أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - هابرماس ونظرية أخلاقيات المناقشة















المزيد.....

هابرماس ونظرية أخلاقيات المناقشة


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


الجزء الثالث

عند التحدث عن أخلاقيات المناقشة نجد أن هابرماس يعتبرها منهجاً من خلاله يتم تحديد معايير عادلة لزاوية النظر الأخلاقية. بل جعلها نظرية تبحث في الطرق والإجراءات السليمة التي تمكن الذات المتفاعلة فيما بينها، من التواصل عبر الحوار إلى صياغة تلك المعايير الأخلاقية.

ومن الملاحظ أن المهتمين لفكر هابرماس جعلهم يعتبرون أخلاقيات النقاش تأسيساً للمجتمع المدني.

جان كوهان يعتبر على سبيل المثال أن الاخلاقيات تمثل سياسة تعمل على التأسيس لمجتمع ديمقراطي مدني يستوعب التعدد ويكرس الحوار.

هابرماس رفض أن يجعل الاختزال السياسي هذ لأخلاقيات النقاش وهو باعتقاده أنها نظرية في التواصل، على وجه العموم، وقد يكون البعد السياسي أحد أبعادها.

ومن خلال قراتي المتعمقة لفكر هابرماس وجدت نفسي أفكر بأن هذه الاخلاقيات على ماذا ترتكز وعلى أي معايير وأومر تنتهج وإلى أي مدى يريد هابرماس التوصل اليه من هذه النظرية؟؟؟؟؟

أن المعايير الأخلاقية هي نلك التي يقبلها أعضاء الجماعة التواصلية المعنيون بها وهي تراعي مصالحهم المشتركة ويكون لها طابع كوني.

وعليه فإن النقاش العملي حسب هذا التعريف أداة ذات مكانة جوهرية في سن المعايير وتبريرها، لان التبرير هو عملية بيذاتية تداولية غير منفصلة عن الاجتماع، وهو وسيلة ملائمة لتأسيس نظرية عن مجتمع حداثي في عصرنا هذا وهو عصر تراجع دور التقليد والعادات في شد أواصر العلاقات الاجتماعية، هو عصر تعدد المعتقدات والأعراف والتجمعات داخل نفس المجتمع، هو عصر تصاعد النزاعات الدولية مما يهدد الاستقرار والسلم العالميين، هو عصر تصاعد المصالح التجارية والاقتصادية، هو عصر الاستغلال المفرط للبيئة وتفاقم الاحتباس الحراري الكوني.

عند إدراك كل هذا نعلم لماذا تأتي أهمية اخلاقيات النقاش والحوار، وعند النظر إلى معاييرها نعلم مباشرة إلى أنها الوسيلة الأمثل والتي تكفل التوازن الدولي ويدعم تنمية المجتمعات. هذا هو رهان أخلاقيات النقاش شرطها الأساسي إجماع الكل على قواعد ومعايير وضوابط يلتزم بها المتحاورون في إطار فعل تواصلي.

عمل هابرماس على دعم أطروحته من خلال النظرية الحجاجية، فأستمد منها القواعد الصورية التي يجب على المتحاورين الالتزام بها قصد تحقيق الاجماع أو اتفاق العقول.

كان هدف هابرماس تأسيس مبدأ استدلالي في اخلاقيات النقاش والقواعد التي اقترحها هابرماس هي:-
1- لكل من هو قادر على الكلام والفعل نصيب كامل في النقاش.
2- لكل الحق في إثارة أي إشكال أو اعتراض على أي تأكيد كيفما كان يندرج ضمن هذا الحق (حق الاعتقاد في أراء ما والتعبير عنها).
3- لا يحق منع أي كان من المتحاورين من النقاش ولا استعمال أسلوب الإكراه عليه.

عند قراءة هذه القواعد وبتمعن نجد انها تفترض على الجميع هذه القواعد المشاركة والندية بين المتحاورين: لكل الحق في أن يدلي بدلوه ويفصح عما عنده دون تضيق أو مضايقة قصد تحقيق الإجماع.

أضاف هابرماس قاعدتين أخريين مفادهما أن الدعاوى المعيارية للصلاحية تتضمن معني معرفياً، ويجوز التعامل معها بوصفها دعاوى للحقيقة؛ وعليه فإن ضرورة الدخول في نقاش من وجهة نظره حقيقي لتأسيس المعايير والاوامر اعتماداً على العقل المتواصل المتحاور وليس على العقل الفردي.

وصفة المعرفية تعني أن الشيء قابل للقبول أو الرفض خلال عملية الحوار التي هي أخذ ورد.

