص وزبيب وتوابل واقمشة ..وطاقية جديدة..ويتحلقون على عروض الفرجة بعض الوقت وعند المغيب يهرعون الى حافﻻ-;-تهم المرابطة جنب الساحة ..ما كان يحصل اﻻ-;- انحناء احدنا وراء القروي ليدفعه اﻻ-;-خر من امامه ويسقط ارضا على ظهره ..و الطاقية يجسها احدنا في جيبه ..وﻻ-;- يدري القروي اين طارت ...يتلمس جيوبه في داخل جلبابه فيحمد الله هلى بقاء ماله في جيبه فينصرف ..وهو يشتم ويلعن ..لكن اﻻ-;-مر لن يكون بهذه السهولة ..فاليهود حذرون ..وﻻ-;- يترددون على حلقات الساحة ..فهم يعرفونها جيدا من زمان تمليح الرؤوس ...قبل الحماية..فكان من مخططنا الدخول الى المﻻ-;-ح ..وترصد احدهم لخطف طقيته ..في الطريق الى المﻻ-;-ح ..اشترينا الحلوى ..وتمتعنا بشرب الموندا ..قنينة كبيرة من نوع كروش كوﻻ-;-...واكلنا النقانق ..من عند المرياح ..ولم يبق من الخمسة والعشرين درهما سوى 5دريهمات ..ومعها عزيمة ﻻ-;- تقهر ..لخطف طاقية يهودية.على باب المﻻ-;-ح رابطنا طويﻻ-;-..مقسمين اﻻ-;- نحموعتين ..اﻻ-;-ولى تراقب وتامر ..والثانية تنفذ وتهرب ..دخل المﻻ-;-ح يهودي خمسيني اصلع الراس وضخمه ..وعليه طاقية ..بدت بداية العملية بتباشير الخير .. تبعناه بهدوء ووقار ..وعلى مسافة قليل من اﻻ-;-متار ..قال احدنا تحينوا... الفرضة...
لف اليهودي احد الدروب ..ووقف اما باب ﻻ-;- يظهر سوى نصفه ..لكون ارضية المنازل القديمة واطئة ..فتح الباب ..وقدم رجليه للدخول ...حينها صاح احدنا ...:الفرصة ..جات...!!!
درووك ...درووك ...حيدوها ليه ..!
تسابقنا اليه ووضع اﻻ-;-ول منا يده على الطاقية ..وجدبها اليه بقوة...
فصاح اليهودي مدهوشا.. ...:(ايووه ...اميﻻ-;-ي ...حرام ..حرام....)
لم تتتزع الشاشية بالسهولة المرجوة كانت مشدودة بمقبض مع شعرة طويلة لليهودي .نزعناها من راسه بالم ومشقة ..تراجع مولوﻻ-;- الى الوراء تم انطلق يعدو ورأنا..وهو يصيح ... (الشفارة ...الش...) فركضت وراءنا كوكبة من اليهود .تريد القبض علينا .. ..كنا مرعوبين نجري ونلهت... كالضباع حين تطاردها السباع . ..نجري ..ويجرون ...واليهودي يصيح فيهم ..( ...اقبضوا ..شفارة ....شفارة ..اميﻻ-;-ي ..)
لم يلعن ولم يسب حتى في حالة هيحانه كان لطيفا ومؤدبا ..كنت اجري واطلب من صديقي لص الطاقيات ..ان يرميها له وننهي هذا السباق ..الاهوج ...قلت :(اريمها ..راه ما بغا غير الشاشية ديالو ...ارميها ليه ..).رماها له ..وتوقف عن الجري ورائنا ...اعيانا جميعا طول الجري في اﻻ-;-زقة..
ووصلنا الساحة وليس لنا ما كنا نطلبه ..والنهار على وشك نهايته... .. نهرني الزعيم ..لص الطاقيات ..قائﻻ-;-: ياك انت قراي ..مالك ما قلت لنا راه الشاشية مقبوضة مع الشعرة ...كنا درناها في حسابنا ..وجبنا معانا مقص ..!!
قلت مفكرا :...ما العمل اﻻ-;-ن ....!!
كنت امثل دور لينين ..وكان هو يمثل دور تروتسكي ...!!!
وبدانا نفكر..ونقلب اﻻ-;-فكار في جماجمنا الساخنة بفعل الجري والخوف...
قلت ..: المقص ..المقص ..فكرة واعرة ..!
قال ..:مافهمت والو ....!
قلت ..:بما تبقى لنا من الدراهم اشترى طاقية ..واقصها من جوانبها .. لتصبح في قياس شاشية اليهودي ..
كانت الفكرة ذكية جعلت عصابة اللصوص الصغار يلودون ليس الى الفرار بل الى الصمت الرهيب..قبلوا اﻻ-;-قتراح.. ..ودلك ما حصل ..!!
عدنا القهقرى الى الدرب ..والوقت وقت غروب . ام البركات ﻻ-;- زالت في انتظارنا .. ..والسنونوات تصيح وتتعارك مع بعضها على اﻻ-;-عشاش...تناولت ام البركات الشاشية المخدومة....فاطلقت صرخة مدوية اخرجت نساء الدرب يتطلعن الى معرفة ماحدث ويحدث فيه .قالت..
émoticône frown
راني قلت ليكم ...ياوﻻ-;-د الكلب ..شاشية ..اليهودي ..اليهودي...يا اوﻻ-;-د الكلب ...وماشي طاقية الشلح. .. ياويلي ....والله ما نعرفكوم ..غدا ...غدا...جيبوها ..وﻻ-;- ردو..ليا فلوسي ...!!..)
لم اعرف حينها من اخبر الوالد..نظر في جيدا .:(وليتي شغار ديال الشاشيات..وسخار ديال الجيفات..اوا. ..ديرها فين تجيك..)تظاهرت بعدم سماعه..وعيوني شاردة في مسلسل .. (الهارب ..)...وضميري يقرعني على ما اقترفناه..في حق صاحبنا اليهودي المسكين ..

مساءات مراكشية..
10/11/2012
عبد الغني سهاد



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد السلام صديقي ...والساعات.
- وجع و تراب... لويس جانتي
- صورة الخطيئة الاولى ....
- حين أغضب ...(أحيانا)
- جداريات تافهة في مدينة
- حلاق المدرسة....
- التباس
- حوانيت سياسية
- ﻻ-;- اعرف ....
- شهيق اﻻ-;---;--يام
- وراء اﻻ-;-كمة ...ما وراءها ...
- عندما لوحت امه بقبضتها ..
- ماعاد...
- صراصير وذئاب...
- صديقي الشيطان ....
- أوجاع قريتي ...ف17
- كنت حينها ....لا ادري(2)
- سيد الرجال...
- خلف النوافذ...(8)
- السمكة المفلطحة...


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )