أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - كتل كونكريتية عملاقة














المزيد.....

كتل كونكريتية عملاقة


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتل كونكريتية عملاقة
بعد واقعة احتلال البرلمان العراقي يوم السبت الماضي، لم تبادر الكتل البرلمانية وقادتها الى تغييرمناهجها العقيمة في قيادة البلاد، والتي افضت الى الخراب العام والتضحيات الجسيمة بالارواح والممتلكات واحتلال العصابات الارهابية للمدن العراقية، واستمرت على منوالها في الصراعات الجانبية والتصريحات الفارغة التي تعود عليها العراقيون طوال السنوات الماضية، في محاولة لتفريغ الحدث من دلالاته العميقة وتحوله الى اعتداء على السيادة الوطنية وهيبة الدولة، وتعتمده عنواناً رئيسياً لنشاطها السياسي والاعلامي خلال الايام الماضية، وكأنها الضحية التي منعها المحتجون من اداء واجباتها الدستورية باقتحامهم البرلمان !.
هذا الاسلوب الهزيل في التعامل مع الحدث للتغطية على حقيقة مسبباته، هو محاولة مكشوفة للتهرب من المسؤولية الجسيمة لطواقم السلطات في أصل حدوثه، والتملص من المطالب الشعبية للجماهير التي قامت به كفعل رمزي بليغ يعرف معانية الفاسدون ويحاولون التغاضي عنها باثارتهم الزوابع الاعلامية حول السيادة والهيبة للمؤسسات الحكومية التي لم يحترموا هم ابجدياتها طوال السنوات الماضية.
لقد انكفئ السياسيون في المنطقة الخضراء وصموا آذانهم عن مطالب الجماهيرمنذ عام لانها لم تصل الى اسوارعروشهم، قبل أن يخترق المحتجون تلك الاسوار الواهية ويهددوا المحتمين بها من غضبهم الذي فاضت به النفوس، لتسقط الاستحكامات التي كانت توصف بأنها (شديدة التحصين)، وليبرهن الواقع بأن لاتحصينات تحمي السياسي من شعبه سوى العمل الوطني النظيف من الفساد، وهذا هو بيت القصيد الذي يعرفه الجميع في المنطقة الخضراء وتوابعها في المحافظات ولايحتاج الى مراوغة وتضليل !.
لأن الفساد بات وباءاً في العراق فأن (فرسانه) لازالوا يصرخون دفاعاً عن حرمة المؤسسات وضرورة حمايتها وفقاً للدستور، متناسين (امتطائهم) للدستورتنفيذاً لمصالحهم الذاتية والحزبية، التي وفرت لهم المنافع وأعاقت تنفيذه، ولم يجني الشعب من ذلك سوى المآسي والخيبات والخسارات، نتيجة توافقهم على تعطيله !.
لقد تحولت المنطقة الخضراء الى (ورم سرطاني) في الجسد العراقي بدلاً من واحة قانونية لتنفيذ الدستورالذي صوت عليه العراقيون بدماء شهدائهم، وكأن سكانها غرباء وحاقدون على شعبهم، عوائلهم ومتعلقاتهم في دول أخرى وطريقهم سالكاً الى المطار!، وبدلاً من مصارحة شعبهم وتصحيح مساراتهم وطلب الغفران، نراهم يعتمدون اسلوب الطغاة في اقامة الحواجز بينهم وبين شعبهم، كما نرى اليوم (بعد واقعة السبت) البدء باقامة سورجديد حول المنطقة الخضراء مكون من ( كتل كونكريتية عملاقة )، يعتقدون أنها تضمن لهم الحماية أفضل من سابقاتها التي (عبرها) المحتجون !.
المؤسف أن قادة السلطة في العراق لازالوا (يثقون) بالكونكريت بديلاً عن ثقتهم بعقل المواطن العراقي الذي انتخبهم، وكأنهم يعترفون بأنهم تحايلوا على الشعب في الانتخابات التي أوصلتهم الى مواقع القرار، وحصيلة ذلك طالت أم قصرت لن تكون في صالحهم، وقادم الأيام سيثبت ذلك طال الزمن أم قصر !.
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوق الدستور .. تحت الدستور .. !
- عراق المستشارين .. عراق الأزمات .. !
- لقاءات واجتماعات وبيانات وتصريحات لعرقلة الاصلاحات ..!
- وداعاً سيدة المعمار .. وداعاً زها حديد
- الاتحاد الاوربي وسياسة ( العجين السيّال ) ..!
- أوقفوا صفقة (بيع) ملعب الشعب الدولي ..!!
- القنبلة (المائية) سلاح داعش في معركة تحرير الموصل ..!
- استمارة الانتماء الى داعش أجابت على السؤال الكبير ..!
- اجتماع ( فضائي ) للتحالف الوطني .. !
- وداعاً أيها الشاعر ( الطالع من نخل آذار) .. وداعاً زهير الدج ...
- مجلس النواب .. أمس تحذير نهائي للمتغيبين واليوم غياب جماعي . ...
- وزارة (التهريب) العراقية ..!
- وكالة الأنباء العراقية والأزمة المالية
- لماذا يقصف الأمريكيون مصارف الموصل ؟!
- قُبّة البرلمان و(علوة) الرشيد ..!
- الاتهام ( الجاهز) مسلك المأزوم ..!
- الفاسدون .. ( يبيضون ) .. و( يُفرّخون ) ..!
- الشعب ملتزم بالدستور .. والمسؤول يراوغ ..!
- أيهما أقرب الى بغداد .. تونس أم الشطرة ..!
- اعتقال الابرياء نقص كفاءة ومؤشر فساد


المزيد.....




- بعد 12 يوما من الحرب بين إسرائيل وإيران.. من المنتصر؟
- ويتكوف يعلق على تسريب التقييم الاستخباراتي السري لحالة المنش ...
- مقتل 7 جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة
- هل دمرت الضربات الأمريكية المواقع النووية في إيران؟ ترامب يؤ ...
- اكتشاف نوع جديد من القوارض في البيرو يؤكد تنوع جبال الأنديز ...
- الجيش الإسرائيلي.. حديث عن إخفاق في غزة وإنجاز بإيران
- شاهد.. سرايا القدس تقنص جنديا إسرائيليا شرقي الشجاعية
- مسلم يفوز بالانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك
- أردوغان يرحب بهدنة إيران وإسرائيل ويدعو إلى -حوار وثيق- مع ت ...
- الكونغرس يجهض تحركا لعزل ترامب بسبب ضرب إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - كتل كونكريتية عملاقة