بعض النقاد وجدو أن أخلاقيات النقاش التي ترتكز على أهمية الحجة والحجج في صياغة المعايير الأخلاقية والاجتماعية ما هي إلا سوى تداولية فلسفية صيغت على شكل منعطف لساني تداولي أساسه التشديد على أهمية القوة غير القسرية للحجة الأقوى.
عند تناول فكر هابرماس ووضعه تحت المجهر ستلاحظ أن أخلاقيات النقاش عنده تهتم بالمعايير، معايير الفعل التواصلي وبالنسبة لهابرماس هو لن يتم إلا في إطار الدولة الدستورية حيث يكون بالإمكان المواطنين المشاركين في سياسة تشاورية أن يصلوا إلى تأسيس معايير تحظى باحترام المجتمع وقبولهم.

إذا المعايير لدى هابرماس ليست قرارات شخصية، بل هي مؤسسة على إمكانية تبريرها تبريراً عقلانياً اعتماداً كلياً على عملية حوارية حجاجيه. وهو يعمد إلى دمج بين العقل الخالص والعقل العملي.

وبذلك فإن صلاحية المعايير الأخلاقية لديه يحكمها تصور عملي ذو صلة بممارسة النقاش والحجاج أي أنها تقوم على الاعتراف بالمعيار في إطار نقاش يعترف ضمنياً به وتقبله جميع أطراف الحوار ثم إن ما يهم هابرماس هو سن معايير كونية قادرة على حل المشكلات التي فيها تتخبط البشرية وتعمق ثقافة السلام بين الأمم والشعوب.

أكد كارل اوتو أبل KARL OTTO APEL زميل هابرماس على أن أخلاقيات النقاش هي أخلاقيات المسؤولية.

تحولت أخلاقيات النقاش في ألمانيا إلى تقليد فلسفي، وأبدع الفيلسوف الألماني هانز يوناش HANS JONAS في كتابة مبدأ المسؤولية في عنوان فرعي على أخلاقيات الحضارة التكنولوجية، وهو أراد بهذه الاخلاقيات أن تكون بديلاً للأخلاقيات التقليدية الميتافيزيقية وأن تكون أخلاقيات المستقبل نظراً للتحديات التي لم تعد فيها البشرية منكبة على حل مشكلات البيئة والتلوث والانحباس الحراري.

كارل اوتو أبل عمل على دعم اخلاقيات النقاش بما ورد في مبدأ المسؤولية، في إطار حواري تواصلي يدعو إلى تجند جميع الأطراف للتفاهم حول سبل مواجهة الخطر المحيق بالبشرية.

البعد السياسي لعب دوراً هاماً وكبيراً في نظرية هابرماس وزميله كارل أوتو أبل لأخلاقيات النقاش خصوصاً حينما ربطاها بمبدأ المسؤولية. وهذا يعني أن الجميع مطالب بأن يتحمل مسؤوليته التاريخية في وضعية عالمية لم تعهدها البشرية من قبل، كما لا يمكن تصور نتائجها على الأجيال المقبلة.

أوضح هابرماس هاجس فكره حينما قال: " لقد شرعنا في السنين الأخيرة، أنا وزميلي كارل أوتو أبل في محاولة إعادة صياغة ما نسميه تأسيس المعايير، أي الاخلاق الكنطية، اعتماداً على وسائل مستمدة من نظرية التواصل".

أي أن المشاركين في النقاش أو المتناظرين هم أناس واقعيون تختلف رغباتهم ودوافعهم ومصالحهم مما يعطي للنقاش قيمة.







#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواصل من الوجهة الفلسفية لدى هابرماس
- وحيدة
- التواصل عند هابرماس من منظور السوسيولوجيا أو علم الاجتماع
- نص نظام الخدمة المدنية الجديد الاردني وتعديلات عديدة اهمها ( ...
- يا قسوة قلبك
- سأنتصر
- كيف تعلمت أن اكون صحفية ؟؟؟؟؟
- هل أستطيع أن أنفصل عن مدارك .....
- أحسست مبكرا بوجعك
- سيرة ذاتية عن رئيس جهاز المخابرات الأمريكية السابق ألن دالاس ...
- يا ذاكرة الجسد والروح
- القصة الإيرانية القصيرة دراسة نقدية متعمقة في واقع التراث ال ...
- مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة ا ...
- خطاب رئيس الوزراء نخبوي الصيغة ينقصه الخطاب الشعبي
- برنامج هوا عمان برنامج يسطع في الأفق سليم شريف قارة ينتقل من ...
- البحر الميت عجيبة من عجائب الدنية فلماذا لا نصوت له ؟؟؟؟؟
- حوار مفتوح مع-هناء الاعرج-: من مهندسة إلى مذيعة في التلفزيون ...
- الرجل والمرأة موهوبان لكن يمكنهما تقديم أداء أفضل - (ج1)
- تعديلات بالجملة بين رفض وقبول متحفظ
- الرأي العام الأردني تغيير وتطلعات مستقبيلة


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - هابرماس ونظرية أخلاقيات المناقشة