أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - لو كانت أسماك القَرَش بشراً - بَرتُولْتْ بْرَيشْتْ














المزيد.....

لو كانت أسماك القَرَش بشراً - بَرتُولْتْ بْرَيشْتْ


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 09:41
المحور: الادب والفن
    



للشاعر الروائي الألماني برتولت بريشت (1898-1956)
ترجمة بهجت عباس
(إلى كلِّ من ذرف دموعَ التماسيح على إهانة برلمان يَـعِـجّ بكواسج بشريّة)

"لو كانت أسماك القرش (الكواسج) بشراً، هل ستكون لطيفة مع الأسماك الصغيرة؟ " سألت البنتُ الصغيرةُ لصاحبة النُزل السيّدَ (ك).
"بالتأكيد." أجاب السيّد (ك). إذا كانت الكواسج بشراً، فلسوف تبني صناديقَ ضخمةً في البحر تحوي كلّ أنواع الطعام، من نبات وحيوان. وستهتمّ بأنْ تحويَ هذه الصناديق ماءً متجدّداً طريّاً دوماً وعناية طبّية شاملة، فمثلاً، إذا أصاب زعنفةَ سمكةٍ صغيرةٍ أذىّ، فستُضمَّـدُ فوراً، لئلاّ تموتَ قبل الأوان، فتخسَرَها الكواسجُ.
ولئلاّ تُصبِحَ الأسماكُ الصغيرةُ كئيبةً، تُقام مهرجاناتٌ مائيّة كبيرة؛ لأنَّ طعْمَ الأسماك المرحة ألذُّ من طعم الأسماك الحزانى.
وستوجد طبعاً مدارسُ أيضاً في الصّناديق الكبيرة. في هذه المدارس تتعلّم الأسماك الصغيرة كيف تسبح في حلاقيم الكواسج. وتحتاج أنْ تتعلّم الجغرافية، حيث بواسطتها تجد في أيّ مكان تضطجع الكواسج الكسالى. والغاية الأساس هي التهذيب الخلقي للأسماك الصغيرة. سيُدرَّسون بأنّ الأعظم والأجمل هو عندما تُضحّي السمكة الصغيرة بذاتها بسرور، وأنْ تضع ثقتها بالكواسج، وخصوصاً عندما تقول لها بأنّها مهتمّة بمستقبل زاهر لها، وأنَّ هذا المستقبلَ مضمونٌ فقط إنْ تعلّمت الطاعة. وبخاصة يجب عليهم، الأسماكَ الصّغيرةَ، أنْ يبعدوا أنفسَهم عن كلّ الميول المنحرفة والماديّة الوضيعة وأنانية الذات، وأن يُخبروا الكواسج فوراً عن كل واحد انخرط في مثل هذه الاتّجاهات.
لو كانت الكواسج بشراً، ستضطرم حروب بينهم ليغنموا صناديقَ وأسماكاً أخرى. وستـشنُّ هذه الحروبَ أسماكُهم الصغيرة. سيعلّمون الأسماكَ الصغيرة أنّ ثمّة فارقاً كبيراً بينهم وبين الأسماك الصغيرة التابعة للكواسج الأخرى. وسيُخبرونهم بأنَّ الأسماك الصغيرة الأعداءَ بُكْـمٌ ، كما هو معروف، ولكنّها صامتة في لغات أخرى مختلفة تماماً، حيث من المستحيل أنْ يفهم أحدُها الآخرَ. وكلُّ سمكة صغيرة تقتل عدداً من الأسماكٍ الأعداء الصّامتة في لغتها الخاصّة، ستُـقـلّدُ وساماً من الطُّحلُب وستحوز على لقب بطلة.
لو كانت الكواسج بشراً، سيكون هناك فنّ ولا ريب. ستكون ثمّة صورٌ جميلة تُظهر أسنان الكواسج في ألوان زاهية، حلاقيمهم سُتًصوَّر كحدائق ساحرة خالصة للمتعة، يمكن لأيِّ واحد أن يلعب فيها بزهوٍ.
المسارح الواقعة في قعر البحر ستَعرِضُ، كيف أنّ سمكاً صغاراً شجعاناً يتباهون بسباحتهم في حلاقيم الكواسج، والموسيقى ستكون جدَّ جميلةٍ حيث الأنغامُ، وجوقـتُها في الأمام، تجعل الأسماك الصّغيرة هانئةً حالمةً مليئةً بأفكار مهدِّئةٍ تنساب في حلاقيم الكواسج.
سيكون دينٌ هناك أيضاً، لو كانت الكواسج بشراً، تدرّسهم بأن حياة الأسماكَ الصغيرةَ تبدأ في الحقيقة في بطون الكواسج.
وبهذا، لو كانت الكواسج بشراً، لانعدمت المساواة أيضاً بين الأسماك الصغيرة، لا كما هم عليه الآن. بعضٌ منهم سيصير إداريّين على رؤوس الآخرين. أولئك الذين هم أكبر سيأكلون الأصغر، وسيكون هذا مُمتعاً لدى الكواسج، لأنّها، ذاتَها، ستحصل على لُقَمٍ كبيرة في أكثر الأحايين. والأسماك الكبيرة الإداريّة تقوم بحفظ النظام بين الأسماك الصّغيرة؛ معلّمين، ضبّاطاً، ومهندسين لبناء الصناديق وغير ذلك.
وبإيجاز، لو كانت الكواسج بشراً، ستكون ثقافةٌ في البحر لأولّ مرّة.



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية أيّار - للشاعر الألماني الكبير يوهان فولفغانغ غوته (17 ...
- من حكايات الأساطير القديمة – للشاعر الألماني هاينريش هاينه ( ...
- ثلاث قصائد - راينر ماريا ريلكه –
- أغنية - للشاعر الأسباني فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)-
- تفكيك الجينوم وبنية الإنسان التحتيّة
- هل يُمكن علاج أورام الدّماغ دون عمليّة جراحية؟
- المَرثيَة الثانية – راينر ماريا ريلكه
- السّجين- راينر ماريا ريلكه
- جولة قصيرة في ربوع دنا DNA الخليّة البشريّة
- رَجْعُ السِّنين (شعر)
- الفساد ليس جديداً في العراق - نبذة من الحياة قبل خمسين عاماً
- Seraphine- للشاعر الألماني فريدريش هاينه (1797-1856)
- إلى الفرحة - للشاعر الألماني فريدريش شيلر (1759-1805)
- موسوعة الشعراء الكاظميّين - وذكرى الأيّام الخوالي
- اكتشاف فيروس للغباء
- المعجم الكيميائي الجامعي – تأليف الدكتور مجيد محمد علي القيس ...
- ترجمة ألمانية لنصّ الشاعر عمّار يوسف المطّلبي (لا تفقد الأمل ...
- ترجمة ألمانية لنصّ االشاعر سعد جاسم (جثّة تمشي)
- أيّهما أهمُّ: الجين (المُنتِج) أم البروتين (المنتوج) وكيف تؤ ...
- خماسيّتان بثلاث لغات


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - لو كانت أسماك القَرَش بشراً - بَرتُولْتْ بْرَيشْتْ